مظاهرات بسوريا في جمعة «الجيش الحر يحميني».. وسقوط عدد جديد من الضحايا المدنيين

الجيش السوري يتهم جماعات «إرهابية مدعومة من الخارج» بقتل 10 من أفراده بينهم 6 طيارين

TT

لم تنجح دعوات النظام السوري لمؤيديه، أمس، باحتلال الساحات العامة، بإثناء المعارضين للنظام عن النزول إلى الشارع ككل يوم جمعة بكثافة. وخرجت مظاهرات في جمعة «الجيش الحر يحميني» في أحياء محيط العاصمة والمتصلة مع ريف دمشق، والكثير من المدن السورية وأريافها، فكانت المظاهرات الاحتجاجية تنطلق في الأحياء الداخلية، تطالب بإعدام الرئيس، وتصفه بـ«الجرثومة التي تسمم الجسد السوري»، وتدعو الجامعة العربية لتدويل الملف السوري إذا لم تكن قادرة على إيجاد حل عربي والكف عن إعطاء مهل للنظام الذي ما زال مصرا على قتل السوريين. وكما جرت العادة كل يوم جمعة تم تفريق المتظاهرين في كل الأنحاء بالرصاص الحي والاعتقالات. وفي الحصيلة الأولية للقتلى أمس، قال ناشطون إن 6 قتلى مدنيين سقطوا في أنحاء البلاد.

واستمرت الاشتباكات بين منشقين والقوات النظامية، وقال الجيش السوري في بيان، أمس، إن عشرة من أفراده بينهم ستة طيارين قتلوا في هجوم «إرهابي مدعوم خارجيا» على قاعدة عسكرية قرب حمص. وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة نقلته وسائل إعلام سورية، إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت بعملية اغتيال آثمة أدت إلى استشهاد ستة طيارين وضابط فني وثلاثة صف ضباط من الفنيين العاملين في إحدى القواعد الجوية العسكرية أثناء مرورهم على محور تدمر حمص بعد ظهر أمس». وقال البيان «هذا الاستهداف المباشر لنخبة من نسورنا البواسل المدربين تدريبا نوعيا على قيادة الطائرات الحربية الحديثة.. يؤكد تورط جهات أجنبية في دعم هذه العمليات الإرهابية بهدف إضعاف القدرات القتالية النوعية لقواتنا المسلحة الباسلة».

وفي دمشق خرجت أربع مظاهرات في حي الميدان، كما خرجت مظاهرات في أحياء أخرى، وقال ناشطون إن طائرات عمودية حلقت في أجواء منطقة برزة وفي حي القابون. وقد جرى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة بعد مظاهرة حاشدة من جامع أبو بكر الصديق، وتم تقطيع أوصال الحي بمزيد من الحواجز. أما في الصالحية فقد تعرض تشييع جنازة أحمد المصري من جامع الشيخ محيي الدين لإطلاق نار من قبل قوات الأمن التي كانت في حالة استنفار، وأسفر ذلك عن سقوط قتيلين واعتقال عدد من المشاركين في التشييع. وكان بدأ التشييع بهتافات الحرية وضد النظام، ولدى وصول الجنازة إلى الساحة في الشيخ محيي الدين بدأ إطلاق النار والضرب بالعصي الكهربائية لتفريق المشيعين وجرى اعتقال 15 شخصا.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات الأمن والجيش انتشرت بكثافة كبيرة جدا منذ الصباح في مدينتي معضمية الشام وحرستا وزملكا وعربين ودوما والكسوة والزبداني والتل وداريا وجديدة عرطوز.. حيث تمت محاصرة المساجد لمنع خروج مظاهرات بعد تقطيع أوصال الأحياء بإقامة حواجز جديدة داخل المدن، ونشر القناصة، مع عمليات تفتيش للمارة. وشهدت مدينة الضمير إطلاق نار كثيف قبل انتهاء صلاة الجمعة وسمع دوي انفجارين، إثر أنباء عن انشقاقات كبيرة ضمن فرق الأمن المحاصرة للمساجد. وأسفر إطلاق النار عن إصابة الكثير من الجرحى وعدة قتلى، في حين تحدثت مصادر محلية عن قيام قوات الأمن بانسحاب سريع من الضمير بعد ورود أخبار مؤكدة عن استهداف حافلة تابعة للأمن بقنبلة. وقال ناشطون إن الطفل إسماعيل بكر (سبع سنوات) أصيب برصاصة في البطن خلال إطلاق النار من قبل قوات الأمن في مدينة الضمير أثناء صلاة الجمعة.

وفي دوما تم نشر الجيش والأمن في كل المدينة مع إغلاق لمداخل الأحياء. ومع ذلك خرجت مظاهرة من جامع سليق بعد انتهاء صلاة الجمعة مباشرة طالبت بتدخل فوري لحماية المدنيين والهتافات وجرى إطلاق نار لتفريق المتظاهرين، وقالت مصادر محلية إن حربا حقيقية حصلت بعد ظهر أمس عند جسر مسرابا والحجارية وأصوات إطلاق نار كثيف من أسلحة مختلفة، سمعت في كل أحياء دوما، مع الإشارة إلى أن تلك المنطقة شهدت عدة عمليات للجيش الحر.

