مشعل: لقائي مع أبو مازن هو الأول من نوعه منذ اتفاق مكة

طالب في لقاء مع عدد من الصحف بطي صفحة الماضي والعمل على ترتيب البيت الفلسطيني

TT

قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن لقاءه مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) كان معمقا وصريحا وشفافا، ويعتبره أول لقاء من نوعه منذ اتفاق مكة عام 2007، لافتا إلى أنه هيأ لمزيد من التفاهم والجدية في تنفيذ خطوات المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني والتوافق على إدارة المرحلة المقبلة بالساحة الفلسطينية.

وأضاف مشعل في لقاء أول من أمس مع عدد من ممثلي الصحف، منها «الشرق الأوسط»، أن «اللقاء مع الأخ أبو مازن مهم، وأرجو أن تكون الأيام القادمة بمستوى ما جرى لتطبيق اتفاق المصالحة». وحول تفاصيل اللقاء قال «جلسنا وحدنا لمدة ساعتين إلا ربعا، ثم التحق بنا الوفدان لمدة ساعتين، أي أن مدة اللقاء كانت أربع ساعات، وكان هذا أول لقاء معمق منذ اتفاق مكة، يزيل الالتباس وكثيرا من الركام والصور المنقولة بشكل ملتبس، مما هيأ لمزيد من التفاهم والجدية في تنفيذ خطوات المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني والتوافق على إدارة المرحلة المقبلة بالساحة الفلسطينية. وأعتبر هذا اليوم يوما مهما، وأرجو أن تكون الأيام القادمة بمستوى ما جرى في هذا اللقاء، سواء في أجوائه أو في روحه الأخوية وفي شفافيته واستشعاره المتبادل للجدية، ليس فقط في تطبيق المصالحة بل في الشراكة في المرحلة القادمة لترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على سياسات تناسب المرحلة القادمة، ويجب على كل القوى الفلسطينية أن تسعى لتحقيق المصالح الوطنية، وأن تعطي الأولوية لترتيب بيتنا الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والتفاهم على البرنامج السياسي وعلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية».

وأكد مشعل أن «تهديدات الحكومة الإسرائيلية عقب توقيع اتفاق المصالحة تطمئننا على أننا نسير في الطريق الصحيح، وبالتالي لماذا نتخوف وكأن عدونا لا يمارس ظلمه اليومي بحق كل الأطراف الفلسطينية؟ إسرائيل ما زالت تمارس كل أنواع العدوان والاعتداء والظلم على الشعب الفلسطيني، وأغلقت كل الفرص للوصول إلى حل ينصف الشعب الفلسطيني، فمن حق الشعب الفلسطيني ومن حق قواه المختلفة أن تبحث عن مصالحها الوطنية وأن تعطى الأولوية لترتيب بيتها».

وقلل مشعل من مخاوف الضغط الإسرائيلي على الرئيس الفلسطيني وقال «أنا لمست جدية من الأخ أبو مازن أقدرها في هذه الفترة بالذات، ونأمل في أن نبني عليها في الفترة القادمة لمصلحة شعبنا»، مؤكدا أن اللقاء بحث موضوع الحكومة ومنظمة التحرير والملف السياسي والمصالحة، وأنه تم التوافق على موعدين، أولهما في العشرين من الشهر المقبل، وسيكون اجتماعا للفصائل الفلسطينية لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة وملف الحكومة، وثانيهما في الثاني والعشرين من الشهر المقبل للجنة منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة أولى على طريق تنفيذ ما اتفق عليه منذ 2005 و2006، واتفاقيات المصالحة الأخيرة حول إعادة بناء وتطوير المنظمة وتطويرها، وفي إطارها أيضا سنبحث الموضوع السياسي والانتخابات مايو (أيار) القادم».

وأضاف مشعل أن موضوع الدولة على حدود 1967 والهدنة سنبحثه في إجماع الإطار القيادي ولجنة المنظمة في 20 ديسمبر (كانون الأول) القادم، إضافة إلى البرنامج السياسي، لأن هذا ضروري لبحثه في إطار الشخصيات والقوى الفلسطينية «وبالتأكيد في بحثنا القادم له سنستحضر كل ما سبق التفاهم عليه في الماضي من وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة 2005، والاتفاقية الأخيرة في مايو الماضي». وكشف مشعل عن أن أول رسالة معلنة وجهها عقب اللقاء إلى قيادات وكوادر حماس في الخارج والداخل، أكد فيها ضرورة اعتماد لغة خطاب إعلامي وسياسي تعكس روحا تصالحية وإيجابية إلى حد بعيد، مؤكدا أيضا أنه طلب من حماس في الداخل القيام بخطوات إيجابية عملية لتجسيد هذا الروح على الأرض.

وحول ملف المعتقلين قال مشعل «اتفقنا على تنفيذ ما ورد في اتفاقاتنا السابقة بضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين خلال الأيام القادمة، وسنتابع هذا الأمر عمليا، والأيام القادمة ستشهد ترتيبا في هذا المجال لأن هذا موضوع أساسي، وأعتقد أن روح المصالحة ولقاءنا يشكلان حافزا جديا إضافيا لطي ملف المعتقلين».

ووجه مشعل رسالة لكوادر فتح قال فيها «رسالتي إلى أبناء فتح وكوادرها أن نتعامل مع المرحلة القادمة بروح جديدة، وأن نطوي صفحة الانقسام بكل ما فيها من الجراح المتبادلة، وأن نستحضر أننا أبناء وطن واحد وقضية واحدة ونتذكر المقولة الشعبية (الدم ما بيصير مية)، وأن عدونا الحقيقي هو إسرائيل، التي ثبت لنا ولهم أنها ترفضنا جميعا حتى وإن ناورت أو نوعت طرائقها في التعامل معنا. لا خيار أمامنا اليوم إلا أن نتفاهم معا في ظل الربيع العربي ورياح التغيير التي تجري في المنطقة، وأن نطوي صفحة الانقسام ونمد أيدينا إلى بعضنا بعضا من أجل بناء استراتيجية فلسطينية حقيقية وترتيب بيتنا الفلسطيني وتجميع كل ما نملك من أوراق قوة للعمل مع بعضنا بعضا على قاعدة الشراكة مع حركة فتح وكل القوى».