لبنان: مظاهرة في طرابلس تطالب بإسقاط الأسد ومحاكمته مع أركان نظامه

قوى 14 آذار تحشد لـ«مهرجان الاستقلال» من بوابة تعاطي حكومة ميقاتي مع الملف السوري

TT

نظمت «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» في شمال لبنان مظاهرة في مدينة طرابلس، لنصرة الشعب السوري، ورفضا «لما يتعرض له الأبرياء في المدن والمحافظات السورية من قتل واعتقال وترويع على يد النظام السوري وجيشه وأجهزته الأمنية».

وقد انطلقت المظاهرة عقب انتهاء صلاة الجمعة من مسجد حمزة في منطقة القبة، وقدر عدد المشاركين فيها بألف شخص بينهم سوريون مقيمون في طرابلس، وجابت المظاهرة شوارع المنطقة وأحياءها، ورفع المشاركون فيها لافتات وأطلقوا هتافات تندد باستمرار قتل الأطفال، وتشيد بمواقف الجامعة العربية وإجراءاتها العقابية بحق النظام السوري، كما طالبوا بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته مع كل أركان نظامه.

واستغرب رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، في كلمة ألقاها «صمت العالم الإسلامي المطبق حيال ما يتعرض له الشعب السوري منذ 8 أشهر من اضطهاد على يد النظام البعثي، الذي يقابل الشعب المطالب بالحرية، بالقتل والاعتقال والتعذيب والتشريد، وانتهاك حرمة الأموال والأعراض وتدمير الممتلكات دون هوادة أو تقدير، لا لإسلامه ولا لعروبته ولا لإنسانيته». وسأل: «أين منظمة العالم الإسلامي من دعم جامعة الدول العربية في تحركها الأخير تجاه ما يحصل في سوريا». وحذر الشيخ المصري اللبنانيين عامة وأبناء طرابلس والشمال خاصة من «الفتنة التي يسعى حزب الله إلى نشرها في طرابلس من خلال العمل على ضرب أنصار دولة الرئيس (الحكومة السابق) سعد الحريري بأنصار دولة الرئيس نجيب ميقاتي تحت غطاء التنافس بينهما في السيطرة على الشارع الطرابلسي، كي يضعف الجميع ويسيطر الحزب على الطرفين». ورأى أن «كل من يحرك الشارع من أنصار الحريري ضد ميقاتي أو من أنصار ميقاتي ضد الحريري يعتبر جاهلا بالحقيقة أو مدسوسا يعمل لصالح مثلث الدولة الفارسية المتمثل بحزب الله وإيران وسوريا ضد المصلحة الإسلامية والوطنية».

وجاء ذلك في وقت شارفت فيه استعدادات قوى 14 آذار لإحياء مهرجان الاستقلال يوم غد على نهايتها مع ارتفاع منسوب التوتر في الشارع الطرابلسي الذي يتخوف من وقوع إشكالات فردية تشعل المدينة والبلد ككل. وكشفت مصادر أمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» عن «تدابير استثنائية ستتخذها القوى الأمنية والجيش اللبناني في مدينة طرابلس ككل انطلاقا من مساء اليوم (أمس) وخاصة حول منزل والمراكز التابعة لكل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي»، لافتة إلى أنها «ستضرب بيد من حديد أي محاولة لزعزعة أمن المهرجان أو المنطقة».

بدورها، أكدت مصادر ميقاتي أنه «تم التعميم على الكوادر والمؤيدين ضرورة ضبط النفس إلى ما لا نهاية يوم الأحد وعدم القيام بأي رد فعل حتى ولو استدرجوا إلى ذلك».

في هذا الوقت، تكثفت دعوات نواب وقياديي تيار المستقبل للمشاركة الكثيفة في المهرجان، فيما كشفت مصادر مطلعة على التنظيم للحفل، أن «حزبي القوات والكتائب سيشاركان وبأعداد كبيرة ستتوافد من مختلف المناطق اللبنانية للضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحضه على الاستقالة».

وميدانيا، قالت مصادر طرابلسية واسعة الاطلاع إن «التجييش ليوم الأحد يتم من بوابة تعاطي حكومة ميقاتي مع الملف السوري ما يشجع الطرابلسيين على النزول وبكثافة إلى الشارع رغم استشعارهم بالخطر وبحساسية الوضع فهم ومنذ أسبوع يرددون عبارة (الله يستر من يوم الأحد)». ولفت ما كشفه النائب عن تيار المستقبل خالد ضاهر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن «موقف حاسم سيعلنه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري يجعل ما قبل المهرجان ليس كما بعده»، قائلا: «الوقت والظروف مواتية لتحقيق الإنجازات».

وإذ شدد ضاهر على أن «الضغط على الرئيس ميقاتي ليس هدفا أساسيا للمهرجان بقدر ما السعي لتجديد الوفاء لشهداء الاستقلال الأول في العام 1943 والثاني في آذار الـ2005»، لفت إلى أن «الجماهير ستتوافد ومن كل لبنان لتعلن رفضها تعاطي حكومة ميقاتي مع الملف السوري وبالتالي رفضها لأن يكون لبنان دولة مارقة وبمواجهة الإجماع العربي».