قمة أوروبية ـ أميركية في واشنطن لمناقشة قضايا سياسية واقتصادية

اتهمت واشنطن بانشغالها بـ«الخطر الصيني» وحربها ضد «الإرهاب»

TT

وسط برود في العلاقات الأميركية - الأوروبية، بسبب ما يراه الأوروبيون أن الولايات المتحدة تنشغل بما تراه الخطر الصيني، بالإضافة إلى حربها ضد الإرهاب، استضاف الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس قادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة قضايا سياسية واقتصادية، وأيضا موضوعي الصين والإرهاب اللذين يشغلان واشنطن.

من أهم القضايا الاقتصادية مدى خطورة أزمة الديون في أوروبا، خاصة مع صدور تقرير أمس من مركز «موديز» لتقييم ديون الحكومات والشركات والأفراد جاء فيه أن «جميع الدول الأوروبية مهددة بتخفيض تقييم قدرتها على تسديد الديون عليها»، وأن هذه المشكلة «تزداد سريعا»، وأيضا، أمس أصدرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأوروبية تقريرا حذرت فيه من أن أوروبا «تواجه احتمال مزيد من الاضطرابات الاقتصادية الهائلة»، وأن واضعي السياسات ينبغي أن يكونوا مستعدين لمواجهة الأسوأ».

وفي البيت الأبيض، اجتمع أمس أوباما مع رئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، ورئيس اللجنة التنفيذية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون.

ويأتي اللقاء في الوقت الذي لا يخفي فيه أوباما رغبته في تقوية النفوذ الأميركي في آسيا، وهو ما ينظر إليه أحيانا من قبل الأوروبيين على أنه لا مبالاة تجاههم.

وكان أوباما قام مؤخرا بجولة استمرت أكثر من أسبوع في منطقة آسيا والمحيط الهادي بهدفين: أولا: مواجهة ما يراه الخطر الصيني، وثانيا: تحفيز الاقتصاد وسوق العمل داخل الولايات المتحدة. هذا بالإضافة إلى انشغال أوباما بالحرب ضد الإرهاب، خاصة العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان وباكستان، خاصة بسبب التوتر المستمر والمتزايد في العلاقات الأميركية - الباكستانية.

وقال مسؤولون في واشنطن إن موضوعي الطموحات الآسيوية لأوباما، وانشغال أوباما بالحرب ضد الإرهاب، لا يحجبان العلاقات الوثيقة الاقتصادية والسياسية، وأيضا العسكرية، لأميركا مع الاتحاد الأوروبي. وحسب أرقام اللجنة التنفيذية الأوروبية، فإن الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين الجانبين كانت أكثر من تريليون يورو في 2009.

وأيضا، تنظر البنوك والحكومة الأميركية بكثير من القلق إلى أزمة الديون في الاتحاد الأوروبي. هذا بالإضافة إلى أنه، قبل أقل من عام من نهاية ولايته، يواجه أوباما غضب غالبية الأميركيين على سياسته الاقتصادية في هذه الفترة التي تتميز بنسبة بطالة عالية ونمو ضعيف.

وقال جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض أمس: «نحن مستمرون في حث أوروبا على التطبيق السريع للخطة التي أعلنوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لحل أزمة الديون. ونحن ننظر خاصة إلى ظهور حكومات جديدة في إيطاليا واليونان وإسبانيا، مما يجعل هذا التطبيق أشد أهمية»».

ويتوقع أن تتطرق قمة البيت الأبيض إلى مواضيع الحرب ضد الإرهاب، خاصة التوتر في العلاقات مؤخرا مع باكستان بسبب اتهام باكستان قوات الناتو في أفغانستان بأنها هي التي قصفت قاعدة عسكرية في باكستان، قرب الحدود، قتل فيها عشرات من الجنود الأفغان.

وأيضا، تعزيز العقوبات ضد سوريا بسبب القمع الدامي الذي يمارسه نظام بشار الأسد، وأيضا تنسيق المواقف الأميركية والأوروبية تجاه التطورات الحالية في مصر. وكان الرئيس أوباما دعا، يوم الجمعة، القوات المسلحة المصرية إلى «نقل السلطة إلى المدنيين بأسرع ما يمكن».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن القمة السابقة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقدت في لشبونة في 2010. وكان الأوروبيون انتقدوا أوباما في ذلك الوقت، لأنه شارك في جزء من القمة، ولأنه قال للصحافيين: «هذه القمة لم تأخذ الكثير من اهتمامنا وهي مسلية كثيرا، كباقي القمم لأننا متفقون على كل شيء».

في ذلك الوقت، علق مسؤول أوروبي: «إذا كنا نبحث عن التسلية، فيجب أن نذهب إلى السيرك»، وأضاف: «أهداف القمم والدبلوماسية ليست التسلية، بل تنظيم الخلافات في وجهات النظر والسعي للتوصل إلى شيء مثمر».