كلينتون وبانيتا و«الناتو» يعتذرون عن مقتل 28 جنديا باكستانيا

توتر جديد في علاقات واشنطن وإسلام آباد > مطالبة القوات الأميركية بمغادرة قاعدة جوية خلال 15 يوما

معبر طورخم الحدودي ازدحم بشاحنات الناتو المتجهة الى كابل أمس (أ.ب)
TT

مع توتر جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، اعتذرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، وليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي، في بيان مشترك، عن هجوم قوات حلف الناتو على الحدود بين باكستان وأفغانستان أول من أمس، الذي أسفر عن قتل 28 جنديا باكستانيا.

وقال البيان المشترك: «نحن نقدم أعمق تعازينا للخسائر في الأرواح، ونعلن الدعم الكامل لعزم حلف الناتو التحقيق على الفور». وشدد البيان على «أهمية الشراكة الأميركية - الباكستانية».

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير في واشنطن: «كل واحد هنا يرى أن هذا الموضوع خطير جدا، لا شك في ذلك». وأضاف أن الحادث سبقه توتر على طول الحدود الباكستانية والأفغانية، كما زادت العمليات الهجومية الأميركية في شرق أفغانستان.

وأيضا، اعتذر كل من السفيرة الأميركية لدى باكستان، كاميرون مونتر، وقائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان، الجنرال جون ألين. وقال بيان أصدره ألين: «هذا الحادث يلقى اهتمامي الشخصي الأول، وأيضا التزامي بإجراء تحقيق دقيق لتحديد تفاصيل ما حدث». وأضاف البيان: «أقدم تعازي القلبية الصادقة والشخصية إلى عائلات وأحباء أي من أفراد قوات الأمن الباكستانية الذي قُتل أو جرح».

وقال مراقبون في واشنطن إن الأميركيين قلقون على الخطوة التالية من جانب باكستان، خاصة بعد المظاهرات المتوقعة عقب تشييع ضحايا الهجوم. وعكس حالات مماثلة في الماضي، قتلت فيها قوات أميركية أو قوات من «الناتو»، باكستانيين داخل باكستان، تضافرت جهود الأميركيين، هذه المرة، على الاعتذار؛ وذلك بسبب الخوف من انفلات مشاعر الباكستانيين، وزيادة العداء للولايات المتحدة. وأيضا لم تشكك السلطات الأميركية في البيانات الباكستانية عن الموضوع، كما حدث في مرات سابقة.

كانت باكستان قد أعلنت أن طائرات هليكوبتر وطائرات مقاتلة تابعة لحلف الناتو أطلقت النار على اثنتين من نقاط التفتيش الحدودية، وقتلت 28 جنديا. وأيضا، أصدرت باكستان إدانات سريعة وغاضبة للهجوم الذي وقع في منطقة موهماند القبلية على طول الحدود الأفغانية. ووصفت البيانات العسكرية الهجوم بأنه «عدوان عسكري».

في غضون ساعات، ردت باكستان بإغلاق المعابر الحدودية التي تستخدمها شاحنات لنقل نحو نصف الإمدادات إلى قوات التحالف في أفغانستان. وقال بيان عسكري: «باكستان لا تسمح لقوات التحالف بدخول أو إطلاق النار على أراضيها».

وقال مراقبون في واشنطن: إن الهجوم جاء قرب نهاية سنة عانت توترا متزايدا في العلاقات الثنائية بين البلدين، لم يسبق له مثيل. وزادت من التوتر الغارة الأميركية لقتل أسامة بن لادن في باكستان في مايو (أيار) الماضي.

وقال المراقبون: إن الأميركيين يركزون أنظارهم نحو رجل باكستان العسكري القوي، رئيس الأركان الجنرال أشفق كاياني. كان كاياني قد قال في بيان صارم بعد الهجوم: «يجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتحقيق في هذا العمل غير المسؤول».

وقال بيان أصدره القصر الجمهوري الباكستاني: «نحن غاضبون جدا». وحذر من أن الهجوم من قبل قوات «الناتو» ستكون له «عواقب وخيمة» على تعاون باكستان مع الولايات المتحدة، ومع القوات الدولية في أفغانستان. وأشارت لجنة الدفاع في مجلس الوزراء، بعد اجتماع عُقد في وقت متأخر من الليل، إلى أنه سيتم إغلاق المعابر الحدودية إلى أجل غير مسمى.

من جهته، أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تعازيه للحكومة الباكستانية بسبب الحادث الذي وصفه الناتو بأنه غير مقصود وأسفر عن مقتل عدد من الجنود الباكستانيين، وأكد الحلف أنه لا يزال ملتزما، بقوة، بالعمل مع باكستان لتحسين التعاون من أجل منع تكرار «مثل هذه المآسي في المستقبل». وأوضح: «لدينا مصلحة مشتركة في مكافحة الإرهاب عبر الحدود وضمان ألا تصبح أفغانستان مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين». وقال البيان الصادر عن مقر الحلف ببروكسل: إن الأمين العام لـ«الناتو»، أندرس فوغ راسموسن، بعث برسالة إلى رئيس وزراء باكستان، يوسف رضا جيلاني، أعرب فيها عن استنكاره لمقتل جنود باكستانيين في هجوم جوي لـ«الناتو». وقال راسموسن: إن مقتل جنود باكستانيين كما هو الحال أيضا بالنسبة للجنود الأفغان والدوليين أمر «غير مقبول ويبعث على الأسى، كان هذا حادثا مأساويا غير مقصود»، مؤكدا تأييده للتحقيق الذي تجريه حاليا قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) لتحديد ما حدث. وفي إسلام آباد، أعلن مسؤولون، أمس، أن إسلام آباد أغلقت طرق إمدادات قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وطالبت الجيش الأميركي بمغادرة قواته لقاعدة جوية في باكستان، في أعقاب الغارات الجوية التي قتلت 28 جنديا باكستانيا. كما تقررت مطالبة القوات الأميركية بمغادرة قاعدة جوية في إقليم بالوشيستان جنوب غربي البلاد في غضون 15 يوما.