معلومات عن حزب جديد موالٍ لسيف الإسلام.. وجراحة لبتر أصابعه

المجلس الانتقالي يتمسك مجددا بمحاكمته وفقا للقانون الليبي

TT

فيما تمسك المجلس الوطني الانتقالي بخيار محاكمة النجل الثاني للعقيد الراحل معمر القذافي داخل الأراضي الليبية وعدم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، زعمت مصادر ليبية أن حزبا جديدا يحمل اسم «المؤتمر من أجل ليبيا الغد» برئاسته سيدشن قريبا. هذا وقال طبيب قام بفحص نجل القذافي إنه يحتاج إلى جراحة لإزالة أنسجة أصابتها الغرغرينا في إصبعين بيده اليمنى، وإنه إذا لم تجر الجراحة فقد يصاب بمرض خطير.

ووجه المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي مؤخرا رسالة كشف النقاب عنها أمس إلى المحكمة الجنائية الدولية يؤكد فيها رغبة المجلس في أن تتم محاكمة نجل القذافي في ليبيا ووفقا للقانون الليبي.

وجاء خطاب عبد الجليل، الذي نقتله وكالة الصحافة الفرنسية، بعد تصريحات بدت متضاربة من جانب المحكمة الجنائية الدولية من ناحية ورئيس هيئة الادعاء بها لويس مورينيو أوكامبو من ناحية أخرى.

وجاء في الخطاب الذي وجهه المجلس إلى رئيس المحكمة سانجي ماسينونو موناغينغ إن «المجلس الوطني الانتقالي يؤكد أن القضاء الليبي هو صاحب المسؤولية الأولى في محاكمة سيف الإسلام والدولة الليبية راغبة في، وقادرة على، محاكمته وفق القانون الليبي».

وقال عبد الجليل إن ليبيا «تجري تحقيقات في الجرائم التي ارتكبها (سيف)، بما في ذلك الجرائم التي ارتكبت منذ الخامس عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي حينما بدأت الانتفاضة ضد حكم القذافي».

وأضاف أن المجلس سيواصل العمل عن قرب مع الادعاء وهيئة المحكمة «لتسهيل العملية» القضائية.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد صرحت، الأربعاء، بأنها «جهة الاختصاص الوحيدة» في محاكمة سيف الإسلام، بينما قال مورينيو أوكامبو إن ليبيا لديها الأولوية في محاكمته.

وقالت المحكمة في بيان لها إن أمر الاعتقال الصادر في يونيو (حزيران) الماضي من قبل المحكمة بحق سيف الإسلام بناء على اتهامات بجرائم ضد الإنسانية ما زال «قائما وإنه يلزم اتباع الإجراءات التي ينص عليها ميثاق روما».

وتابع بيان المحكمة «لدى قضاة الهيئة السابقة على المحاكمة الاختصاص الحصري في البت في متابعة الإجراء القضائي الدولي».

من جانبه أكد وزير العدل الليبي في الحكومة الانتقالية، محمد العلاقي، أن المحادثات حول اتفاق تعاون بين المحكمة الدولية والحكومة الليبية الجديدة لا تزال جارية، مصرا في الوقت نفسه على أن «كافة الضمانات والظروف تتوافر في ليبيا لإجراء محاكمة عادلة».

وتابع العلاقي «تلك هي رغبة الشعب الليبي»، مؤكدا أن محاكمة سيف في ليبيا لا تعارض التعاون مع المحكمة الدولية.

وتتهم المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام القذافي، فضلا عن رئيس جهاز الاستخبارات الليبي السابق عبد الله السنوسي، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

من جهته، قال أندريه موراخوفسكي، وهو طبيب أوكراني المولد يعمل في الزنتان - البلدة المعتقل فيها سيف الإسلام بعد أن قام بعلاجه قبل ثلاثة أيام «هذا الجرح ليس في حالة جيدة ويحتاج إلى بتر».

وأبلغ موراخوفسكي وكالة رويترز «الجرح مغطى بأنسجة أصابتها الغرغرينا وأنسجة تالفة».

وظهر سيف الإسلام وقد وضع ضمادات حول ثلاثة أصابع يقول إنها أصيبت أثناء ضربة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، علما بأن مقاتلين من منطقة الجبل الغربي اعتقلوا سيف الإسلام في الصحراء في جنوب ليبيا يوم السبت الماضي ونقلوه بطائرة إلى معقلهم في الزنتان حيث يجري احتجازه لحين تسليمه إلى الحكومة المؤقتة في البلاد.

وقال موراخوفسكي إن الإصبع الوسطى في يد سيف الإسلام لا تحتاج إلى جراحة لكن الإبهام والسبابة أصيبا بتهتك شديد ويحتاجان لتدخل جراحي.

وعندما بثت صورة لسيف الإسلام وقد ظهرت ضمادات حول أصابعه اعتقد كثير من الليبيين أن المقاتلين الذين اعتقلوه عمدوا إلى بتر أصابعه عقابا له على تعليقاته التلفزيونية التي ظهر فيها وهو يهدد المعارضين للقذافي ملوحا لهم بأصابعه.

لكن موراخوفسكي قال إن الجروح تتناسب مع إصابة ناتجة عن «نوع من الانفجار».

وأضاف أن التدخل الجراحي المطلوب بسيط نسبيا ويمكن إجراؤه في الزنتان تحت تخدير موضعي، لكن المقاتلين في البلدة يخشون أن يحاول أحد قتل سيف الإسلام إذا أخذوه إلى المستشفى.

إلى ذلك، نسبت وكالة «سيفن دايز نيوز»، المحسوبة على نظام القذافي، إلى مصادر ليبية قولها إن جلسات تشاور عقدت بين شخصيات ليبية في عدة دول، تمهيدا للإطلاق الرسمي لحزب جديد هو «المؤتمر من أجل ليبيا الغد»، مشيرة إلى أن الحزب اختار سيف الإسلام القذافي أمينا عاما له.

وأكدت أن برنامج الحزب الجديد الذي تعهد بالإعلان عن أعضاء مكتبه السياسي قريبا، يتبنى المعارضة الجادة وقضايا ضحايا مأساة التدخل الصليبي في البلاد.

وادعى أحد أقطاب الحزب أن هناك ملايين من الليبيين في الداخل والخارج سيلتزمون بقرارات الحزب ورؤاه، مشيرا إلى أنه يجري الإعداد لعقد مؤتمر وطني للحزب خلال ثلاثة أشهر في عاصمة غربية من الدول التي لم تشارك في الحرب على ليبيا.

لكن مصادر في المجلس الانتقالي قالت في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب المزعوم لا يساوي شيئا، معبرة عن اعتقادها بأن من وصفتهم بفلول نظام القذافي يسعون فقط للوجود على الساحة الإعلامية عبر اختراع أوهام وأكاذيب تحدث فرقعات إعلامية لا أكثر.

وأوضحت المصادر أنه يتعين على بقايا النظام الليبي السابق أن يتوقفوا عن ترديد مثل هذه الأكاذيب الرخيصة والتي تعكس بالأساس مرضهم النفسي، على حد قولها.