السفارة السورية في القاهرة تنفي تورطها في اختطاف زوجة معارض سوري

عقب العثور عليها.. ثائر الناشف يتمسك باتهام شبيحة الأسد بالواقعة

TT

عقب ساعات من اختفائها، تم العثور على زوجة الناشط والإعلامي السوري ثائر الناشف فاقدة للوعي في ضاحية المرج (جنوب القاهرة). وفيما منعت الحالة الصحية السيئة لزوجته، منى عبد الرحمن، من التحدث والكشف عن هوية مختطفيها، قال الناشف لـ«الشرق الأوسط»: «أحمد الله على سلامة زوجتي.. ولكنني متمسك باتهام الشبيحة باختطافها»، مشيرا إلى عقده لمؤتمر صحافي اليوم في القاهرة للكشف عن تفاصيل اختطاف زوجته.

وكانت السفارة السورية في القاهرة نفت ضلوعها في اختطاف زوجة الناشف في القاهرة، ولكن الأخير أصر على اتهامه للسلطات السورية باختطاف زوجته المصرية، محذرا من أن النظام السوري يرسل الشبيحة إلى مصر لقمع المعارضين السوريين، كاشفا لـ«الشرق الأوسط» عن تلقيه رسائل نصية على هاتفه الجوال كان آخرها أنهم قتلوا زوجته.

ونفت السفارة السورية في القاهرة في بيان لها أمس ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن تورط عناصر تابعة للحكومة السورية في عملية الخطف، قائلة إنه «لا أساس له من الصحة وملفق». وهو ما عقب عليه الناشف قائلا «كلام السفارة طبيعي، فلا يعقل أن تتبنى موضوع الخطف.. لكنها مسؤولة على كل حال».

وكان الناشف قد قال لـ«الشرق الأوسط» قبيل العثور على زوجته، وهي مواطنة مصرية، إنها اختطفت وهي في طريقها من منزلها إلى منزل والدتها في حي المهندسين (في محافظة الجيزة). ولمنى طفل عمره عام ونصف العام يدعى فرات.. كما أنها حامل في شهرها السادس.

وأضاف الناشف بصوت متزن «لقد بعثوا لي رسائل تقول (سوف نقوم بالتعدي الجنسي على زوجتك لأنك تطاولت على أسيادك يا حقير)»، موضحا أنه حاول الوصول إلى هاتف زوجته والهاتف الذي أرسل له الرسائل إلا أنهما ظلا مغلقين، ثم وصلت إليه عدة رسائل أخرى منها «إياك والكلام والبلبلة والثرثرة.. وإلا قتلنا زوجتك»، وبعد ساعات انتشر خبر اختطاف زوجة الناشف على وسائل الإعلام المختلفة ليتلقى رسالة أخيرة تقول «نهر النيل سيسلمك جثة زوجتك، زوجتك دفعت الثمن، والدور عليك»، واتهم الناشف السفارة السورية في القاهرة باختطاف زوجته بسبب معارضته للنظام السوري.

وفيما كشف الناشف لـ«الشرق الأوسط» عن معلومات لديه تفيد بوصول عشرات «الشبيحة» إلى القاهرة لقمع معارضي النظام من أبناء الجالية السورية في مصر، وخاصة بعد اعتصامها أمام الجامعة العربية، متهما الشبيحة باختطاف زوجته، اتهمت السفارة السورية في القاهرة جماعات معارضة تقيم في مصر بالدعوة إلى التدخل العسكري الخارجي في سوريا، كما اتهمت هذه الجماعات بالاعتداء على مقر السكن التابع للسفارة أول من أمس.

وقام الناشف عصر أمس بإبلاغ السلطات المصرية بالحادث، وخاصة أن زوجته مصرية وتم اختطافها في مصر، وقال الناشف «الجرم وصل بالنظام السوري إلى اختطاف مواطنة مصرية من أرض وطنها»، محذرا من العنف والفوضى التي يمكن أن يتسبب فيها وجود «شبيحة الأسد» في مصر.

ورغم خطف زوجته، قال الثائر بنبرة تحد «لن أنكسر، ولن ألين، وسأستمر في دعمي للثورة السورية المطالبة بالحرية والعدالة»، مضيفا بصوت بالغ التأثر «إن الدماء التي تسيل في سوريا ليست أرخص من دماء زوجتي لو كانت استشهدت».

وكان ثائر الناشف قد لجأ إلى مصر منذ أربعة أعوام بسبب تعرضه لمضايقات وملاحقات أمنية في سوريا، وبسبب التضييق على حرية الرأي والتعبير، حيث كان يعمل صحافيا وإعلاميا.