مسؤول أميركي: الضغط متواصل على إيران.. ومستعدون للخطوات التالية

قال لـ «الشرق الأوسط»: محاولة اغتيال السفير السعودي تصعيد خطير.. وإيران قلقة جدا مما يحدث في سوريا

TT

قال مسؤول أميركي خبير في الشأن الإيراني، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن إيران مهتمة وقلقة جدا مما يحدث في سوريا، وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الإيرانيين، ورغم اختلاف مواقفهم من «الربيع العربي» وتصريحات المسؤولين التي ربطته بالثورة الإيرانية لسنة 1979 واعتبرته نجاحا وتواصلا لها، وحديثهم عن أن التاريخ يتحرك ضد الحكام إذا لم يتجاوبوا مع مواطنيهم، إلا أن إيران قلقة جدا وتراقب بخوف ما يحدث في سوريا.

واعتبر المسؤول الأميركي أن محاولة اغتيال عادل الجبير، السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، تصعيد خطير من طرف الإيرانيين، وأن الولايات المتحدة كشفت خطتهم عندما علمت بها لتقول لهم إنه لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك. وبين أن موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة وشجبها، وبأغلبية واسعة، لهذه المؤامرة، الذي تزامن مع إعلان وكالة الطاقة الذرية عن عدم التزام إيران بتعهداتها زاد من عزلتها.

وفي تصريحاته التي خص بها «الشرق الأوسط» قال المسؤول إن العقوبات التي تم فرضها مؤخرا على إيران تمثل خطوة أخرى في السياسة الأميركية التي تهدف إلى تصعيد الضغط على إيران وزيادة عزلتها، من أجل أن تراجع حساباتها، والإيفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وأن تدخل في حوار مع المجتمع الدولي. وذكر المسؤول بما أعلنه الرئيس الأميركي، أوباما، وهو أن الخطة الحالية تتمثل في العمل على مواصلة تصعيد الضغط على إيران، مبينا أن هذا يدخل في إطار العمل الدبلوماسي ولا يتناقض معه، مؤكدا: «هو وسيلة دبلوماسية».

واعتبر المسؤول الأميركي في الحوار الذي أجرته معه «الشرق الأوسط» في لندن أن العقوبات موضوعية وهدفها جلب إيران إلى طاولة الحوار، مؤكدا أن لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، قائلا: «لا أحد يناقش حقهم في ذلك»، لكن هدفها هو أن «تتوقف إيران عما تفعله». وبين أن الحكومة كررت مرارا أن برنامجهم سلمي، «إذن لماذا لا يتعاونون؟». وأضاف أنه من المفيد النظر إلى كل الخسائر التي حدثت والتي كان بإمكانهم تجاوزها إذا ما تعاونوا. وبين أن كل المخاوف تصب في أن يستعمل التخصيب في المجال العسكري. وأكد أن دعوة إيران للتحاور ليست مطلبا أميركيا فحسب، بل هي مطلب دولي.

وعما إذا كانت لأميركا خطوات قادمة في اتجاه العقوبات على إيران، أكد المسؤول هذا، وقال: «نعم.. بالتأكيد.. ونحن نتحاور داخليا ومع حلفائنا حول الخطوة التالية، ونواصل سياستنا». وذكر بموقف الحكومة البريطانية ودعوات الحكومة الفرنسية لمزيد من العقوبات، وقال إن كل الاحتمالات مفتوحة وإن بإمكان أميركا وحلفائها ممارسة المزيد من الضغط عبر الحد من التعاملات المالية مع البنك المركزي الإيراني، كما أن بإمكانهم الضغط من خلال الحد من التعاون والتعاملات في مجالات صناعية مختلفة مثل البتروكيماويات التي تمثل مصدر دخل مهم لإيران، والصناعات المتعلقة بمجال البترول، والنقل ومجال التقنيات، وأكد أن «هناك الكثير مما يمكن أن نفعله».

