ناشط لـ «الشرق الأوسط»: عملنا أصبح صعبا.. والقتل والاعتقال يداهماننا لحظة بلحظة

الناشطون يشكون من إهمال التغطية الميدانية إعلاميا

TT

يحاول الناشطون في الداخل السوري التواري عن الأنظار هربا من الملاحقات الأمنية المتكررة بحقهم. تستدعي، متابعتهم اليومية لوضع الانتفاضة الشعبية، التواجد في أماكن يتوفر فيها الإنترنت والاتصالات لضخ المعلومات الميدانية في ما بينهم وللإعلام العربي بكافة أنواعه الممنوع من التغطية الميدانية والنقل المباشر.

ويؤكد جميل (اسم مستعار) أحد الناشطين الميدانيين في مدينة دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن «عمل الناشطين أصبح صعبا في ظل قطع الإنترنت عن المناطق (الثائرة) في سوريا، إضافة إلى قطع الاتصالات الخلوية والأرضية في المناطق الحامية كحمص مثلا، حيث يحاصر الناشطون في جو من الضغوط المتلاحقة، التي تؤدي إلى ضعف تواصلهم»، لكنه يرفض القول إن «الثورة قد خمدت»، مؤكدا أن «الإعلام العربي لم يعد مهتما بالوضع الميداني السوري كما كان يحصل من قبل وصار الاهتمام يصب في الملف السياسي المتعلق بالمبادرات العربية»، مشيرا إلى أن «الكثير من الإعلاميين والناشطين في الصحافة والتصوير الذين كانوا يقدمون صورة الميدان السوري بطريقة مهنية قد اعتقلوا وعذبوا داخل السجون السورية حيث يتعرض معظمهم للتنكيل والضرب والتعذيب بشتى الوسائل البشعة التي يعتمدها نظام البعث».

ويجزم جميل الذي ينشط كعضو في «اللجان التنسيقية لدعم الثورة السورية» أن «معظم الناشطين في دمشق تعرضوا للاعتقال والتعذيب وبعضهم قتل عمدا من قبل قوات الأمن التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والسبب الوحيد هو مشاركتهم في المظاهرات ودعمها عبر التصوير وبث الفيديوهات على الـ(يوتيوب) والـ(فيس بوك)»، ويشير جميل إلى أن «دمشق تشهد سلسلة محاولات قمعية من قبل الأمن والشبيحة عبر تدمير البيوت وقتل السكان في كل من دوما والبرزة والمعضمية وداريا والحجر الأسود وحرستا والقدم»، مؤكدا أن «المظاهرات في تلك المناطق لم تخمد بسبب تماسك الأهالي وقربهم من بعضهم ومحاولتهم الدائمة على التضامن لإسقاط النظام والتعبير عن رفضهم لاستمرار وجوده»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن «سكان هذه المناطق يعيشون يوميات بشعة بسبب القتل والملاحقات الدائمة للشبان والصبايا الفاعلين في المظاهرات واعتقال المئات منهم وقتلهم في السجون ومنع الجرحى من الخروج من الأحياء بعد محاصرتها».

يروي جميل قصصا من معاناة السكان في تلك المناطق المحرومة والفقيرة «التي تركها النظام تموت من فقرها لا سيما في منطقة الحجر الأسود المعدمة التي يسكنها نازحون فقراء من البادية السورية»، ويؤكد أن الجرحى في الحجر الأسود يموتون بسبب عدم تمكنهم من الذهاب إلى المستشفيات التي تحولت إلى مراكز أمنية مشبعة بالقتل والتعذيب»، موضحا أن «السكان يرفضون إرسال أبنائهم إلى المستشفيات ويكتفون بالعلاجات البدائية في البيوت كي لا يتحول أبناؤهم إلى قتلى بسبب التصفيات المقصودة لرجال الأمن في المشافي».