واشنطن تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة في أسرع وقت

الاتحاد الأوروبي يدين استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر

TT

لأول مرة منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، دعت الولايات المتحدة الأميركية أمس، المجلس العسكري (الحاكم في مصر) إلى سرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية في أسرع وقت ممكن، بما يلبي الطموحات المشروعة للشعب المصري. جاء ذلك بينما أدان الاتحاد الأوروبي العنف المفرط في تعامل قوات الأمن المصرية مع المحتجين في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وحث السلطات المصرية على التحرك بسرعة أكبر تجاه تسليم السلطة لحكومة مدنية.

وقال البيت الأبيض في بيان له أمس: «إن واشنطن تعتقد أن الحكومة المصرية الجديدة يجب أن تتمتع بسلطات حقيقية»، داعيا إلى استمرار التحول إلى الديمقراطية، وذلك عبر إجراء انتخابات برلمانية على وجه السرعة، واتخاذ التدابير الكفيلة بضمان الأمن ومنع تخويف المواطنين. وطالب البيت الأبيض المجلس العسكري بتسليم السلطة لحكومة مدنية على وجه السرعة، بعد يومين من إشادة الخارجية الأميركية بخطاب المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، الذي أكد فيه أن «الجيش يعتزم تسليم السلطة للمدنيين قبل شهر يوليو (تموز) من العام المقبل».

وأعرب البيت الأبيض عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في الاشتباكات التي جرت خلال أسبوع بميدان التحرير بين قوات الأمن والمتظاهرين، أدت لسقوط 36 قتيلا في التحرير وحده، ودعا البيت الأبيض السلطات المصرية لإجراء تحقيق مستقل في ملابسات الأحداث.

وفي سياق متصل، قدمت السفارة الأميركية بالقاهرة 100 ألف دولار (600 ألف جنيه) كتبرع مادي لضحايا العنف السياسي في مصر، وقالت السفيرة الأميركية في القاهرة آنا باترسون: «لقد كان الشعب الأميركي متأثرا من جراء أعمال العنف في مصر ويرغب في المساعدة»، مضيفة أن كثيرا ممن تلقوا علاجا طارئا الأسبوع الماضي، يحتاجون إلى رعاية إضافية.

وكشف مصدر خاص في السفارة الأميركية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المسؤولين عن المستشفى الميداني في التحرير رفضوا قبول تبرع السفارة الأميركية، وهو مع حدا بالسفارة للتبرع بالمبلغ إلى وزارة الصحة المصرية.

من جانبها، قالت مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في الإفادة الصحافية اليومية للاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد قلق للغاية من الوضع الحرج في مصر ويدين العنف المفرط من جانب السلطات المصرية ضد المواطنين. وأضافت كوسيانيتش: «نحث على تسليم سريع للسلطة إلى حكومة مدنية، ونؤكد الحاجة لانتقال ديمقراطي شفاف وعادل ويخضع للمحاسبة»، موضحة أن الاتحاد يتوقع إجراء تحقيق مستقل في الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة. ومن جهتها، قالت موسكو عبر ألكسندر لوكاشيفيتش، الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية أمس، إن موسكو تعول على إيجاد حلول يمكن أن تؤدي إلى تهدئة الأوضاع في مصر بأسرع ما يمكن عن طريق حوار سياسي واسع، كي تسير البلاد على نهج التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي حان وقتها.

وبينما أفرجت محكمة قصر النيل في القاهرة، أول من أمس، عن ثلاثة طلاب يدرسون بالجامعة الأميركية بالقاهرة، بعد اتهامهم بالتعدي على قوات الأمن في الاشتباكات التي وقت قبل أسبوع بين المتظاهرين وقوات الأمن. قالت كارولين سينز، وهي صحافية في القناة الفرنسية الثالثة، إنها تعرضت لضرب مبرح ولاعتداء جنسي مساء أول من أمس في التحرير، أثناء قيامها بإجراء تحقيق صحافي مصور.

وذكرت سينز، أنها والمصور الذي كان بصحبتها ويدعى صلاح عقربي، قد تعرضا للاعتداء في أحد الشوارع الجانبية القريبة من وزارة الداخلية. وتابعت: «كنا نقوم بالتصوير في شارع محمد محمود واعتدى علينا شباب صغير في السن، بعدها قام مجموعة من الشباب، باقتيادنا إلى ميدان التحرير، وهناك تعرضت للضرب، وتم نزع ملابسي وبالإمساك بأجزاء حساسة من جسدي».

وقالت: «بعض الأشخاص حاولوا مساعدتي، وتمكنت من الوصول إلى مقر إقامتي بالقاهرة».