قانصو لـ «الشرق الأوسط»: العقوبات ضد دمشق لن تنجح

.. وحزب الله: لولا سوريا لما بقي لبنان

TT

في موازاة التصعيد العربي باتجاه النظام السوري الذي لم يتجاوب مع المساعي العربية لحل الأزمة السورية، يواصل حلفاء سوريا في لبنان تأكيدهم على دعم النظام السوري ووقوفهم إلى جانب الرئيس السوري، بشار الأسد، في وجه «المؤامرة» التي تستهدف سوريا، منتقدين الموقف العربي الهادف للضغط على سوريا.

وفي هذا السياق، رأى وزير الدولة، علي قانصو، أنه «لا يمكن قراءة الموقف العربي الرسمي إلا باعتباره حلقة في مسلسل الضغوط التي تديرها الإدارة الأميركية وحلفاؤها الغربيون ضد سوريا». وشدد، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، على أنه «مرة جديدة تخرج الجامعة العربية من عروبتها وتأخذ موقفا معاديا لقلب العروبة النابض»، لافتا إلى أن «سجل الجامعة العربية بات معروفا في أكثر من مفصل مشابه، إذ إنها تدير ظهرها لسوريا اليوم، كما غطت على حصار غزة والحرب الإسرائيلية على لبنان في عام 2006 وشطبت فلسطين من قائمة اهتماماتها».

ووضع قانصو «التصعيد المتمادي من قبل وزراء الخارجية العرب في إطار تحول الجامعة العربية إلى أداة طيعة في يد الإدارة الأميركية». وأضاف: «حاولوا من خلال بروتوكول بعثة المراقبين العربي فرض شروط تعجيزية على سوريا، يعرفون سلفا أنها لن تقبل بها، لكنهم أصروا عليها من أجل فتح الطريق أمام العقوبات الاقتصادية التي كانوا يلهجون بها قبل مبادرة الجامعة العربية وبروتوكول المراقبين العرب، تماما كفرنسا والولايات المتحدة».

وشدد قانصو على أن «هذه السياسات لن تنفع مع سوريا، كما أن العقوبات لن تنفع، إذ سبق وأن حاولوا تطبيق هذه السياسات مع سوريا، وكما تمكنت سوريا من إفشالها في الماضي ستتمكن من إفشالها راهنا».

وفي سياق متصل، شدد رئيس كتلة نواب حزب الله، النائب محمد رعد، على أن «الذين يتآمرون اليوم على سوريا إنما يستهدفون استراتيجية التوازن والردع الذي أحدثته المقاومة وصمود سوريا ودعمها للمقاومة في مواجهة العدو الذي يستهدف أمتنا جميعها»، معتبرا أنه «لولا سوريا ورؤيتها الاستراتيجية لما بقي لبنان، وهم يراهنون على سراب».

وأكد رعد، خلال استقباله «قافلة المحبة للأمهات السوريات» في معلم مليتا، جنوب لبنان، أن «سوريا قوية بشعبها وإرادة أبنائها وحكمة قيادتها وستبقى معلما وشاهدا مقاوما وحاميا يصون شؤون الأمة وعزتها»، لافتا إلى أن «سوريا بقيادة الدكتور بشار الأسد لن تعرف الذل ولا الخضوع، ولن تعرف الانصياع للشروط، فهي تقدر مصلحتها وتعبر بالحوار الوطني الداخلي ولا تحتاج لمن تحاوره عبر المحيطات». وأكد أن «سوريا ستلقم العدو الحجر الذي سيسكته ويسكت أسياده». وتعليقا على مطالبة البعض سوريا بفتح جبهة الجولان، رأى رعد أنهم «لا يفهمون شيئا من الاستراتيجيات على الإطلاق، فإن من يصنع الاستراتيجيات لهؤلاء هم أعداؤنا الذين أرادوا لبنان أولا ومصر أولا والعراق أولا»، موضحا أن «دور المقاومة في لبنان ما كان لينفصل عن دور الاستراتيجية القومية التي تحمي الأمة وتستعيد لها كرامتها وعزتها».

وفي سياق متصل، أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن تفهمه لأن «يكون لكل منا مشاعره باتجاه ما يجري على ساحة الوطن العربي، وكيف إذا كان باتجاه ما يجري على ساحة سوريا الشقيقة، ولكن هذا لا يبرر على الإطلاق أن نضع أنفسنا مكان السوريين».

ورأى، في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر لرؤساء البلديات في لبنان، أن «هناك خوفا حقيقيا مما يحصل حولنا، ويجب على الجميع الإدراك أن لبنان هو مرآة المنطقة التي تعكس صورتها المستقرة أو الملتهبة، لذلك أطلب إلى الجميع إعادة النظر في مسؤولياتهم تجاه لبنان».