ناخبو بورسعيد يراهنون على عودة «المنطقة التجارية الحرة» التي ألغاها مبارك

جورج إسحاق ينافس مرشحي إخوان المدينة على مقعد البرلمان

TT

لا يلتفت غالبية المرشحين للبرلمان المصري هنا في مدينة بورسعيد إلى البرامج الانتخابية التي يخرجون للتصويت عليها في أولى الجولات الانتخابية اليوم، ولكن معظم الأهالي يراهنون على من يمكنه النضال في البرلمان المقبل لإعادة المنطقة التجارية الحرة مصدر الثراء القديم للمدينة، بعد سنوات من قيام نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك بإلغاء العمل بالمنطقة الحرة مما أصاب النشاط التجاري في بورسعيد بالركود الذي أثر على حركة العمل والسفر بين المدينة وباقي المحافظات المصرية.

وكان اعتماد المدينة كمنطقة حرة يعطي الحق للمستوردين فيها في الاستيراد دون دفع رسوم جمركية في بلد ما زال يفرض رسوما جمركية كبيرة على السلع المستوردة من الخارج من أول الأجهزة المنزلية والملابس وحتى السيارات. وبورسعيد هي المدينة التجارية الحرة الوحيدة في مصر منذ عام 1976 بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ووضع أبناء بورسعيد قضية إعادة المنطقة الحرة مبدأ يتم عليه قياس الأصلح للفوز في انتخابات البرلمان، على الرغم من أن الصراع يدور في بعض المناطق بين قطبين نادرا ما يلتقيان؛ هما أحد مؤسسي حركة «كفاية» ذات التوجه المدني، جورج إسحاق، وأحد النواب السابقين لجماعة الإخوان المسلمين، وهو أكرم الشاعر، إضافة لنواب آخرين تتراوح توجهاتهم بين اليسار واليمين، إضافة إلى ظهور عدد كبير من الوجوه الشبابية بين المرشحين مع اختفاء أغلبية وجوه حزب مبارك الذي تم حله بعد ثورة «25 يناير (كانون الثاني)».

سيد مسعد تاجر صغير وأحد أبناء بورسعيد يعاني كغيره من أبناء المدينة ركودا تجاريا كبيرا نتيجة قرارات ترشيد الاستيراد المتعاقبة ببورسعيد وارتفاع الجمارك في إطار الخطة التي أعلنتها الحكومة المصرية بداية من عام 2002 واتخاذها خطوات متدرجة لإلغاء المنطقة الحرة نهائيا ببورسعيد. وكان آخر قرار بهذا الشأن صدر منتصف العام الماضي بمد العمل بالمنطقة الحرة عامين آخرين.

مسعد الذي يصر على العمل في التجارة ويقول إن أهل بورسعيد لا يعرفون غيرها رغم قلة دخله اليومي بسبب انخفاض أعداد الزائرين، يطالب النواب الجدد لبورسعيد بعد دخول البرلمان بأن تكون المنطقة الحرة هي قضيتهم الأولى لأن بورسعيد لا تصلح إلا للتجارة.

ويتنافس في المدينة 112 مرشحا و13 قائمة حزبية. وسيدلي نحو 200 ألف ناخب على الأقل بأصواتهم في 924 صندوقا في جميع مراكز المحافظة من خلال 236 مقرا انتخابيا لاختيار ستة نواب جدد.

أهالي بورسعيد يؤكدون أن محافظتهم تعاني من مشكلة البطالة التي يعاني منها معظم الشباب بسبب قلة فرص العمل، بعد تقليص نشاط المنطقة الحرة. ويقول شاهين محمد، أحد أبناء المدينة، إن بورسعيد دفعت ثمنا غاليا خلال فترة حكم النظام السابق، و«آن الأوان لتصحيح الأوضاع عن طريق نواب يمكنهم فعل ذلك، بغض النظر عن توجهاتهم».