مقتل 12 مدنيا في العمليات العسكرية المستمرة.. وعدد من الجنود في قتال مع منشقين

ناشط لـ «الشرق الأوسط» : شبيحة النظام يرهبون الناس بحي الدريب.. والجرحى يموتون في البيوت

مظاهرة في كفرنبل أمس
TT

قتل 12 شخصا أمس في العمليات العسكرية المستمرة في سوريا، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، إن 6 من القتلى سقطوا في مدينة حمص بينهم أربعة في حي البياضة، وقتيل بكرم الزيتون بإطلاق رصاص، بينما قال آخر في حي باب تدمر، إنه توفي تحت التعذيب، وقتل اثنان في مدينة الحولة، أحدهما تحت التعذيب وآخر بإطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن. وأضاف المرصد أن «أربعة شهداء سقطوا في قرية غرناطة إثر إطلاق رصاص خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية». وتابع أن اثنين من المنشقين قتلا «خلال اشتباكات في بساتين غرب مدينة الرستن، إضافة إلى 11 عنصرا من الجيش والأمن النظامي قتلوا في اشتباكات في مدينة الحولة مع منشقين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المعارضة السورية، أن 7 طيارين عسكريين سوريين قتلوا في هجوم شنه مسلحون على حافلة تقلهم بالقرب من مدينة تدمر في محافظة حمص. ونقلت الوكالة عن معارض من حمص أن الهجوم الذي شنه «بدو مسلحون» وقع عند بلدة الفرقلس واستهدف حافلة تنقل طيارين عسكريين من مطار التيفور على طريق حمص - تدمر، مما أدى إلى «مقتل سبعة منهم». وتبنى «الجيش السوري الحر» الذي يضم آلاف الجنود المنشقين، الهجوم في بيان نشر على الإنترنت. وقال البيان «قامت كتيبة الفاروق قبل قليل نحو الساعة الثالثة عصرا بالهجوم على باص مبيت يقل ضباطا طيارين من مطار التيفور على طريق حمص - تدمر عند بلدة الفرقلس، وكانت النتيجة بحمد الله ومنه وفضله مقتل 7 ضباط طيارين أقل رتبة فيهم مقدم ورقباء اثنين يرافقون الباص بالإضافة إلى المساعد أول السائق الذي يقود الباص». ونشر «الجيش السوري الحر» أسماء 8 من القتلى.

وقال ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط»، إن سكان حي باب الدريب في حمص يعيشون «حياة قاسية». وقال شاب متخف وراء اسم وهمي، إن «العصابات الأسدية تقوم بكل ما هو ظالم وغادر لإبادة الناس وقتلهم وترهيبهم»، مؤكدا أن «في الحي أصبح هناك 8 حواجز، تقوم القوات الأمنية الموجودة فيها بإطلاق النار على السكان الباحثين عن لقمة عيشهم بعد صعوبة الحصول على ربطة الخبز، حيث العائلات تفتقد إلى الكثير من الطعام بعد إحراق المحال التجارية من قبل الشبيحة». وروى الشاب قصة طفل رضيع توفي بسبب «نقص التدفئة»، مشيرا إلى «ظروف معيشية قاسية يعيشها السكان يوما بعد يوم بعد فقدان معظم المواد الغذائية ومواد التدفئة، حيث الطقس بارد في أحياء حمص القديمة».

وأكد الناشط العشريني أنه «في الليل يطلق الرصاص بشكل عشوائي من كافة أنواع الأسلحة الثقيلة منها والخفيفة من الحواجز الموزعة في الشوارع والتي تقطع أوصال الحي إلى شوارع صغيرة لإرهاب الناس وتخويفهم ومنعهم من الخروج للتظاهر»، مشيرا إلى أن «السكان لا يعرفون النوم بسبب إطلاق النار الدائم، إضافة إلى قيام دبابات مدرعة تابعة للنظام بدخول الحي واختراقه»، مضيفا أنه «إذا أصيب أحد السكان كما يحدث دائما لا يستطيع أحد أن يسعفه، بل يبقى لأيام يعالج بشكل بدائي داخل البيوت، وغالبا ما يستشهد أمام أعين أهله الذين لا حول لهم ولا قوة».

وأوضح الناشط الذي يكنى بـ«فارس» أن «الاتصالات الهاتفية الأرضية منها والجوالة تنقطع من حين لآخر، والأطفال في كل المراحل لا يذهبون إلى المدارس، غير أن المعلمات مجبرات على الذهاب وإلا فهن مهددات بالفصل من المدرسة نهائيا». وقال الناشط لـ«الشرق الأوسط» إنه «في كل يوم يزداد عدد المعتقلين حيث أصبح عددهم في هذا الحي 378 معتقلا، ويوم الاثنين اعتقل شقيقان من عائلة الشيخة، ومنذ فترة وجيزة اعتقل الشاب نمر رجوب الذي انتقل البارحة من لائحة المعتقلين إلى لائحة الشهداء فقد رماه الأمن في الحي بعد أن كانت آثار التعذيب عليه واضحة». وأكد أن «رجوب قضى نحبه تحت التعذيب بعد أن اختطفه (أبو علي الأشقر) وشبيحته وقد تم اختطافه منذ 15 يوما، وكانت تجري مفاوضات على تسليمه مع خاطفيه على مبلغ من المال لكنهم غدروا به، وهناك رصاصتان بصدره وقطع جزء من لسانه ووجدت آثار صعق كهربائي على قدميه».