مصر: «قوائم الكنيسة» تثير جدلا عشية الاستحقاق الانتخابي

الكاتدرائية نفت صدورها.. وناشط انسحب من تحالف انتخابي بسببها

ملصقات دعاية لقوائم الفردي في انتخابات مصر البرلمانية المقررة اليوم (إ.ب.أ)
TT

تسببت قوائم انتخابية تضم عددا من المرشحين في الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ اليوم، منسوب صدورها للكنيسة الأرثوذكسية بمصر، في إثارة جدل واسع بين المرشحين، فيما نفت الكنيسة علاقتها بالأمر قائلة «الكنيسة لا علاقة لها بالمرشحين، وإنها فقط دعت المواطنين للتوجه للانتخابات».

وقال القمص سرجيوس، وكيل البطريركية، لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر غير صحيح.. الكنيسة لا علاقة لها بالمرشحين في الانتخابات»، وهو ما أكدته أيضا مصادر كنسية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» بقولها «علاقتنا بالانتخابات هي حث المواطنين على المشاركة.. أما اختيار هذا المرشح أو ذاك فهو أمر لا شأن لنا به». وتابعت المصادر «الدليل على أن هذه القوائم مفبركة هو أنها تضمنت تأييد الكنيسة لقائمة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، في محافظة كفر الشيخ، وهو أمر غير منطقي».

وأضافت المصادر «البابا شنودة (الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس) حث المصريين جميعا قبل سفره في رحلته العلاجية الحالية على التصويت في الانتخابات البرلمانية، ودعا المسيحيين، بشكل خاص، إلى انتخاب المرشح الصالح بصرف النظر عن ديانته، وقال لهم (اذهبوا إلى صناديق الانتخابات وكونوا وحدة واحدة.. انتخبوا المسلم الذي يحبكم ويهتم بكم ويدافع عنكم.. وإن التصويت في الانتخابات واجب وطني، والمقصر فيه مقصر في حق الوطن)».

من جانبه، أكد الناشط الحقوقي حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان المرشح على مقعد الفردي فئات بدائرة المنيل بالقاهرة انسحابه من تحالف قائمة «الكتلة المصرية» احتجاجا على صدور تلك القوائم. وقال أبو سعدة لـ«الشرق الأوسط»: «مع كامل تقديري لقيادات الكنيسة لكن تلك القوائم موجودة بالفعل، وهي توزع في عدد من الكنائس بدائرتي على الأقل». وأضاف «لست الوحيد الذي أعلن اعتراضه على فكرة تلك القوائم، فهناك جورج إسحاق المرشح في دائرة بورسعيد، وجميلة إسماعيل المرشحة في دائرة قصر النيل، أي أن الأمر موجود في أكثر من دائرة».

وأشار إلى أنه قام بزيارة عدد كبير من الكنائس والمساجد لحث المصريين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وقال «لكن أن يصل الأمر بالمؤسسات الدينية لدفع الناخبين للتصويت لصالح مرشح بعينه فهو أمر مرفوض، لأنه استخدام للدين في السياسة وهو ما حظرته اللجنة العليا للانتخابات وعاقبت مرتكبه بالشطب من الانتخابات.

وعن تبريره لعدم وجود اسمه في القوائم المنسوبة للكنيسة رغم علاقته الجيدة بقياداتها وسابق دفاعه عن الكنيسة في عدة قضايا طائفية، قال أبو سعدة «لا أعلم.. لكني في الوقت نفسه أشكرهم لأنني ضد المبدأ من أساسه، وانسحابي من تحالف (الكتلة المصرية) هدفه الاعتراض على المبدأ وليس على عدم إدراج اسمي في قائمة الكنيسة».

ويخشى مراقبون من تنامي التصويت في الانتخابات على أساس ديني في ظل تنافس أحزاب ذات مرجعية إسلامية في الانتخابات، وبروز عدد من الشخصيات العامة المسيحية على رأس أحزاب أخرى، من بينها حزب المصريون الأحرار الذي ينضوي تحت مظلة تحالف الكتلة المصرية. وأوضح أبو سعدة أنه طوال فترة عمله الحقوقي كان تشغله قضايا عدم التمييز والمواطنة وحقوق الأقليات، وقال «المواطنة تتعارض مع التصويت على أساس ديني، لأنه يهدم المجتمع والدولة». واعتبر أن قوائم الكنيسة الانتخابية، إن صح صدورها عن الكنيسة، ستفتح الباب ليتحول الأمر من منافسة انتخابية إلى صراع طائفي لا يعلم أحد مداه ولا عواقبه». وتبدأ اليوم المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية بمصر، والتي تجرى في 9 محافظات، ويستمر التصويت لمدة يومين، وهي أول انتخابات برلمانية تجرى في مصر منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في شهر فبراير (شباط) الماضي إثر انتفاضة شعبية بدأت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.