الناشطون السوريون يخصصون يوما للتضامن مع العنزي عشية جمعة «الجيش الحر يحميني»

ناشط لـ «الشرق الأوسط» : تمت تصفيته بعد أن عرفت جنسيته السعودية

مظاهرة في داعل بدرعا أمس
TT

عشية جمعة «الجيش الحر يحميني» التي سيعلن فيها المتظاهرون السوريون المعارضون لنظام بشار الأسد دعمهم للجيش السوري الحر الذي تتكون كتائبه من عناصر منشقة عن الجيش النظامي، خرج السوريون أمس في مظاهرات معارضة لنظام الحكم تحت عنوان «خميس الشهيد حسين الخالدي (العنزي)» الشاب السعودي الذي قتل في مدينة حمص.

وقامت صفحات المعارضة السورية على «فيس بوك» بوضع صورة للشاب بجانب علم المملكة العربية السعودية، داعين السوريين للمشاركة في يوم الوفاء للشهيد. وتتهم المعارضة السورية الأمن السوري بتصفية حسين الخالدي على أحد حواجز التفتيش في مدينة حمص بعد التعرف على جنسيته السعودية. وحسين هو من مواليد 1985، وأحد الطلاب السعوديين المبتعثين في بريطانيا، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. درس اللغة التحضيرية في مدينة برايتون، ثم انتقل لإتمام دراسته التحضيرية في مدينة كوفنتري، حيث أكمل سنته التحضيرية في جامعتها، لينتقل بعدئذ إلى جامعة ديربي في مدينة ديربي متمما دراسته الأكاديمية بها ومتخصصا في الهندسة الميكانيكية.

ويرى أحد الناشطين السوريين أن «تخصيص يوم من قبل المعارضة السورية للشهيد حسين العنزي هدفه الوفاء ورد الجميل لمواطن سعودي سقط على أراض الجمهورية العربية السورية في سبيل الثورة ومن أجل الحرية».

ويشير الناشط السوري إلى «أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها النظام السوري لمواطنين عرب، فقد عمد في بدايات الثورة إلى اعتقال مواطن مصري واتهامه بالتجسس ضد الحكومة السورية ثم قام بالإفراج عنه بسبب الضغط الذي مارسته حينها الحكومة المصرية».

وكان ناشطون معارضون لنظام الأسد قد أنشأوا على «فيس بوك» صفحة بعنوان «كلنا الشهيد حسين الخالدي (العنزي)»، كتب أحد المشاركين فيها «رحمك الله يا شهيد.. وألف عذر منا لكم إخواننا السعوديين نظامنا قذر ولا يفرق بين الأهل والضيف فهو يقتل الجميع». فيما كتب مشارك سعودي «اللهم احفظ إخواننا في سوريا وانصرهم واحقن دماءهم اللهم أخز من حارب الأحرار الشرفاء ولا ترفع لهم راية واجعلهم لغيرهم عبرة وآية».

ويستبعد الناشط أن يكون حسين قد قتل بشكل عشوائي متهما الأمن السوري بتقصد قتله بعد معرفة جنسيته السعودية، ويقول «عناصر الأمن تتعامل بطريقة حاقدة مع المتظاهرين منذ بداية الثورة، وبعد مقررات الجامعة العربية صار المواطنون العرب فريسة لرجال الأمن والشبيحة أيضا».

وعن المعلومات التي أوردها أمس والد الشاب السعودي بندر العنزي عن نبش جثة ولده من قبل الأمن السوري ونقلها إلى جهة مجهولة، أشار الناشط إلى «أن هذه الممارسات ليست ببعيدة عن أدبيات الأجهزة الأمنية السورية التي تمنع الأم من دفن أبناءها، وتقتلع أظافر الأطفال وتغتصب النساء وتهين الشيوخ فكيف نستبعد أن يمارسوا عملا كهذا».

وفي الوقت الذي اتهمت فيه وكالة «سانا» الناطقة باسم الحكومة السورية الشاب السعودي بأنه «إرهابي كان يساند الجماعات المسلحة في حمص»، نشر معارضون سوريون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر جثة حسين بعد أن اخترقتها رصاصات الأمن السوري، متهمين النظام السوري بتصفيته.

إلى ذلك، من المتوقع أن يلبي اليوم عشرات آلاف السوريين دعوة المعارضة للتظاهر في جمعة «الجيش الحر يحميني ويحمي ثورتنا السلمية»، بعد غياب «الإجراءات الملموسة» من قبل جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي لتأمين الحماية الفعلية للمدنيين السوريين، كما يقول المعارضون السوريون.

وأشار عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، سمير نشّار، إلى أن «التسمية انطلقت من رحم الجماهير السورية الثائرة التي لم تلمس حتى الساعة أي حماية، إلا من قبل هذا الجيش، بغياب أي إجراءات جدية في هذا الإطار من قبل المجتمعين العربي والدولي»، لافتا إلى أنه «كلما تأخرت هذه الإجراءات ازداد اعتماد المتظاهرين على الجيش الحر، وبالتالي اكتسب شرعية إضافية، وازدادت الانشقاقات في صفوف الجيش السوري».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، كشف نشار أن «المجلس الوطني السوري أجرى اتصالا تنسيقيا أوليا مع الجيش الحر، على أن يتم دعمه بآلية عمل، بعدما التزم العمل تحت مظلة المجلس الوطني»، وأضاف: «الهدف الأوحد للجيش الحر حماية المتظاهرين السلميين، وهو لا يعتدي على الجيش السوري إلا بإطار الدفاع عن النفس، وإذا اعتدى هو عليه».

بدوره، لفت عضو المجلس الوطني السوري عمر إدلبي إلى أن «أكثر من لقاء تم بين وفود رفيعة المستوى من المجلس الوطني وقيادة الجيش السوري الحر»، مشددا على «وجوب التحرك جديا لإقامة أفضل العلاقات معه، كونه يشكل جناحا أساسيا في الثورة»، نافيا أن تكون «أهداف أو مهمات المجلس والجيش تتناقض، خاصة مع إعلان المجلس الوطني تمسكه بسلمية الثورة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عملنا السياسي السلمي يتكامل مع العمل العسكري للجيش السوري الحر والعلاقات فيما بيننا مطلوبة وملحة. نحن متمسكون والشارع السوري بسلمية الثورة، وفي الوقت عينه الجيش السوري متمسّك بالمهام التي أعلنها سابقا، والتي تتخذ طابعا عسكريا».

وكانت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة انتهت عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لاعتماد تسمية «الجيش الحر يحميني» بعد حصولها على أكبر عدد من أصوات المشاركين مقارنة بالأصوات التي نالتها تسميات: «جمعة يا الله ما النا غيرك»، جمعة «أوقفوا نيرون سوريا»، جمعة «طال البعد يا وطني»، جمعة «ستين ألف معتقل»، وغيرها.

وقد طالب الناشطون السوريون، تعليقا على نتائج التسميات، «الجيش السوري الحر» بطمأنة الشعب، من خلال إصدار مواقف من ملفات محددة أبرزها: أن لا يتسلم السلطة بعد نجاح الثورة، أن لا يعيق التحرك السياسي بعد نهاية نظام الأسد، وأن يكون تابعا لسلطة مدنية منتخبة.