وأوضح المسؤول أنه ورغم تصريحات أحمدي نجاد بداية الأسبوع حول عدم تأثرهم بالعقوبات الدولية ضدهم فإن إيران بالتأكيد ستتأثر، وذكر كيف أن نجاد نفسه ومنذ أسبوعين قال أمام البرلمان الإيراني إن بلاده اقتصاديا تمر بأصعب فترة في تاريخها بسبب العقوبات. وأكد: «إنهم (الإيرانيون) قلقون».

وعن عرض الإيرانيين مشروعا حول طرد السفير البريطاني من إيران أمام البرلمان للتصويت كرد فعل على القرار البريطاني بوقف التعامل مع البنك المركزي الإيراني، قال المسؤول إن الإيرانيين غالبا ما يقفون ويهددون بالقيام بأشياء كنوع من البروباغاندا.

وحول نجاعة العقوبات التي فرضت على إيران الأسبوع الماضي قال المسؤول إنهم يعتقدون أنها ناجعة رغم أن نتيجتها لا تظهر بشكل فوري ومباشر، واعتبر أن الإجراءات المتخذة ضد إيران هي بمثابة عملية جراحية كبيرة، ورغم نجاحها تتطلب وقتا لتظهر نتائجها. وأضاف: «نعلم أن إيران أضعف وأكثر عزلة الآن».

وبالنسبة للدعوة التي وجهها مسؤولون في الجيش الأميركي من أجل فتح ما يسمى بـ«الخط الساخن» أو جسر تواصل بينهم وبين الجيش الإيراني من أجل «مصلحة المنطقة»، قال المسؤول إن هذه «الفكرة جيدة» و«القرار حولها يهم الجيش الأميركي»، وهو الجهة المخولة للإجابة حول هذا الموضوع.

وأشار إلى أنه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بين إيران والمجتمع الدولي فإن هذا سيكون في صالح المنطقة عموما وفي المصلحة الدولية، وإذا اقتنعت إيران وجلست إلى طاولة التفاوض، فيمكن أن تتحسن الأوضاع. وجدد تأكيده أن هدف المجتمع الدولي موحد وهو أن إيران لا يجب أن تمتلك سلاحا نوويا. وتحدث أيضا عن إمكانية أن يقف الشعب الإيراني يوما ما في وجه حكومته.

وحول اهتمام أميركا بالتعامل والتواصل مع الشعب الإيراني قال المسؤول إن الولايات المتحدة تهتم كثيرا بفتح قنوات تواصل مع الإيرانيين ومن أهم الخطوات التي تعد لها في هذا المجال هو فتح موقع إلكتروني عبارة عن سفارة أميركية للإيرانيين على الشبكة العنكبوتية، وسيقدم الموقع مجموعة كبيرة من المعلومات والخدمات وهي نفس الخدمات التي تقدمها أي سفارة أميركية في أي بلد من بلدان العالم، ويتم من خلالها دراسة طلبات التأشيرات للإيرانيين الراغبين في زيارة أميركا أو الدراسة فيها، وسيكون للإيرانيين فيها نفس الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن في العالم في سفارات الولايات المتحدة، كما أن موقع هذه السفارة سيوفر فرصة التحاور والتواصل بين الإيرانيين والأميركيين الذين يرمون خاصة من خلاله للاستماع لهم، وأشار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، تتابع الموضوع، وسينطلق الموقع مع نهاية هذا العام. وقال المسؤول إنها محاولة لاختراق الستارة الإلكترونية التي تفرضها الحكومة الإيرانية منذ أعوام على شعبها من أجل حجب العالم عنه.

وحول مدى تأثير الانتخابات على قرارات أوباما والضغط الذي يمارسه الجمهوريون في هذه المسألة أكد أن الديمقراطيين والجمهوريين لا خلاف بينهم حول الشأن الإيراني ولا يريدون لإيران امتلاك سلاح نووي.