السعودية: الإفراج عن أكبر دفعة من المستفيدين من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة

عضو في اللجنة لـ «الشرق الأوسط»: الفكرة ليست مشروعا مستوردا أو مفبركا.. وإنما تعتمد الجانب الديني

TT

أفرجت وزارة الداخلية السعودية، أمس، عن أكبر دفعة لمركز متخصص للمناصحة والرعاية، التي بلغت 130 مستفيدا، وذلك بعد استكمال الإجراءات النظامية، إضافة إلى ظهور المؤشرات الإيجابية.

ووفقا لما سبق الإعلان عنه بتاريخ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن استقبال مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، خلال شهر سبتمبر (أيلول)، ما يقرب من 130 من الموقوفين لدى الجهات الأمنية الذين تم استكمال الإجراءات النظامية لإلحاقهم ببرنامج الرعاية؛ إذ صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأنه تم في يوم الخميس 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي تخريج الدفعة 24 من المستفيدين بالمركز، وعددهم 130 مستفيدا في مناسبة احتفالية حضرها ما يربو على 350 ضيفا من ذويهم، وذلك بعد ظهور المؤشرات الإيجابية الدالة على استفادتهم من البرامج والدورات والندوات الشرعية والأمنية والاجتماعية والنفسية والرياضية والفنية التي خضعوا لها خلال الفترة الزمنية التي قضوها بالمركز.

وقد نظم المركز للمستفيدين وذويهم رحلة خاصة لأداء مناسك الحج العام الحالي استفاد منها 68 مستفيدا و187 شخصا من ذويهم، كما تمت مساندة اثنين من المستفيدين لاستكمال تعليمهما الجامعي، وإلحاق 35 مستفيدا بدورة متقدمة للحاسب الآلي في أحد المعاهد المتخصصة.

وسيخضع المتخرجون في المركز لبرنامج الرعاية اللاحقة الذي يهدف إلى تحقيق استقرارهم الاجتماعي، بينما أوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية، أن مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية استقبل، خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة (أكتوبر ونوفمبر) 23 من الموقوفين لدى الجهات الأمنية الذين تم استكمال الإجراءات النظامية لإلحاقهم ببرنامج الرعاية ويمثلون الدفعة الأولى من 223 موقوفا جارٍ إلحاقهم بالمركز تمهيدا لإطلاق سراحهم، وقد تم، فور وصولهم إلى المركز، تنظيم التقائهم ذويهم وإخضاعهم للبرامج والدورات والندوات التي ينظمها المركز للمستفيدين منه.

وبالانتقال إلى إجمالي الذين تم إطلاق سراحهم عبر مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية منذ نشأته، فهم 666 مستفيدا، منهم 351 تم إطلاق سراحهم خلال العام الهجري الماضي.

وبلغت أعداد الدفعة الـ17 بتاريخ 12 صفر الماضي 10 مستفيدين، في المقابل بلغت الدفعة الـ18 بتاريخ 27 ربيع الأول من العام الماضي 12 مستفيدا، وبلغت أعداد خريجي الدفعة الـ19 ما مجموعه 15 مستفيدا بتاريخ 29 ربيع الآخر، كما خرَّج المركز 9 مستفيدين من الدفعة الـ20 بتاريخ 2 جمادى الآخرة، وبلغ أعداد الدفعة الـ21 ما عدده 22 مستفيدا بتاريخ 12 جمادى الآخرة، في مقابل بلوغ أعداد المستفيدين 46 في الدفعة الـ22 بتاريخ 5 شعبان الماضي، كما وصل أعداد المستفيدين إلى 107 في الدفعة الـ23 بتاريخ 25 رمضان، وصولا إلى الدفعة الـ24 بتاريخ 24 نوفمبر الحالي أكبر عدد من المستفيدين بمجموع 130 مستفيدا.

من جانبه، أبرز عضو سابق في لجان المناصحة، وأكاديمي شارك في برامج المناصحة، البرامج التي امتدت إلى ما يزيد على 10 سنوات، والتي امتدت إلى أهم مناطق السعودية ومنها مكة المكرمة، والجهود التي قامت بها الداخلية بناء على توجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، ومساعده للشؤون الأمنية، الأمير محمد بن نايف.

وقال الدكتور عبد المنان ملا معمور بار، أستاذ الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي المهني بجامعة أم القرى وجامعة تبوك، وعضو لجنة المناصحة سابقا، لـ«الشرق الأوسط»: إن الفكرة التي أخذت منها ليست مشروعا مستوردا، أو مفبركا، وإنما اعتمدت على الدين الذي يولي المناصحة اهتماما بالغا.

وركز بار، خلال تصريحاته، على أن السعودية أنشأت هذا البرنامج إيمانا منها بأن ما حدث للموقوفين هو نتيجة تأثيرات دخلت على هؤلاء الشباب، وأنه في الأصل فطرتهم نقية وطاهرة أخذتها من تربية هذا الوطن المعطاء.

وبين الخبير النفسي أن تلك التأثيرات دخيلة عليهم، وهي خارج ثقافة الدين الحنيف، وأكد أن المشروع يتجاوب مع فطرة هؤلاء الشباب، وتتم محاكاتهم عبر مفهوم الدين، ومفهوم المجتمع.

وذكر الدكتور عبد المنان أن من أجل تفعيل هذا المشروع، فقد تم اختيار نخبة من المناصحين، الذين يتمتعون بصفة عالية من مهارة الحوار، والتقارب، ومهارة الانفتاح في العقل، كما تنوعوا في عضوية المناصحة التي اشتملت على علماء الدين، والتي تستوعب أفكار الشباب وتبنيها، على أن يتم وضعها على الفكر والمحك الإسلامي، والتحاور معهم من ناحية الدين، والمجتمع.

وأضاف الخبير النفسي أنه لم يكتف بجلب العلماء، بل وجه الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، والأمير محمد بن نايف، باستقطاب أعضاء آخرين، ومنهم الأطباء النفسيون، والاختصاصيون في هذا المجال، وأن الموقوفين الذين حدث لهم انحراف يجب أن يستوعبوا من الناحية النفسية، والاجتماعية، والتربوية.

وأوضح الدكتور عبد المنان ملا بار أنه لم يكتف بالنصح والإرشاد للموقوفين، إنما تطورت المناصحة إلى وجود ما سماه المجالس، التي تسمى علميا المخالطة الفعلية، وتكون مع علماء متمكنين يعايشون الموقف طوال يوم كامل، ومعايشة قريبة، الأمر الذي اعتبر أكثر تطور وفاعلية في برنامج المناصحة.