11 قتيلا بينهم طفلتان في سوريا.. وبلدات سورية على الحدود مع لبنان تلجأ لـ«الأمن الذاتي»

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: تلكلخ تشهد عمليات انتقام مذهبية.. والشبيحة يستهدفون طوائف معينة

تظاهرة في جبل الزاوية بإدلب أمس
TT

قتل أمس 11 مدنيا في العمليات العسكرية التي تنفذها القوات النظامية السورية ضد المعارضين، في محاولة لإخماد الثورة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن 5 مواطنين قتلوا في مدينة حمص، بينهم طفلتان قتلتا في إطلاق رصاص عشوائي في حي عشيرة وأخرى في الحي ذاته برصاص حاجز أمني. وأضاف المرصد أن مواطنا آخر قتل في حي بابا عمرو برصاص قناصة، بينما قتل آخر في حي بابا الدريب برصاص قناصة. وفي محافظة ريف دمشق، قتل 5 مواطنين في بلدة رنكوس والبساتين المجاورة لها بينهم اثنان إثر جراح أصيبا بها أول من أمس، وقتل آخران بإطلاق رصاص خلال مداهمات في بساتين رنكوس بحثا عن مطلوبين للأجهزة الأمنية. وأضاف المرصد أن مواطنا (33 عاما) قتل في رنكوس إثر إصابته برصاص قناصة لدى محاولته الفرار من البلدة خوفا من الاعتقال. كما قتل مواطن في مدينة سراقب خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين. وتابع المرصد أنه «في مدينة حماه شيع جثمان مواطن يعمل سائق سيارة»، كان المرصد قد أعلن عن مقتله أمس في مدينة تلكلخ بإطلاق رصاص عشوائي.

وعلى الحدود اللبنانية - السورية، تنام وتستيقظ البلدات الحدودية اللبنانية منذ 4 أيام، لا سيما وادي خالد، على أصوات القصف العنيف الذي يدك مدينة تلكلخ السورية، الواقعة ضمن محافظة حمص التي يسقط فيها ما يزيد على 8 قتلى في الأيام الأربعة الأخيرة، بينهم اثنان قتلا أمس بالإضافة إلى عدد من الجرحى.

وكشفت مصادر ميدانية من داخل تلكلخ لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «الوضع على الأرض مأساوي، وأن الأمور تتطور نحو الأسوأ والحوادث بدأت تأخذ منذ 4 أيام منحى مذهبيا خطرا للغاية»، وقالت المصادر: «اعتبارا من يوم السبت الماضي بدأت المدينة، التي يقطنها سنة وعلويون، تشهد عمليات انتقامية كإحراق منازل وسيارات ومحال تجارية عائدة لأبناء الطائفتين، وهناك تخوف من الذهاب نحو الأسوأ في ظل تعميم الأمن الذاتي، بحيث بدأ شباب كل طائفة يقيمون حواجز على مداخل أحيائهم لحمايتها، كما أن معلومات أخرى تحدثت عن عمليات خطف متبادلة». وأكدت أن «الأهالي المحاصرين في تلكلخ يعانون نقصا في المواد الغذائية والخبز وحتى مياه الشرب».

وتتخوف المصادر الميدانية من «امتداد ما يحصل في تلكلخ إلى باقي مناطق محافظة حمص، ذات الاختلاط السني والعلوي»، محملة أجهزة الأمن السورية «مسؤولية انتشار هذه الحالة على باقي المناطق السورية، باعتبار أن هذه الأجهزة معروفة بانحيازها لفريق ضد آخر وتغذية العصبيات المذهبية من خلال الاستعانة بالشبيحة الذين يختارونهم من طائفة معينة، ليعيثوا فسادا وقتلا وترويعا بأبناء الطائفة الأخرى، وهناك مئات الوثائق عن هذه الحالات»، بحسب المصادر المذكورة.

إلى ذلك، يعيش أنباء تلكلخ، النازحون إلى وادي خالد، قلقا كبيرا نتيجة الأوضاع التي بلغتها مدينتهم، وهؤلاء يخشون على مصير أقاربهم المحاصرين في الداخل، لا سيما أنهم لا يستطيعون الاتصال بهم إلا عبر هواتف لبنانية جوالة وهي نادرة، لا سيما أن أصوات القصف والاشتباكات تصل إلى مسامعهم بوضوح، الأمر الذي يزيد من هاجسهم. ويتزامن ذلك مع استحالة دخول أي شخص منهم إلى تلكلخ وإن عبر التسلل، بعدما أنهى الجيش السوري زرع الألغام على طول الحدود وأحكم انتشار عناصره عليها بشكل محكم.

هذا الواقع القائم في تلكلخ ينسحب أيضا على جارتها مدينة القصير، القابعة منذ أشهر تحت الحصار الأمني والعسكري، التي كانت خلال اليومين الماضيين عرضة للقصف والمداهمات واعتقال عدد من أبنائها على خلفية المظاهرات الليلية التي تنظم في أحيائها الداخلية، وقال أحد الناشطين في القصير لـ«الشرق الأوسط»: «لقد سقط شهيدان أمس (أول من أمس) برصاص عناصر الأمن، وعدد من الجرحى»، معتبرا أن «المداهمات والاعتقالات باتت أمورا روتينية ويومية مع ما تخلفه من خسائر بشري ة»، لافتا إلى أن «المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي استحالة نقل الجرحى إلى المستشفى خوفا من تعرضهم للاعتقال».