أول أيام التصويت في الانتخابات البرلمانية يمر بسلام رغم الهواجس الأمنية

ضابط جيش لـ «الشرق الأوسط»: سنضرب بيد من حديد من يحاولون إفساد الاقتراع

جنود الجيش ينظمون الدخول إلى لجنة انتخابية في القاهرة أمس (إ. ب.أ)
TT

بعد أن ظل الهاجس الأمني يؤرق الكثير من المصريين، خاصة الخوف من أن يمتد الانفلات الأمني إلى اللجان الانتخابية، مر اليوم الأول للتصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية أمس دون مشاكل تذكر وسط إجراءات أمنية مشددة، تعاونت فيها الشرطة مع الجيش لتأمين اللجان الانتخابية والناخبين.

وتفقد المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم بمصر)، عددا من اللجان الانتخابية في مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة والوايلي (شرق القاهرة)، وأبدى رضاه عن سير العملية الانتخابية على الرغم من بعض العوائق الإدارية، كما أمر المشير طنطاوي بتخصيص طائرات نقل عسكرية للعمل كمجهود جوي لنقل صناديق الانتخابات والقضاة بالأماكن النائية والبعيدة من جميع محافظات مصر على مدار جميع مراحل الانتخابات.

من جهته، أكد اللواء إسماعيل عتمان، مدير إدارة الشؤون المعنوية عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن المشير طنطاوي يتابع سير العملية الانتخابية من غرفة عمليات القوات المسلحة، موضحا أن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة يوجدون الآن في جميع محافظات المرحلة الأولى لمتابعة سير العملية الانتخابية عن كثب، والتدخل لتذليل كل ما يعوق العملية الانتخابية.

وأعرب اللواء حمدي بدين، قائد الشرطة العسكرية، عن سعادته بسير العمليات الانتخابية التي تعد أول ثمرة حقيقية من ثمار ثورة «25 يناير»، مؤكدا أن صناديق الانتخابات ستؤمن تأمينا كاملا بعد غلق أبواب الاقتراع من قبل قوات حراسة تابعة للقوات المسلحة.

ولاحظت «الشرق الأوسط»، خلال جولتها في عدد من لجان محافظة القاهرة، وجود ضابط وعدد من جنود القوات المسلحة المدججين بالسلاح عند مدخل كل لجنة، يقومون بتنظيم عملية دخول الناخبين، بالإضافة إلى وجود قوات من الشرطة خارج اللجان، كما تحيط المدرعات التابعة للجيش وسيارات الشرطة العسكرية مقار أقسام الشرطة في عدد من الأحياء، خشية استغلال البعض للانشغال بالانتخابات لمهاجمة تلك الأقسام.

وقال ضابط بالقوات المسلحة برتبة رائد يتولى حماية إحدى اللجان بدائرة قسم قصر النيل: «نحن هنا لتحقيق هدف واحد هو حماية الانتخابات من أي أعمال عنف محتملة، وسنضرب بيد من حديد على من يحاول إفساد الانتخابات».

أضاف الضابط، الذي طلب عدم تعريفه، لـ«الشرق الأوسط»: «نتعاون مع قوات الشرطة في حماية وحفظ الأمن ولا يوجد تعارض في مهامنا، لكن الظرف الدقيق الذي تمر به مصر يحتم علينا جميعا التكاتف لإنجاح الانتخابات». وأضاف: «كنا موجودين أمام اللجان منذ ليلة الانتخابات، وقمنا بتأمين عملية نقل الصناديق وبطاقات الاقتراع من اللجان العامة إلى مقار الاقتراع، وذلك بالتعاون مع رجال الشرطة»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ستتولى حماية وحراسة الصناديق الانتخابية خلال وجودها في مقار الانتخابات طوال الليل حتى بدء التصويت اليوم الثلاثاء، في ثاني أيام التصويت، مضيفا: «نحن على الحياد ولا مصلحة لنا في الانحياز لأي طرف غير المواطن المصري». وربما تكون الحادثة الوحيدة التي عكرت صفو الحالة الأمنية هي تلك التي وقعت في محافظة أسيوط بصعيد مصر، عندما قطع مرشح مستبعد من الانتخابات، يدعى عنتر علي بكر، وعدد من أنصاره، الطريق الرئيسي بمركز البداري في أسيوط بصعيد مصر، احتجاجا على استبعاده بسبب عدم أدائه الخدمة العسكرية.

وتصدت قوات الأمن المكلفة بتأمين اللجان للمرشح وأنصاره، الذين ألقوا الحجارة على مقر اللجنتين 544 و545 بدائرة مركز البداري بمحافظة أسيوط، وتم إبعادهم عن المقر الانتخابي، إلا أنهم توجهوا إلى الطريق الفرعي بين قريتي قاو والمواورة في أسيوط، وقاموا بقطع الطريق الرئيسي بمركز البداري.

وقال اللواء هاني عبد اللطيف، رئيس غرفة عمليات متابعة الانتخابات نائب رئيس الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»: إن أجواء العملية الانتخابية اتسمت في يومها الأول بالهدوء والنظام نتيجة تكثيف الوجود الأمني أمام جميع لجان الاقتراع بالتنسيق مع رجال القوات المسلحة، وكذلك تعاون المواطنين وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم في مناخ ديمقراطي يعكس روح ثورة «25 يناير».

وأضاف اللواء عبد اللطيف أن غرفة العمليات بالوزارة تلقت الكثير من الشكاوى المتنوعة حول سير العملية الانتخابية انحصرت في تأخر وصول أوراق الاقتراع أو عدم ختم بعضها أو تأخر حضور القضاة وتم بالتنسيق مع مسؤولي اللجنة العليا للانتخابات حل تلك المشكلات في حينها.

وفي محافظة الإسكندرية، شكَّل ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية مجموعات عمل للحيلولة دون أي محاولات لأعمال البلطجة على بوابات اللجان الانتخابية أو أي عملية تؤثر على توجه المواطنين للتصويت داخل اللجان الانتخابية.