السوريون في لبنان تجاوزوا عقدة الخوف ويعبرون عن معارضتهم للنظام بوضوح

مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط»: معظم إصاباتهم ناتجة عن إشكالات فردية

TT

لا يتردد العمال السوريون في لبنان في الكشف عن آرائهم تجاه الأحداث التي تجري في بلدهم، رغم أن التعبير عن مواقفهم بوضوح أدى خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى جرح أكثر من 50 عاملا في جنوب لبنان، جرى نقلهم إلى المستشفيات، لكنهم صرحوا للأجهزة الأمنية اللبنانية بأن الإصابات ناتجة عن حوادث مختلفة أثناء العمل.

وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن الجرحى السوريين الذين يترددون على المستشفيات «يصرحون للأجهزة الأمنية اللبنانية بأن الإصابات ناتجة عن حوادث عمل، رغم أن طبيعة الإصابات تؤكد أنها ناتجة عن عراك ومشاكل فردية جرى خلالها استخدام العصي والحجارة والأدوات المعدنية الثقيلة مثل الملازم الحديدية التي تستخدم لضبط الخشب في عمليات البناء الإسمنتي»، مشيرة إلى «جروح بالغة في الرأس وتفتت في الجمجمة وكسور في الأضلاع والأكتاف والظهر». وشددت المصادر على أن «معظم إصابات الجرحى السوريين الذين وصلوا إلى مستشفيات مدينتي النبطية وصور، تؤكد أن هؤلاء لم يتعرضوا لحوادث عمل، بل كانت ناتجة عن عراكات شخصية».

ولاحظت المصادر عينها أن الأشهر الثلاثة الماضية «شهدت عددا كبيرا من الجرحى، تخطى الخمسين حالة، فيما سجل وصول 6 جرحى في يوم واحد قبل شهر إلى أحد مستشفيات مدينة النبطية، إصابات بعضهم خطرة»، كما أعلن عن توقيف سوريين شاركوا في إشكال وقع أول من أمس في إحدى قرى حاصبيا تطور إلى استخدام العصي والحجارة. ويعتقد أن التصريح عن الإشكالات بأنها حوادث «يأتي بهدف تجنب التحقيقات في المراكز الأمنية اللبنانية وتوقيف المشاركين».

في السياق نفسه، قال متعهد البناء أبو حسن دالاتي (سوري الجنسية) إن انقسامات العمال السوريين «باتت أكثر وضوحا مع تطور الأحداث السورية، حيث تجاوز كثيرون عقدة الخوف، وبدأوا يجاهرون بمواقفهم المنددة برد فعل النظام العنيف تجاه المعارضين»، مشيرا إلى «إشكالات يومية تتبع نقاشات محتدمة حول الأحداث في الورش». وقال دالاتي إن المتعهدين في هذه الأيام يتوجهون إلى الاستعانة بعمال يجمعهم رأي واحد، وينتمون إلى مدينة واحدة، منعا للتصادم في ما بينهم، مشيرا إلى أن «إجماع المدن السورية على رأي واحد مؤيد للنظام أو معارض له، ينعكس على أبناء تلك المدن في لبنان». وأوضح أن «معظم العمال الذين ينتمون إلى نواحي منطقة حلب، مؤيدون للنظام، فيما تعارض أكثرية العمال الوافدين من جنوب سوريا (درعا وحوران) نظام الأسد، وغالبا ما يعمد المتعهدون إلى جمع هؤلاء، بحسب المدينة التي يتحدرون منها، في ورشة واحدة، منعا للتصادم».

وتختلف رؤية العمال السوريين في معارضتهم للنظام عن رؤية المثقفين وطلبة الجامعات الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية، وهم المعارضون الذين يجدون في لبنان ملاذا آمنا للتعبير عن رأيهم بشفافية وجرأة من الأحداث السورية، وهي «النعمة المفقودة هناك».