صالح يعتبر المبادرة الخليجية انتصارا ويدعو إلى عدم الالتفاف عليها

اليمن: اختيار باسندوة مرشحا لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية

متظاهر يمني يهتف بشعارات خلال مظاهرة مطالبة بمحاكمة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (أ.ب)
TT

ذكرت مصادر في المعارضة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن مشاوراتها التي تجريها لتشكيل حكومة جديدة في اليمن، أسفرت عن وقوع الاختيار على السياسي اليمني المخضرم محمد سالم باسندوة، رئيس «المجلس الوطني للقوى الثورية» ولجنة التشاور الوطني.

ورغم توقيع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحيه عن السلطة ونقلها إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، فإن المظاهرات ما زالت مستمرة في صنعاء وتعز ومعظم المحافظات، فقد خرج مئات الآلاف أمس في مظاهرات تطالب بمحاكمة صالح وأركان نظامه، ورفض منحه الحصانة القضائية من الملاحقة القانونية بعد التنحي، كما تنص المبادرة الخليجية على حصانة إزاء الخروقات أو الأخطاء التي ارتكبت خلال فترة حكم امتدت لأكثر من 3 عقود.

وخرجت المظاهرات أمس، تحت شعار «جمعة ثورتنا مستمرة»، حيث يطالب الشباب بمحاكمة الأشخاص المتورطين في قتل مئات المتظاهرين منذ اندلاع الاحتجاجات في فبراير (شباط) الماضي، كما شهدت بعض الأحياء والشوارع القريبة من «ساحة التغيير» في صنعاء، أمس، اشتباكات بين قوات الجيش المنشق والمؤيدة للثورة الشبابية والقوات العسكرية الموالية للنظام، دون أن تعرف أسبابها وما إذا كان سقط فيها قتلى وجرحى.

وتتواصل المشاورات في إطار المعارضة التي تتكون من تكتل «اللقاء المشترك» و«المجلس الوطني» وشباب الثورة، لترشيح الأسماء المؤهلة لشغل الحقائب الوزارية التي ستمثل المعارضة في الحكومة التي ستشكلها المعارضة وسوف تكون بالمناصفة بين المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، كما تنص المبادرة.

إلى ذلك، اعتبر الرئيس علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة بأنه يعد «انتصارا للشعب كل الشعب ونتطلع بكل الأمل والثقة إلى أن تتعامل كافة الأطراف السياسية وكل القوى الخيرة بإيجابية مع المبادرة وآليتها التنفيذية»، ودعا إلى أن لا يتم «التنكر لها كما تنكر الذين وقعوا في عمان عام 1994 على وثيقة العهد والاتفاق وأشعلوا الحرب وأعلنوا الانفصال وأرادوا تمزيق الوطن، وأن لا يتم أيضا الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه أمام مرأى ومسمع كل دول العالم أشقاء وأصدقاء، من خلال أعمال التصعيد ومحاولة تفجير الموقف والاستمرار في قطع الطرق والكهرباء وأنابيب النفط والغاز وإشاعة الرعب والخوف في أوساط المواطنين الآمنين، والاستمرار في التمترس والتخندق في الشوارع والأحياء، والاعتداءات المتكررة على معسكرات القوات المسلحة والأمن وذلك بهدف إفشال الاتفاق».

وأضاف الرئيس اليمني صالح، في كلمة وجهها إلى القوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد السنة الهجرية: «نأمل أن يتعاطى الجميع بمسؤولية مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية احتراما لإرادة شعبنا المتطلع إلى حياة حرة وآمنة وكريمة، وأن يقدروا الموقف الأخوي الصادق لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذين حرصوا على مساعدة بلادنا للخروج من الأزمة الطاحنة وتجنيب بلادنا المآسي والويلات، وعملوا جاهدين ومشكورين للوصول إلى هذا الاتفاق التاريخي الذي سيجنب بلادنا والمنطقة كل المخاطر، والذي أيدته كل الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.. التي أسهمت عبر مبعوث الأمين العام إلى بلادنا في الوصول إلى ما اتفقنا عليه والتزمنا به لإنهاء الأزمة السياسية في بلادنا بالطرق السلمية».

يذكر أن الآلاف من أنصار صالح تظاهروا أمس في صنعاء، فيما أطلق عليها «جمعة وأوفوا بالعهد».