«الجهاد الإسلامي»: لا يمكن لفريق أن يفرض خياراته على بقية الفرقاء

التوافق على «المقاومة الشعبية» يثير جدلا بين الفصائل الفلسطينية

TT

أثار إعلان حركتي فتح وحماس التوافق على تبني المقاومة الشعبية كإحدى أدوات النضال ضد الاحتلال في المرحلة المقبلة جدلا في الساحة السياسية الفلسطينية. وجاء الإعلان عن هذا التوافق في أعقاب لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة الخميس الماضي؛ فقد حذر داود شهاب، الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي، من مغبة أن يتجه فريق فلسطيني أو أكثر إلى فرض خياراته على الشعب الفلسطيني وبقية الفرقاء. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» استهجن شهاب أن تلجأ حركتا فتح وحماس للانشغال بهذه القضية التي اعتبرها تخص مجمل الفصائل الفلسطينية. وشدد شهاب على أن القرار نحو تبني هذا النوع أو ذاك من أنماط المقاومة يتوجب أن يتم التوافق بشأنه ضمن استراتيجية وطنية شاملة، تشارك في بلورتها كل الفصائل الفلسطينية، ولا تقتصر هذه المهمة على طرف أو طرفين. وأوضح أنه في الوقت الذي تستخدم فيه إسرائيل كل ما حوته ترسانتها العسكرية ضد الشعب الفلسطيني، فإن «أحدا ليس بإمكانه أن يقول إنه يتوجب الرد على ذلك بتسيير المسيرات الجماهيرية». ونوه شهاب بأن الأوروبيين قد استخدموا الكفاح المسلح عندما وقعت بلدانهم تحت الاحتلال «لذلك لا يمكن لأحد أن يرغم شعبنا على نمط محدد من المقاومة»، مشددا على ضرورة التكاتف من أجل إنهاء مظاهر الاحتلال ابتداء قبل الاستغراق في هذا الجدل. وأكد شهاب أن المقاومة الفلسطينية تدرك أن ميزان القوى يميل لصالح إسرائيل، مما جعلها تعمل على مراكمة أسباب القوة لقطع الطريق على إسرائيل لاستخدام فائض القوة في مهاجمة الشعب الفلسطيني. وأضاف: «هناك من تربوا على إيجاد المبررات للاحتلال لتسويغ عدوانه المباشر على الشعب الفلسطيني عبر تحميل المقاومة الفلسطينية (المسؤولية) عن هذا العدوان». واستبعد شهاب أن يؤدي الخلاف حول مفهوم المقاومة الشعبية إلى التأثير على الصف الداخلي الفلسطيني، مشددا على أن حسم الخلاف حول هذه القضية يتم فقط عبر الحوار الداخلي.

من ناحيته، قال صلاح البردويل: إن الحديث عن المقاومة الشعبية لا يعني بحال من الأحوال التخلي عن المقاومة المسلحة. وأشار البردويل إلى أن التركيز في الإعلان على المقاومة الشعبية، بعد لقاء مشعل - عباس، جاء بناء على طلب من عباس، وذلك للتخفيف من الضغط المتوقع نتيجة البدء في الإجراءات العملية للمصالحة الوطنية. ونوه البردويل بأن الفصائل الفلسطينية أقرت في وثيقة الوفاق الوطني التي توافقت عليها في 14 مايو (أيار) 2006، الاهتمام بتوسيع مشاركة مختلف الفئات والجهات والقطاعات وجماهير الشعب الفلسطيني في المقاومة الشعبية. وشدد البردويل على حق الفصائل الفلسطينية في تحديد زمان ومكان وأسلوب المقاومة، مؤكدا أن حماس لن تسلم وتلقي سلاحها طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.