وفي مدينة حمص خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء لتحية الجيش الحر، وبلغت نقاط التظاهر هناك 43 نقطة. وقال ناشطون إن الأمن والجيش انتشروا بشكل مريب في الخنادق التي تم حفرها حول حي بابا عمرو، وقال ناشطون إن إطلاق نار جرى في شارع القاهرة أسفر عن إصابة أحد الشباب هناك. وفي حي باب التركمان قتل الشاب عماد ماهر برصاص قناص، وفي حي الخالدية وعقب خروج المظاهرات وخلال اعتصام المتظاهرين داخل الحي أطلق النار من خارج الحي اتجاه البيوت لتفريقهم وتجولت مدرعات حول الحي كما فتح القناصة والجيش والأمن ومدرعاته المحيطة بالحي النار على المتظاهرين أثناء تفرقتهم، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. وفي حيي الإنشاءات والحمرا تمركزت دبابات ومدرعات في الشوارع الرئيسية لاعتقال المتظاهرين، والذين تظاهروا في الشوارع الفرعية، وسمع دوي انفجارات في حي الإنشاءات، على الأرجح هي قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين في الأحياء الداخلية. وقال ناشطون إن قوات الأمن حاصرت بعض المساجد في حمص ومستشفى البر والخدمات الاجتماعية.

وفي تلكلخ أعلن ناشطون أن الجيش الحر استولى على حاجز لقوات الجيش والأمن عند ساحة الشهيدين مجد وسؤدد الكردي والذي يعد من أهم الحواجز في المدينة وتم حرق سيارة تابعة للأمن كانت موجودة عند الحاجز.

وفي مدينة حماه وريفها خرجت المظاهرات في غالبية القرى وفي عدة أحياء، وقال ناشطون إن نقاط التظاهر هناك بلغت نحو 13 نقطة. وسجل إطلاق نار وهجوم من قبل الأمن والشبيحة في عدة أحياء، وأصيب ثلاثة أشخاص على الأقل. كما لوحظ نشر للقناصة على سطح المجمع الطبي ومبنى الحزب وقيادة الشرطة وبناء مديرية المالية وشركة الكهرباء الحكومية. وتم اعتقال خمسة أشخاص من حي الصابونية بينهم شخص عمره 60 عاما. ووصفت مصادر محلية المظاهرة التي خرجت من جامع حمزة في حي الأربعين بأنها كانت حاشدة، وتم تفريقها بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع. كما خرجت مظاهرة من جامع قيطاز في حي ضاحية أبي الفداء، لكن سرعان ما أطلقت النار عليها ووقعت إصابات داخل، وهزت أصوات الانفجارات المنطقة، وفي حي الكرامة خرجت مظاهرة بعد الصلاة لمدة نصف الساعة، بعد التجمع في إحدى الساحات الداخلية، في حين كانت قوات الأمن المرابطة على أبواب المساجد تطلق النار، وفي حي الأندلس سمع دوي انفجارات من جهة حي البياض.

وفي محافظة إدلب خرجت المظاهرات في غالبية مدن وبلدات المحافظة، وقال ناشطون إن عدد نقاط التظاهر هناك تجاوز الثلاثين نقطة، وسط استمرار انقطاع الإنترنت وشبكة الاتصالات الخلوية لليوم الثامن على التوالي مما تسبب في شح تدفق المعلومات من هناك. وأمس الجمعة انطلقت مظاهرات حاشدة تحيي الجيش الحر وتطالب بمنطقة عازلة. وقالت مصادر محلية إن إطلاق نار عشوائيا جرى في كفر نبل لتفريق المتظاهرين.

وفي دير الزور سمع إطلاق النار على المظاهرات الحاشدة التي خرجت هناك على الهواء مباشرة إذ كانت تبث تلك المظاهرات على قناة جزيرة مباشر وبعد سماع صوت الرصاص بقليل انقطع البث، وخرجت المظاهرات في مدينة دير الزور والقورية والبوكمال والطيانة والشواخ. وقال ناشطون إن مظاهرة حاشدة خرجت من مسجد العرفي وأخرى من جامع الرحمن في البوكمال. وتصاعدت الأحداث هناك حيث تحركت الآليات العسكرية باتجاه المدن لتحاصر المتظاهرين وجرى إطلاق نار كثيف على المتظاهرين، لا سيما في منطقة الجبيلة في دير الزور بعد تجمع الآلاف وهتافهم ضد النظام. ووقعت إصابات كثيرة وسط المتظاهرين، وقتل على الفور الشاب عبد الله علي عمار (17 عاما) وحمد السطم، وتظاهر الآلاف من أبناء المدينة عند مستشفى الساعي للمشاركة في تشييع الشهداء بعد ظهر يوم أمس.

وفي القامشلي خرجت مظاهرات عارمة في القامشلي شمال شرقي البلاد وقراها وسائر المناطق الكردية، وكذلك في منطقة حوران جنوب البلاد، حيث خرجت المظاهرات في غالبية مدن وبلدات حوران وفي مدينة درعا، وجرى إطلاق نار كثيف ومحاصرة المساجد في عدة مدن وقرى هناك.