احتفال قوى «14 آذار» يتحول إلى مناسبة للمطالبة بإسقاط الأسد

الحريري للمشاركين: أكدتم نصرة الشعب السوري وعدم تهاونكم أمام الالتفاف على المحكمة

رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة خلال المهرجان أمس (أ.ب)
TT

تحول الاحتفال الذي نظمه تيار المستقبل وقوى «14 آذار» في مدينة طرابلس بمناسبة عيد الاستقلال بعنوان «خريف السلاح.. ربيع الاستقلال»، أمس، إلى محطة أكدت من خلالها المعارضة اللبنانية دعمها المطلق لانتفاضة الشعب السوري، موجهة سيلا من الانتقادات للحكومة اللبنانية ولمواقفها، سواء ما يتعلق منها بالشأن السوري أو بالوضع الداخلي وتمويل المحكمة الدولية.

وعلى الرغم من إشكالات أمنية متفرقة في بعض الأحياء الشعبية في المدينة بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي (في محلتي باب الرمل والزاهرية) تخللها إطلاق نار وسرعان ما تم احتواؤها، فإن يوم الاستقلال الطرابلسي مر على خير، وسط انتشار أمني وعسكري مكثف، وفي ظل حشد شعبي كبير ضاقت به قاعة «معرض رشيد كرامي الدولي» وباحته الخارجية.

واستنفد المشاركون في احتفال قوى «14 آذار» صراخهم وشعاراتهم المطالبة بـ«إسقاط بشار الأسد»، في إشارة للرئيس السوري بشار الأسد. ورفعت لافتات كبرى مطالبة بـ«دعم الشعب السوري»، فيما حمل مشاركون آخرون أعلام سوريا، تعبيرا عن «الدعم الطرابلسي لسكان سوريا». وفيما أعرب مشاركون كثر عن خيبة أملهم بسبب غياب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، حيث كان من المنتظر إطلالته من الخارج عبر شاشة لإلقائه بيانا، في ظل أنباء سرت في الأيام الأخيرة عن إمكان حضوره شخصيا، اكتفى الحريري بإصدار بيان لاحق توجه خلاله بـ«تحية إكبار وتقدير للجموع الشعبية التي لبت دعوة (تيار المستقبل) للمشاركة في مهرجان (خريف السلاح.. ربيع الاستقلال)»، وقال: «لقد أظهرتم من خلال مشاركتكم الكثيفة أنكم لن تتهاونوا على الإطلاق أمام محاولات استهداف مسيرة الحرية والسيادة والاستقلال والالتفاف على المحكمة الدولية، تارة من باب وقف التمويل وتارة أخرى من خلال إخفاء المتهمين بارتكاب هذه الجريمة الإرهابية والتهاون المنظم لإخفائهم ومنع الملاحقة القانونية عنهم».

وتابع الحريري: «إن احتفالكم بذكرى الاستقلال كان مناسبة للتأكيد على أن لا سلاح يعلو على سلطة الدولة والتأكيد أيضا على نصرة الشعب السوري وحركات الربيع العربي، وفرصة لإطلاق صوت لبنان المدوي ضد كل أشكال القمع والاستبداد». وأضاف: «لقد قدمتم مشهدا مشرفا، يعبر عن وقوف اللبنانيين ضد الظلم، ووجهتم إلى الأشقاء في سوريا رسالة تضامن ومحبة يستحقها الشعب السوري الشقيق الذي يناضل في سبيل حريته وإقامة نظامه الديمقراطي».

وتخلل المهرجان سلسلة كلمات أبرزها لرئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل فؤاد السنيورة، الذي ألقى كلمة باسم الحريري، قال فيها «جئنا لكي نوحد لبنان لا لكي نقسمه، وقد جئنا إلى طرابلس لنمد يدنا، لا لنرفع أصبعنا، نمد يدنا لأبناء الوطن الواحد». ووجه تحية إلى «شهداء سوريا الأبرار»، معتبرا أن «الشعب السوري هو الذي يصنع التغيير في سوريا وليس أحدا سواه، وأبطال وثوار سوريا أدرى بشعاب بلدهم، وهم يصنعون تجربتهم وليسوا بحاجة لمن يعلمهم ويدلهم على الطريق، وهم سيقررون ماذا سيكون نظامهم وكيف يتم تغييره وتطويره». وأضاف: «لكننا نقول لهم إن قلوبنا معكم، نحن أبناء الحرية في لبنان ننتظركم، نراقبكم وأنتم تعبرون جسر صنع التاريخ المجيد».

وشدد السنيورة على ضرورة التمسك بـ«المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي لم يكن يوما التمسك بها من أجل الانتقام والتنكيل، بل من أجل حماية لبنان المستباحة ساحته عبر الاستهداف الدائم والاغتيال المتكرر لقادته، ومن أجل تحقيق العدالة والحفاظ على الحريات ووقف مسلسل الإفلات من العقاب». وتوجه إلى الرئيس نجيب ميقاتي قائلا: «ابن طرابلس الذي نجح في الانتخابات النيابية بأصواتكم، نتوجه إليه بالسؤال لنقول: ألستم مع ما يريده شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ ألستم مع الثوابت الوطنية والإسلامية؟»، مضيفا: «نفذوا ما يريده هذا الشعب الأبي، المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها، ليست منة من أحد، إنها حق وواجب لأن الشعب يريد المحكمة، أراد البعض أم لم يرد، الشعب يريد المحكمة، الشعب يريد العدالة».

من ناحيته، اعتبر النائب عن تيار المستقبل محمد كبارة، أن «الأسد في سوريا يترنح، والطاغية في لبنان يتبجح، والاستقلال استبيح وما تبقى منه يتأرجح تحت معادلة ثالوث إلغاء الدولة التي لا يذكرها في صيغة الجيش والشعب والمقاومة». وقال: «هذا الثالوث غير المقدس، الذي فرض علينا أولا وثانيا وثالثا، سيسقط بإذن الله، سيسقط بسقوط هذه الحكومة التي فرضت على طرابلس وعلى كرامة أهلها قبل أن تفرض على كل اللبنانيين».

من جانبه، رأى النائب في تيار المستقبل سمير الجسر، أن «هذه الحكومة ليست بحاجة إلى إسقاط لأنها في الأصل ساقطة من وجدان الناس ومن ضمائرهم، لأنها أتت بالانقلاب في يوم أسود بصناعة قمصان سود، ولأنها وليدة التنكر للعهود والوعود». وشدد على أن «من مقتضيات الأمن الوطني إسقاط السلاح، الذي رفع باسم العمل المقاوم حتى استقر به الأمر في الشوارع والأحياء»، متسائلا: «أين العمل المقاوم من شوارع طرابلس؟ لماذا تقام المربعات الأمنية داخل المدينة؟ لماذا تحضر (شلل) المسلحين في أحيائها؟ أي عمل مقاوم يحضر له داخل المدينة؟».