الإقبال على التصويت في الأحياء الشعبية بالرباط كان أكثر كثافة

ناخبون لا علم لهم بطريقة الاقتراع.. وآخرون لا يتوقعون تحسن الأوضاع بعد الانتخابات

TT

ازدحم شارع صغير يحمل اسم «جبل العياشي» المتفرعة عن شارع «فال ولد عمير» أحد الشوارع الرئيسية بحي أكدال، حي الطبقة المتوسطة في الرباط، بالسيارات صباح أمس، بسبب إقبال الناخبين على التصويت في إحدى المدارس الخاصة، الذي ضم عدة مكاتب خصصت لاستقبال الناخبين الذين يسكنون في هذا الحي للإدلاء بأصواتهم.

وبدأ الناس يتوافدون على المعهد منذ الثامنة صباحا، إلا أن العدد تزايد مع مرور الوقت. ولا يحتاج الناس إلى السؤال عن مكان مكتب التصويت الذي سيدخلونه، لأنهم توصلوا برسالة بريدية حول مكان التصويت تشتمل على جميع المعلومات، أي عنوان مكتب التصويت ورقم المكتب والرقم الترتيبي للناخب في اللائحة الانتخابية.

وبمجرد الدخول يطلب من الناخب الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف (بطاقة الهوية) ويبحث رئيس المكتب أو مساعده عن اسمه في اللائحة، ليضع علامة عليه، ثم يسلمه ورقة التصويت وقلما ليتوجه إلى المعزل (الخلوة الانتخابية) ويضع علامة على رمز الحزب الذي سيصوت لصالحه، ثم يخرج من المعزل ليضع الورقة داخل الصندوق الزجاحي الشفاف، الذي بدأ في حدود العاشرة صباحا ممتلئا إلى النصف بالأوراق.

ويضع رئيس المكتب علامة بحبر لا يمحى بسهولة على إبهام الناخب تفاديا لإعادة التصويت في مركز آخر. ثم يسلمه بطاقة الهوية، إيذانا بانتهاء مهمته ومغادرة المكتب. ويتوفر المكتب على مكانين منعزلين، ليتمكن شخصان من الإدلاء بصوتيهما في آن واحد، تفاديا للازدحام أو الانتظار.

أحد الأشخاص وبعد أن دخل المعزل خرج لسؤال رئيس المكتب إن كان عليه وضع علامتين على رمز الحزب أم علامة واحدة لأن رمز بعض الأحزاب يتكرر مرتين، وهو إشارة إلى أن الحزب قدم مرشحين في الدائرة الجغرافية وفي الدائرة الوطنية، فأجابه رئيس المكتب باقتضاب بأن يضع علامتين وتفادى الدخول معه في أي تفاصيل حتى لا تختلط عليه الأمور. يجلس شاب وشابة على أحد المكاتب يكتفيان بمراقبة ما يجري بصمت، لا توجد على مكتبهما أي أوراق أو أقلام.

وفي الخارج وقف عدد من طلبة أحد المعاهد المتخصصة في المعلومات الموجود في الجهة الأخرى من مكتب التصويت يراقبون بدورهم الناخبين الذين يتوافدون على مكان التصويت. وبعد أن خرجت فتاة محجبة من مكتب التصويت علق طالب وقال لها «لا شك أنك صوتي لفائدة حزب العدالة والتنمية»، بيد أن الفتاة لم تكترث لتعليقه ومضت في حال سبيلها.

وبدا شارع فال ولد عمير المشهور بمحلاته التجارية التي تبيع الماركات العالمية، ومقاهيه المزدحمة بالرواد طوال اليوم، على غير العادة مليئا بالأوراق المتناثرة على الأرض التي تحمل صور ورموز الأحزاب التي تخلص منها المشاركون في الحملة الانتخابية في الساعات القليلة قبل انتهائها برمي كميات كبيرة منها في الهواء وهم يجوبون الشوارع بالسيارات.

أما في وسط المدينة حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباحا، فقد توجه الناخبون سكان أحياء الليمون وحسان في مركز المدينة أمس للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية تشهدها البلاد منذ إدخال إصلاحات دستورية تمنح البرلمان ورئيس الحكومة مزيدا من الصلاحيات.

ولوحظ في مكتب الاقتراع في المدرسة الثانوية التي تعرف باسم «مولاي يوسف» التابعة لحي الليمون توافد عدد لافت من النساء مع عدد محدود من الرجال، كما كان ضمن الناخبين شباب في سن 18 عاما، أبدو حماسهم للمشاركة في الانتخابات لأول مرة، وفي هذا الصدد تقول سلوى عاشر: «أعتبر مشاركتي في التصويت على الحزب الذي اخترته واجبا وطنيا واقتناعا مني بالمرشح الذي اخترت أن أمنحه صوتي ليدافع عن مطالبي مستقبلا في البرلمان». وشهدت مراكز أخرى توجد في وسط الرباط كبعض مراكز الاقتراع الموجودة بكل من «ثانوية يعقوب المنصور» وثانوية «لالة عيشة» بحي حسان، توافد عدد لا بأس به من الناخبين خاصة خلال فترة ما بعد الظهر والمساء.

وفي الأحياء الشعبية بمدينة الرباط مثل حي القامرة، حدث إقبال مجموعة من السكان، وكانت الأجواء بمكاتب التصويت عادية وتعرف إقبال مجموعة من الناخبين وبالأخص الفئة المتوسطة والمتقدمة في السن، ونسبة المشاركة في كل مكتب تراوحت ما بين 80 و100 صوت من أصل 463 في كل مكتب.

وقال المراقبون لصناديق الاقتراع في الأحياء الشعبية إن نسبة التصويت منذ الصباح إلى حدود ما بعد الظهر بلغت 20 في المائة من عدد الناخبين، وهم فقط من فئة الأربعينات فما فوق، أما نسبة مشاركة الشباب فكانت قليلة، وأوضحوا أن عملية التصويت في الأحياء الشعبية تجري في ظروف عادية.