تيار بناء الدولة يدعو للتوقيع لأن «ليس من حق السلطة المغامرة بمعيش السوريين»

إيران تنفي شراءها نفطا خاما من سوريا

TT

بينما تأخر ظهور أي مؤشرات حول موقف النظام السوري من التوقيع على بروتوكول الجامعة العربية، قال محللون سياسيون مقربون من الأجهزة الأمنية لقناة «الدنيا» المحلية ردا على سؤال عن توقعاته عن تطور الأوضاع إذا لم توقع سوريا على البروتوكول: «اكتر من القرد ما مسخ الله»، مما اعتبره مراقبون في دمشق مؤشرا على حجم الارتباك الحاصل في أروقة القرار لدى النظام السوري، وما دفع تيار بناء الدولة المعارض بزعامة لؤي حسين إلى مطالبة السلطات السورية بالتوقيع على البروتوكول من «دون مكابرة أو مداورة» لأنه ليس من حقها «المغامرة بمعيش السوريين واستقرارهم بحجة جور قرار الجامعة العربية التي قبلت سابقا بمبادرتها من دون شروط».

إلا أن وسائل الإعلام السورية وصفت قرار مجلس جامعة الدول العربية دعوة المجلس الاقتصادي والاجتماعي اليوم لبحث فرض عقوبات على سوريا في حال لم توقع الحكومة السورية على البروتوكول بأنه إجراء «غير مسبوق في تاريخ الجامعة». واعتبرت وكالة الأنباء السورية (سانا) احتمال فرض عقوبات اقتصادية على سوريا من بينها وقف رحلات الطيران إليها ووقف التبادلات التجارية والتعاملات المالية مع الحكومة السورية وتجميد أرصدتها، «يشكل استهدافا لمصالح الشعب السوري وهو ما عبر عنه الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمد الربيع بالقول إن استهداف أي قطاع اقتصادي سواء كان زراعيا أو صناعيا ستظهر انعكاساته على الشعب السوري بشكل عام». وقالت «سانا» إن «الشعب السوري عبر عن رفضه لتدخل الجامعة العربية السافر في شؤونه الداخلية ومساسا بالسيادة الوطنية»، في إشارة إلى مسيرات التأييد التي يخرجها النظام، والتي تؤكد على أن «دور الجامعة أصبح يمثل أداة للتدخل الخارجي ومعبرا للأجندة الغربية الأميركية الهادفة إلى تفتيت المنطقة». وقالت «سانا» إن قرار المجلس في حال عدم توقيع سوريا على الصيغة إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لدعم جهود الجامعة «يعد استدعاء للتدخل الأجنبي في شؤون سوريا الداخلية».

ودعا تيار بناء الدولة المعارض، السلطة السورية للتوقيع على البرتوكول ضمن المهلة المعطاة لها من «دون مكابرة أو مداورة». وقال في بيان صادر يوم أمس: «لا يحق للسلطة السورية أن تغامر بمعيش السوريين واستقرارهم بحجة جور قرار الجامعة العربية التي قبلت سابقا بمبادرتها من دون شروط»، وذلك بعد التحذير من أن سوريا اليوم «أمام مفترق مصيري هام، إذ إن العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها جامعة الدول العربية منذرة السلطة السورية بتطبيقها من شأنها أن تضر بمعيش المواطنين السوريين وتدفع بالبلاد إلى أزمات مجتمعية مؤسفة».

إلى ذلك، نقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن مسؤول بارز بقطاع النفط أمس قوله إن إيران نفت تقارير عن أنها اشترت نفطا خاما من سوريا التي ترزح تحت وطأة عقوبات. وكانت العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الخام قد أبعدت مشتري الخام السوري. وقال أحمد قاليباني رئيس شركة النفط الوطنية الإيرانية للوكالة «فيما يتعلق بشراء نفط سوريا الخاضع للعقوبات.. هذا عارٍ من الصحة تماما». وكانت صحيفة «إنترناشيونال أويل ديلي» ذكرت يوم الأربعاء الماضي أن شركة مملوكة لإيران قامت بتحميل 80 ألف طن (586400 برميل) من الخام السوري هذا الأسبوع.