مسؤول عسكري إيراني: سنستهدف الدرع الصاروخية في تركيا

مصدر تركي لـ «الشرق الأوسط»: تركيا دولة ذات سيادة وجاهزون للدفاع عن أنفسنا

المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يلتقي بعناصر من مليشيا «الباسيج» (رويترز)
TT

في تصعيد هو الأول من نوعه أعلنت إيران أنها ستستهدف الدرع الصاروخية لحلف الأطلسي في الأراضي التركية فيما لو هوجمت المنشآت النووية الإيرانية. جاء ذلك في تصريحات لمسؤول عسكري إيراني كبير أكد فيها أن إيران ستستهدف الدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي إذا تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لأي هجوم. وحذر الجنرال عامر علي حاجي زادة قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني من أن بلاده ستستهدف الدرع المضادة للصواريخ التابعة لحلف الأطلسي في تركيا ردا على أي تدخل عسكري أجنبي ضدها. وقال حاجي زادة كما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء «إذا تعرضنا لتهديد، ننوي أولا استهداف درع الحلف الأطلسي المضادة للصواريخ في تركيا. ثم سنهاجم أهدافا أخرى». وحتى الآن، كرر مسؤولون إيرانيون أنه في حال تعرضت إيران لهجمات فإن قواتها المسلحة سترد عبر إطلاق صواريخ على إسرائيل. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها قيادة الحرس الثوري الإيراني عن إمكان استهداف تركيا. ومنذ أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الأخير عن البرنامج النووي الإيراني وأبدت فيه «قلقا كبيرا» حيال البعد العسكري لهذا البرنامج، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن إمكان توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وأضاف حاجي زادة، مخاطبا وحدات في ميليشيا الباسيج في مدينة خرم آباد (غرب) أن موقف إيران من الآن وصاعدا سيكون «الرد على التهديدات بتهديد»، وذلك تنفيذا لتعليمات صدرت هذا الشهر عن المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي. والقوات التي يقودها حاجي زادة تتولى أنظمة الصواريخ التابعة للحرس الثوري. ووافقت تركيا العام الفائت على إقامة نظام اعتراض مبكر للصواريخ داخل أراضيها يتبع للدرع المضادة للصواريخ للحلف الأطلسي التي تهدف، بحسب الولايات المتحدة، إلى مواجهة تهديدات صواريخ مصدرها الشرق الأوسط، وخصوصا إيران. وكان حاجي زادة أعلن أن «الأمنية الكبرى» للحرس الثوري هي أن تهاجم إسرائيل إيران، بحيث تتمكن طهران من الرد لرمي الدولة العبرية «في مزبلة التاريخ».

يأتي ذلك بعد فترة من تحسن العلاقات بين البلدين أثناء استضافة تركيا لجولات من المحادثات بين إيران ومجموعة «5+1» التي انعقدت لبحث الملف النووي الإيراني.

وفي رد فعل على التصريحات الإيرانية الجديدة، قال مصدر تركي رسمي لـ«الشرق الأوسط» إن الكلام الإيراني عن استهداف «الدرع الصاروخية» في تركيا «كلام غير مسؤول»، مشيرا إلى أن تركيا أكدت لحظة إعلان قبولها إقامة هذه الدرع أنها «ليست موجهة ضد أحد، وأنها لأغراض دفاعية فقط».

وقال المصدر إن تركيا دولة ذات سيادة، وهي جاهزة للدفاع عن سيادتها بكل الوسائل الممكنة والشرعية، لكنه شدد في المقابل على أن أنقرة «تريد أفضل العلاقات مع الجميع، وخصوصا دول الجوار». وأشار المصدر إلى أن تركيا سوف «تتواصل» مع المعنيين في إيران لبحث هذه التصريحات واستيضاح خلفياتها عبر القنوات المشتركة.