المجلس الوطني السوري يتحرك دبلوماسيا نحو المجتمع الدولي.. ويتلقى دعما ووعودا بالاعتراف به

سرميني لـ «الشرق الأوسط»: لقاءاتنا مع وزراء الخارجية اعتراف ضمني بالمجلس

TT

شكل تصريح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أول من أمس بعد لقائه رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون، حول اعتبار فرنسا المجلس «المحاور الشرعي» باسم سوريا، خطوة إيجابية في سياق التحركات الدبلوماسية العربية والأوروبية التي يقوم بها أعضاء المجلس.

وفي هذا الإطار اعتبر عضو المجلس الوطني محمد سرميني «أن الكلام الذي صدر على لسان جوبيه ليس الأول من نوعه، بل التحركات التي قام ويقوم بها المجلس الوطني باتجاه دول أوروبية وعربية عدة لم تكن بعيدة عن هذا التوجه». وفي حين كان جوبيه قد أعلن أن فرنسا تسعى إلى اعتراف دولي بالمجلس الوطني السوري، وأن العمل مع الجامعة العربية وحلفاء فرنسا جارٍ نحو الاعتراف به، اعتبر سرميني أن لقاءات المجلس الأخيرة مع وزراء الخارجية وما يصدر عنهم من تصريحات مؤيدة للمعارضة السورية، ما هي إلا اعتراف ضمني بالمجلس الوطني، وهذا ما لمسناه أيضا خلال لقائنا مسؤولة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي أكدت أنها ستعمل بشكل فعلي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالمجلس الوطني كممثل للدولة السورية، كما وعدت بأن يقوم الاتحاد الأوروبي بالتواصل مع روسيا كي لا تستعمل حق الفيتو في مجلس الأمن في ما يتعلق بالعقوبات على سوريا.

ويشير سرميني إلى «أن هذه التحركات واللقاءات التي يتم التركيز خلالها على دعم الشعب السوري وحماية المدنيين، إضافة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على النظام السوري، كانت تتويجا للقاءاتنا في أنقرة مع ممثلين من مفوضية الاتحاد الأوروبي وسفراء لدول عدة. وكانت هذه التحركات قد بدأت منذ أسبوعين مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ثم تلتها لقاءات عدة كان أبرزها مع وزير خارجية بريطانيا ويليام هيغ ووزيرة خارجية إسبانيا ومسؤولة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي رحبت بجهود المجلس الوطني السوري، إضافة إلى وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي أبدى ويبدي دعما ملحوظا للشعب السوري وللمعارضة، ووزير خارجية ألمانيا الذي سلمناه ملفا كاملا عن الوضع السوري».

ويلفت سرميني إلى أن خطة هذه التحركات لا تزال مستمرة وهي ستكون في المرحلة المقبلة باتجاه كندا وعدد من الدول العربية ولا سيما دول الخليج. وعما إذا كان هناك أي وعود حول القيام بخطوات عملية في المدى القريب في ما يتعلق بالاعتراف بالمجلس الوطني أو اتخاذ قرار ما لحماية المدنيين، يضيف «تلقينا وعودا في هذا الإطار، لكن مما لا شك فيه أن اعتراف المجتمع الدولي بالمجلس الوطني سيأتي بالتأكيد بعد اعتراف الدول العربية به وهذا ما نسعى إليه، لكننا لمسنا من خلال اهتمامهم بالوضع السوري وعلمهم بكل تفاصيله أنهم أصبحوا على يقين أن النظام السوري فقد شرعيته والحوار معه بات مستحيلا. وفي ما يتعلق بحماية المدنيين، فهناك عمل جدي في هذا السياق للبحث عن الأسلوب الأفضل والوسيلة الأمثل لحمايته لا سيما في ظل استمرار أعمال العنف وازدياد عدد القتلى يوميا».