سلفا كير في أسمرة للقاء أفورقي وبحث الأوضاع بين شمال السودان

طه يتعهد بدعم أي حوار حزبي يقرب بين الخرطوم وجوبا

TT

يجري رئيس السودان الجنوبي سلفا كير ميارديت اليوم مباحثات في أسمرة تتركز على الأوضاع في الشمال والجنوب، والقرن الأفريقي مع نظيره الإريتري أسياس أفورقي في أول زيارة له للبلاد التي تربطه بها علاقات تاريخية قبل استقلال الدولة الوليدة في وقت أكملت فيه جوبا عملية انضمامها إلى مجموعة «ايقاد». إلى ذلك يقوم قادة التمرد في الشمال بلقاءات مكثفة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا شملت رئيس الوساطة الأفريقية ثامبو مبيكي.

وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن كير سيبحث الأوضاع في الشمال السوداني وفي الجنوب، والتوتر بين شطري السودان عقب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بدعم الحركات المسلحة في البلدين.

وقالت المصادر «إن أسمرة تنظر إلى ضرورة توصل أطراف النزاع السوداني إلى تسوية سلمية داخل البيت السوداني بما فيه الجنوب، بعيدا عن التدخلات الخارجية»، وترتبط أسمرة بعلاقات متزنة مع الخرطوم. وأكدت المصادر أن أفورقي وسلفا كير سيبحثان كذلك التوتر في القرن الأفريقي والضغوط التي تقوم بها إثيوبيا لفرض حصار على إريتريا عن نشر اتهامات بمساعدة حركة الشباب الصومالي المعارضة، التي تصنف على أنها حركة «إرهابية». وسبق أن قام سلفا كير بوساطة بين إريتريا وأوغندا التي تنشر قوات أفريقية في مقديشو وتتهم أسمرة بدعم هجمات «الشباب» ضدها، وبدأت كمبالا بتحركات بإعداد مشروع ضد أسمرة لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي، إلا أن السودان والصومال والعلاقات المشتركة ستكون أبرز أجندة مباحثات أفورقي وسلفا كير، وتأتي التحركات في وقت انضمت فيه دولة السودان الجنوبي إلى مجموعة «ايقاد»، وهي مجموعة دول شرق ووسط أفريقيا أو الهيئة الحكومية لتلك الدول لمكافحة الجفاف وتحقيق التنمية، إلا أن المنظمة ظلت تركز على الدور السياسي أكثر من الدور التنموي، ورعت مفاوضات سلام بين الخرطوم وجوبا. وترتبط أسمرة بعلاقات تاريخية مع جوبا حيث كانت أبرز الداعمين للجيش الشعبي لتحرير السودان حتى توقيع اتفاق سلام أفضى إلى استقلال الجنوب، إلا أن العلاقة شهدت توترا مكتوما بعد تسريبات لدعم أفورقي لقوات المتمرد جورج أطور، لكن إريتريا رفضت الاتهامات في وقتها واقترحت تكوين لجنة تحقيق مشتركة. واتهمت أديس أبابا بالعمل على خلق توتر بين الدولتين ببث معلومات كاذبة.

ومن جهته، أجرى رئيس الحركة الشعبية في الشمال مالك عقار والأمين العام للحركة ياسر عرمان مباحثات مكثفة في أديس أبابا شملت لقاء الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي، وسفراء دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وعدد من ممثلي مجموعة «إيقاد». وتهدف المباحثات لإيجاد دعم سياسي ودبلوماسي وإنساني للأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

إلى ذلك، تعهد النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه بدعم أي حوار يقرب الشقة بين السودان والسودان الجنوبي عبر الأحزاب والكيانات السياسية المختلفة. وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية لـ«المركز السوداني للخدمات الصحافية»، إن روح التسامح والتقارب المشتركة بين السودان والسودان الجنوبي لا تتم إلا عبر حوار جاد تديره الأحزاب والقوى السياسية، مبينا أن الحوار مع المجموعات المختلفة سيقرب وجهات النظر في جميع المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفا أن تكوين منتدى يختص بالسلام والتنمية في السودان سيكون دافعا كبيرا لترتيب أوضاع الأحزاب المحلية والأجنبية والأفريقية والآسيوية والأوروبية من خلال العمل باتجاه إعادة بناء ثقة الشعوب في أحزابها وكياناتها السياسية المختلفة.

ودعا النائب الأول الأحزاب والوفود التي شاركت في المؤتمر العام لحزبه إلى الاطلاع بدورها في إزاحة الشقة بين السودان والسودان الجنوبي في المجالات الاجتماعية المختلفة كأول مبادرة تدخل ضمن سياق تكوين المنتدى، موضحا أن حزبه قام بتحقيق رغبة مواطني السودان الجنوبي بقيام دولتهم، داعيا الكيانات السياسية إلى اتخاذ الخطوة أنموذجا في حلحلة خلافاتها السياسية والاقتصادية المختلفة، مشيدا بالتجارب الماليزية والإندونيسية حول اتخاذها للتباين والتعايش بين قبائلها وطوائفها.