مسيرات في عواصم عربية في «اليوم العالمي لنصرة القدس»

الآلاف يتظاهرون في الأزهر وعمان وغزة

متظاهرات أردنيات يشاركن في مسيرة نصرة القدس في بلدة سويمة قرب الحدود مع فلسطين، يحملن مفاتيح تعبيرا عن حق العودة، أمس (أ.ف.ب)
TT

انطلقت أمس مسيرات في مختلف العواصم العربية والعالمية ضمن فعاليات «اليوم العالمي لنصرة القدس». ففي عمان، وبدعوة من الهيئة الأردنية المستقلة للدفاع عن القدس وحق العودة ورفض التوطين وكل المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، تجمع أكثر من عشرة آلاف من كل الأطياف السياسية ومختلف المحافظات والمخيمات في منطقة سويمة القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة.

وألقى القيادي في الحركة الإسلامية إبراهيم زيد الكيلاني خطبة الجمعة، التي قال فيها إن معركة تحرير القدس ستكون من أرض الرباط من شرق النهر (الأردن) لتحرير غرب النهر. ورفع المشاركون في المسيرة، التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين والنقابات المهنية الأردنية والهيئة الأردنية الشعبية، لافتات كتب عليها «القدس ستبقى عربية إسلامية»، وكذلك الأعلام الأردنية والفلسطينية ورايات الإخوان المسلمين.

في الوقت ذاته، جال عدد من الشباب الملثمين بالكوفية الفلسطينية ساحة المهرجان يرددون هتافات يطالبون فيها بتأمين السلاح ودخول الأراضي المقدسة للمساهمة في تحريرها، قبل أن يهاجم أحدهم أحد قياديي الحركة الإسلامية أثناء إلقاء كلمة له ويقول له «بدل الأموال التي تصرف على المهرجانات والمسيرات الرمزية.. اجمعوها لتأمين السلاح لنا وللمجاهدين هناك.. هذا سبيلنا الوحيد لتحرير الأقصى».

وتحت شعار «من حقي كمسلمة أن أصلي في الأقصى»، تجمعت عشرات النسوة في ساحة المهرجان يرددن أناشيد إسلامية للقدس والمسجد الأقصى. وكان للربيع العربي نصيب في هتافات المسيرة، حيث ردد مئات الشباب شعار «الشعب يريد تحرير فلسطين» و«الشعب يريد تحرير الأقصى»، وهي الشعارات التي تمحورت حولها فعاليتهم. وفي ختام المظاهرة، أحرق المشاركون العلم الإسرائيلي وتفرقوا سلميا دون محاولة لاختراق الحدود التي قطعت قوى الأمن وعدد من لجان النظام المنظمة للمسيرة، الطريق إليها.

وشارك عشرات الآلاف في مسيرتين لإنقاذ القدس من التهويد في غزة، دعت إليهما حركتا حماس والجهاد الإسلامي. وانطلقت المسيرة الأساسية من المسجد العمري في المدينة الكبير عقب صلاة الجمعة، لتلتحم مع مسيرات فرعية انطلقت من عدة مساجد بغزة، لتتوجه إلى ميدان فلسطين وسط هتافات هادرة «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، و«القدس لنا لا للظلمة.. الويل لهم في الملتحمة». وتقدم المسيرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، وعدد كبير من النواب والمسؤولين وممثلي الوفود التي قدمت ضمن قافلة ربيع الحرية.

وأشاد الشيخ محمد حسنين، مفتي القدس والديار المقدسة في مدينة القدس المحتلة، بالتحركات الشعبية العربية والإسلامية، مؤكدا أن هذه التحركات لها صداها الواسع على الشارع العربي والإسلامي. وأوضح الشيخ حسنين، في تصريحات أمس، أن ما يجري في القدس من تهويد وتغيير في معالم المدينة والاستيطان ومحاولة الاحتلال هدم طريق باب المغاربة، والاعتداءات الصهيونية المتكررة على مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى الدعوات التي انطلقت من علماء المسلمين، كل ذلك دفع الشارع العربي للتحرك والتظاهر من أجل حماية القدس. وأكد أن المظاهرات التي جابت الدول العربية أمس «تدعو لتحرير القدس من الاحتلال الصهيوني وحمايته من التهويد والاستيطان ووقف تهجير الفلسطينيين من المدينة المقدسة»، وأنها ستجد صدى واسعا وكبيرا في الساحة العربية والإسلامية، مؤكدا أن الشعوب اليوم هي التي توجه القادة إلى مصلحة الأمة الإسلامية والطريق الصحيح.

وفي داخل ساحة الجامع الأزهر الشريف في القاهرة، احتشد آلاف من أساتذة وعلماء الأزهر وطلاب الجامعة والمصلين من مختلف التيارات الدينية والسياسية. وأكد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس الجمعية الشرعية محمد مختار المهدي، أن القدس خط أحمر لن يسمح المسلمون بالمساس به، مطالبا الدول الإسلامية بحشد القوى والطاقات للتصدي لتهويد القدس، وقال «إن الأقصى خط أحمر ولا يمكن التفريط فيه أو التفريط في لبنة واحدة منه»، مؤكدا أنه بعد أن «تحررت مصر من النظام البائد الذي كان يتحالف مع العدو الصهيوني، أصبح الطريق لتحرير القدس ممهدا أمام العالم العربي والإسلامي»، مؤكدا التزام الأزهر بحشد جميع طاقاته لنصرة القدس والقضية.

وقال عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمون عبد الرحمن البر، في كلمة ألقاها نيابة عن المرشد العام للجماعة، إن قضية القدس هي القضية الجوهرية للأمة الإسلامية، مطالبا الشعوب الإسلامية بسرعة التحرك لمواجهة مخططات تهويد القدس والاستشهاد وبذل الدماء.

وأشاد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خليل إسماعيل الحية، الموجود في القاهرة ضمن وفد حركة حماس للمصالحة، بتنظيم مؤتمر «نصرة الأقصى» من منبر الأزهر الشريف الذي قاد منه صلاح الدين الأيوبي جيوش المسلمين لتحرير المسجد الأقصى. وطالب في كلمته جموع المسلمين في مساجد مصر ومساجد العالم الإسلامي بتدشين حملة على غرار حملة صلاح الدين الأيوبي لتحرير المسجد الأقصى. كما أشاد بدور القيادة المصرية بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) لنصرة القضية الفلسطينية وتحرير الأسرى.