الوجوه التقليدية خسرت لصالح الإسلاميين في مراكش

سيدتان تمثلان المدينة الحمراء لأول مرة في تاريخ المغرب

TT

فازت سيدتان في مراكش، العاصمة السياحية للمغرب، وهو أمر غير مسبوق في نتائج الانتخابات المغربية. وتميزت نتائج الانتخابات في مراكش بصعود حزب العدالة والتنمية وانتكاسة أحزاب الكتلة (حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية) ومرشحين اعتادوا الفوز في الانتخابات السابقة، أبرزهم نجيب رفوش (ولد العروسية) من حزب الاتحاد الدستوري، وإسماعيل البرهومي من حزب التجمع الوطني للأحرار. الأمر الذي يعني أن تمثيل المدينة الحمراء تحت قبة البرلمان، صار له طعم ولون آخر، يختلف كليا عن الانتخابات السابقة، سواء خلال المرحلة التي هيمن فيها حزبا الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، أو تلك التي هيمن فيها حزب الاتحاد الدستوري. وتنافست 44 لائحة للفوز بتسعة مقاعد مخصصة لثلاث دوائر انتخابية على مستوى مدينة مراكش، حيث تنافست في دائرة سيدي يوسف بن علي 11 لائحة، فيما تنافست 15 لائحة في دائرة جيليز، و18 لائحة في دائرة المنارة.

وفازت لوائح حزب العدالة والتنمية بأربعة مقاعد، مقابل 3 مقاعد لحزب الأصالة والمعاصرة ومقعدين لكل من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الحركة الشعبية.

وبالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة، فازت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة المدينة، عن دائرة سيدي يوسف بنعلي، وجميلة عفيف، عن دائرة جيليز، وعدنان بن عبد الله، عن دائرة المنارة، فيما فاز رشيد بن الدريوش، عن الحركة الشعبية، في دائرة جيليز.

وتصدرت لوائح العدالة والتنمية النتائج، متبوعة بلوائح الأصالة والمعاصرة، ثم لوائح التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية، في المرتبة الثالثة. وشكلت الانتخابات التشريعية الحالية المرة الأولى التي تتقدم فيها 4 مرشحات كوكيلات لوائح للفوز بمقعد في البرلمان، أفرزت فوز اثنتين منهما، هما فاطمة الزهراء المنصوري وجميلة عفيف. وعرفت نسبة المشاركة، بدوائر مراكش الثلاث، ارتفاعا ملحوظا، مقارنة بالمعدل الوطني، حيث ناهزت النسبة، في المدينة الحمراء، 49 في المائة، سجل أعلاها بدائرة جيليز بنسبة 52 في المائة.

وقال إدريس الكريني، أستاذ الحياة السياسية، بجامعة القاضي عياض بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن صعود حزب العدالة والتنمية، وتراجع أحزاب أخرى عرفت بحضورها في انتخابات سابقة، ليس خاصا بمراكش، بل هو صعود عام على الصعيد الوطني. وأرجع الكريني هذا الصعود إلى أن «حزب العدالة والتنمية لم يسبق له أن احتك بالعمل الحكومي»، وأن «المواطن ارتأى أن يعطي فرصة لحزب العدالة والتنمية في هذه المرحلة الاستثنائية التي يعرفها العالم العربي ككل، والمتميزة بصعود الإسلاميين في عدد من بلدان المنطقة».