معتصمو التحرير.. فريق يقترع في الانتخابات وفريق يحرس الميدان

قلقون من انفراد الإسلام السياسي بمقاعد البرلمان

TT

ظل معتصمو ميدان التحرير بمصر طيلة أكثر من عشرة أيام يدفعون دون جدوى في اتجاه تأجيل انتخابات البرلمان، والتبكير بتسليم السلطة من المجلس العسكري إلى مجلس رئاسي مدني، ووضع دستور للبلاد، لكن إرادة إجراء الانتخابات البرلمانية أولا، التي يريدها تيار الإسلام السياسي، كانت هي الغالبة، حيث ستبدأ أول أيام عملية الاقتراع اليوم (الاثنين).

وعبر معتصمو التحرير أمس عن قلقهم من انفراد التيار الإسلامي بمقاعد البرلمان ووضع دستور وفقا لتوجهات الإخوان والسلفيين، ولذلك قرر الشباب المتظاهر في التحرير أن يرسل فريقا منه للتصويت للتيارات الليبرالية واليسارية ليقترع وأن يبقى فريق لحراسة الميدان، خاصة أن الانتخابات ستجرى على مدار يومين (الاثنين والثلاثاء).

وشهد التحرير جدلا كبيرا بين المتظاهرين في مليونية «الشرعية الثورية» أمس حول ذهاب المعتصمين للإدلاء بأصواتهم من عدمه، فرأى العديد من المتظاهرين الذين وقفوا في دوائر للنقاش تحت المطر أن حالة الانفلات الأمني في البلاد لا تستدعي إقامة انتخابات في الوقت الراهن، بالإضافة إلى تخوفهم من سيطرة «الإخوان» على مقاعد البرلمان، بينما رأى آخرون ضرورة ذهابهم للإدلاء بأصواتهم باعتبار أن التصويت أمر ضروري وجزء مهم من وطنية المواطن.

وخلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في ميدان التحرير، قال كمال حسن، 19 عاما، أحد المصابين في المستشفى الميداني، إنه سينتخب اليوم ويعرف من يستحق صوته، مشيرا إلى أن صوته أصبح له أهمية الآن. وأشار حسن، وهو أحد أبناء محافظة الإسكندرية، أنه سوف يسافر إلى محافظته للإدلاء بصوته بعد أن أخبره الطبيب الميداني بتحسن حالته، مشيرا إلى أنه بعد إجراء عملية الاقتراع سيعود مرة أخرى إلى ميدان التحرير.

وأعرب رؤوف الشتوي، وهو مخرج أفلام قصيرة، عن تخوفه من سيطرة التيار الإسلامي على الأغلبية العظمى من المقاعد، داعيا إلى ضرورة فصل الدين عن السياسة، قائلا إنه سيذهب للإدلاء بصوته في دائرة مصر الجديدة، ثم يعود إلى الميدان ليتمكن زملاؤه في التحرير من التوجه للإدلاء بأصواتهم في اليوم التالي.

أما براء حجازي، أحد المعتصمين، فيرى أن هذه الانتخابات ضد الشرعية الثورية، لكنه مضطر للإدلاء بصوته بسبب تخوفه من سيطرة الإخوان على غالبية مقاعد البرلمان.