بلحاج يقول إنه سيدعم الحكومة الليبية الجديدة

رئيس المجلس العسكري بطرابلس لم يلتزم بتحديد موعد لتسليم قواته سلاحها

عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري بطرابلس (رويترز)
TT

قال عبد الحكيم بلحاج، الإسلامي الذي يقود واحدة من أقوى الميليشيات في ليبيا، أمس، إنه سيدعم الحكومة الوطنية المؤقتة رغم عدم حصول أنصاره على مناصب كبيرة.. لكن بلحاج لم يلتزم بتحديد موعد تسلم فيه القوات التي تعمل تحت قيادته أسلحتها للحكومة، وهو اختبار مهم لتحديد ما إذا كانت ليبيا تستطيع إقامة دولة متماسكة بعد سقوط نظام معمر القذافي.

وكان بعض المحللين حذروا من أن رئيس الوزراء المؤقت عبد الرحيم الكيب يخاطر باندلاع مواجهة مع الإسلاميين التابعين لبلحاج، بعد أن أعطى منصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة لزعيم ميليشيا منافسة.

وقال بلحاج، الذي كان يتحدث من فندق فاخر يطل على ميناء طرابلس حيث توجد قيادته، في مقابلة مع وكالة «رويترز» الإخبارية، إنه لم يطرح اسمه لشغل أي منصب بالحكومة، وإنه جرى التشاور معه حول التعيينات في معظم المناصب المهمة.

وقال إنه يأمل في حصول الحكومة الجديدة على كل الدعم الذي تحتاج إليه لتنفيذ مهامها، وإنه على علم بالاتهامات الموجهة إلى الحكومة الجديدة بأنها غير متوازنة فيما يتعلق بتمثيل جميع المناطق، لكنه يأمل بأن تتاح لها الفرص لتنفيذ مهامها حتى يعم الأمن والاستقرار ربوع البلاد.

وأوضح بلحاج أن ما يهمهم كثوار هو دعم الحكومة وجميع الوزراء بمن فيهم وزير الدفاع، وأنهم سينسقون ويتعاونون مع وزارة الدفاع، مشيرا إلى أن علاقتهم بوزير الدفاع طيبة.

وبلحاج هو زعيم سابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي تمردت على القذافي في التسعينات. وأمضى فترة مع متشددين إسلاميين في أفغانستان، لكنه قال إنه لم يكن حليفا لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل. وألقت أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية القبض عليه واحتجزته، وجرى تسليمه لليبيا عام 2004 حيث زج به في السجن، قبل أن يحصل على عفو العام الماضي بعد تخليه عن العنف.

ويقود بلحاج المجلس العسكري في طرابلس، وهي قوة جيدة التسليح، وتتألف من نحو 25 ألف رجل. وهي واحدة من عشرات الجماعات المتنافسة، التي تود الدول الغربية الداعمة للقيادة الجديدة في ليبيا أن تراها تحت قيادة واحدة.

وظهرت التوترات بين الجماعات المتنافسة على السطح الأسبوع الماضي حين تم احتجاز بلحاج لفترة وجيزة في مطار طرابلس الدولي، عندما كان يهم بمغادرة البلاد في زيارة خارجية. وقال مسؤولون بالمطار إنه كانت ثمة مشكلة تتعلق بجواز سفره. ويشرف على الأمن في المطار مقاتلون من الزنتان، وهي معقل ميليشيا قوية أخرى جنوب غربي طرابلس، وتشكل أيضا قاعدة تأييد لوزير الدفاع الجديد أسامة الجويلي. وقال معاون إن بلحاج يرفض الإجابة عن أسئلة حول واقعة المطار خلال المقابلة التي أجريت معه، وسئل عن التوترات بين الجماعات المتنافسة فلم يرد مباشرة، واكتفى بالقول بأن الآراء المتعارضة تعد أمرا طبيعيا جدا في الأجواء الديمقراطية التي يعيشها الليبيون هذه الأيام.

وأشار بلحاج إلى أنه سيعمل مع وزيري الدفاع والداخلية بشأن آلية لتسليم قواته أسلحتها ودمجها في المؤسسات الحكومية الجديدة، موضحا أن الوجود العسكري تراجع، مما يعد دلالة إيجابية. لكنه قال إنه من السابق لأوانه تحديد جدول زمني لتسليم الأسلحة، وإنه يعود للحكومة تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق ذلك.

وأضاف بلحاج أن هذا الأمر ليس مدرجا على جدول أعمالهم الآن، مشيرا إلى أنه حل ثنائي الجانب. وقال إنهم يطالبون الحكومة بتعيين الثوار في الوزارات والمؤسسات العامة، وإن عليهم الانتظار إلى حين الإعلان عن خطط وبرامج الوزارات المعنية، وكذلك الخطط والبرامج المقابلة التي سيطرحها الثوار، مبينا أنه «عندما تتلاقى وجهات النظر في نقطة معينة، فستكون هناك حاجة لصياغة خطة شاملة، ثم يحدث تسليم الأسلحة».

وكان بلحاج يرتدي حلة مدنية وقميصا مفتوحا عند الرقبة بدلا من زيه العسكري المموه، وقال إن هذا يرمز إلى انتقال ليبيا من حالة الحرب إلى سلطة مدنية. وتسود تكهنات بين الليبيين المقربين من الحكومة الجديدة بأن بلحاج ينوي تشكيل حزب سياسي إسلامي ينافس من أجل السلطة في الانتخابات المقررة في نحو منتصف العام المقبل.. ورغم أن بلحاج لم يذكر أي تفاصيل بخصوص خططه، لكنه قال إنه مهتم بالانتخابات المقبلة، شأنه في ذلك شأن أي ليبي آخر يهتم بالشؤون الليبية ويتابعها، موضحا أنهم يستعدون ويجهزون للمشروع السياسي المستقبلي.