الجنزوري: لم أبدأ بعد مشاورات تشكيل الحكومة وكل مقابلاتي تأتي في إطار الاستماع لوجهات النظر

المجلس العسكري يجتمع بالبرادعي وموسى

المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري لدى لقائه بكل من محمد البرادعي وعمرو موسى كل على حدة (أ.ف.ب)
TT

ما بين ميدان التحرير ومدينة نصر مسافة كبيرة جغرافيا تصل إلى نحو 15 كيلومترا، ويبدو أن هذا البعد انعكس على حكومة الإنقاذ الوطني، التي يجري الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء المكلف المشاورات بشأن وزرائه المرتقبين في معهد التخطيط القومي بمدينة نصر، الذي كان يرأسه، بينما تجري مشاورات موازية في ميدان التحرير لاختيار «حكومة التحرير» برئاسة الدكتور محمد البرادعي.

الدكتور الجنزوري التقى أمس ممثلي 11 ائتلافا من بينهم اتحاد شباب الميدان وحركة الثوار المصرية وائتلاف شباب مصر وحركة الإخوان المسلمين وتحالف ثوار مصر واللجنة التنسيقية للثورة، واستعرض معهم أسماء مرشحيهم لتولي حقائب وزارية، إلا أنه صرح أنه لم يبدأ بعد إجراء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة وأن كل المقابلات التي يجريها تأتي في إطار الاستماع لوجهات النظر والآراء المختلفة.

ورشحت التوقعات نبيل فهمي سفير مصر السابق في واشنطن وزيرا للخارجية، وإبراهيم محلب رئيس شركة «المقاولون العرب» للإسكان، والنائب السابق جمال زهران للتعليم العالي، والدكتور محمد البتانوني أو الدكتور عصام النظامي للصحة، والدكتور محمود عمارة للزراعة، وحازم الببلاوي للمالية، وعبد الله غراب للبترول، ومحمود سلطان رئيس هيئة كهرباء جنوب القاهرة لوزارة الكهرباء والطاقة، ومحمد عبد الرحيم للاتصالات ومنير فخري عبد النور للسياحة، وفايزة أبو النجا للتعاون الدولي، وعبد القوي خليفة محافظ القاهرة الحالي وزيرا للتنمية المحلية، وتوفيق عبد الحميد أو أحمد نوار للثقافة.

وبالنسبة لوزارة الإعلام حملت الترشيحات اسمي مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم» وعادل حمودة رئيس تحرير صحيفة «الفجر».

من جانبه، أعلن الرائد أحمد رجب المتحدث الرسمي باسم الائتلاف العام لضباط الشرطة أن الدكتور الجنزوري طلب من أعضاء الائتلاف ترشيح وزير الداخلية الجديد.

وقال الرائد رجب إن رئيس مجلس الوزراء شدد على أن يكون وزير الداخلية الجديد لواء صغير السن يتسم بنظافة اليد وحسن السيرة والكفاءة في العمل الميداني.

وذكر التلفزيون المصري أمس أن الجنزوري وافق على تشكيل لجنة استشارية للحكومة تضم كلا من: عبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد البرادعي، وحازم صلاح أبو إسماعيل، (المرشحين المحتملين للرئاسة)، وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط (ذي التوجه الإسلامي).

وفي أول لقاء منفرد بكل منهما، اجتمع المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بكل من الدكتور محمد البرادعي وعمرو موسى، المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة، كل على حدة.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن المشير طنطاوي تناول خلال اللقاءين آخر المستجدات والأوضاع على الساحة الداخلية.

وعقب اللقاء طالب موسى في بيان له بأن تكون الوزارة الجديدة وزارة واضحة التكليف محددة المسؤوليات، وهي الإشراف على انتخابات نظيفة على كل مستوياتها والحفاظ على أمن البلاد. ودعا موسى الحكومة الجديدة إلى اتخاذ الإجراءات الاقتصادية السريعة التي توقف تدهور الأحوال الاقتصادية للبلاد، محذرا من خطورة تمديد الفترة الانتقالية، وقال «إن من شأن ذلك تأجيل البدء في عملية البناء الديمقراطي التي تتطلع إليها الجماهير في مختلف أنحاء مصر».

وترددت أنباء عن محاولات لطرح سيناريوهين لحل المأزق السياسي في البلاد، يستبق مليونية دعت لها القوى الثورية اليوم، ويتضمن السيناريو الأول تشكيل مجلس استشاري إلى جانب المجلس العسكري، يقود مشاورات تشكيل الحكومة، على أن يعلن مرشحو الرئاسة الأبرز في مصر مساندتهم لحكومة الجنزوري. وطرحت أسماء البرادعي وأبو الفتوح ومحمد سليم العوا وأيمن نور والفريق أحمد شفيق وعمرو موسى، ضمن تشكيل المجلس الاستشاري.

فيما تضمن السيناريو الثاني تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة الدكتور البرادعي على أن ينضم الدكتور الجنزوري كمستشار لها، مع وعد من المجلس العسكري بمنحها كل الصلاحيات لإدارة البلاد.

وأصدر المكتب الإعلامي للدكتور محمد البرادعي بيانا مقتضبا قال فيه إن البرادعي لا يزال يجري مشاوراته مع كافة الأطراف، لتفعيل مطالب الثورة، مؤكدا أن لقاء البرادعي بالمشير طنطاوي يصب في هذا الإطار. لم يحدث حتى الآن أي اتفاق بشأن المرحلة المقبلة.

وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور حسام عيسى لـ«الشرق الأوسط» إن «متظاهري التحرير لم يطرحوا تشكيلا حكوميا، ولكنهم اقترحوا تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة الدكتور محمد البرادعي ونائبين له هما أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والدكتور حسام عيسى فقط، دون أن يطرحوا أسماء بقية التشكيل الوزاري».