العراق يشكل لجنة لتوحيد المواقف الداخلية من الأزمة السورية

بارزاني يلتقي بقيادة المجلس الوطني الكردي بسوريا

TT

يبحث العراق اتخاذ موقف سياسي موحد حيال الأزمة السورية بعد إعلان الحكومة العراقية تحفظها على قرار الجامعة العربية الذي فرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وقال عباس العامري مسؤول إعلام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب إن «اللجنة عقدت اجتماعا مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي لدراسة مجريات الأحداث في سوريا». وأضاف أن «الاجتماع تمخض عن تشكيل لجنة تخصصية مختصرة لعقد اجتماعات منفردة مع رئيس الجمهورية والوزراء والبرلمان لدراسة الأحداث والخروج بموقف موحد للعراق تجاه ما يجري في سوريا».

وانقسمت القوى السياسية في العراق في مواقفها حيال الأزمة السورية بين مؤيد ومعارض. وامتنعت الحكومة العراقية عن التصويت لصالح فرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعتبر أن استقرار المنطقة مرتبط بأمن واستقرار سوريا التي تشهد حركة احتجاجات بينما دعت كتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي دمشق لتنفيذ قرارات الجامعة تفاديا لتدخل أجنبي في شؤونها.

وفي سابقة تشكل نقطة تحول مهمة في موقف قيادة إقليم كردستان مما يجري من أحداث داخل سوريا، اجتمع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في منتجع صلاح الدين حيث مقره الرسمي أول من أمس بقادة وأعضاء المجلس الوطني الكردي السوري الذي يمثل 11 حزبا وتنظيما سياسيا لأكراد سوريا، إضافة إلى ممثلي 11 تنظيما مستقلا يمثلون مختلف الشرائح الكردية في سوريا.

ورغم أن المعلومات التي تلقتها «الشرق الأوسط» في وقت سابق ونشرتها في تقارير سابقة تؤكد عقد عدة لقاءات جانبية بين ممثلي بعض الأحزاب الكردية السورية مع قيادة الإقليم، ولكن خطوة بارزاني هذه تضع النقاط على الحروف، كما تضع حدا لمحاولة بعض القيادات الكردية إخفاء اتصالاتها وتحركاتها دفعا للحرج مع القيادة السورية، باتجاه دعم الثورة الشعبية المندلعة في سوريا، خصوصا دعم الجانب الكردي في تلك الثورة. وقد أكد رئيس الإقليم بارزاني أن «قيادة إقليم كردستان تدعم بكل قوة مطالب الشعب السوري ورغبته في التغيير، بمن فيهم الكرد السوريون، الذين ندعوهم إلى التعامل بكل دقة وحكمة مع الأوضاع الراهنة في سوريا، فالمهم عندنا هو تحقيق الديمقراطية في هذا البلد، والاعتراف الكامل بحقوق الشعب الكردي هناك، ويجب أن تثبت تلك الحقوق في الدستور القادم لسوريا، وعلى الكرد أن يتقاربوا مع القوى والأطراف التي تحرص على تحقيق هذه الحقوق المشروعة للشعب الكردي».

وأعلن بارزاني أن «إقليم كردستان يؤكد دعمه الكامل لجهود الأحزاب السياسية الكردية في سعيها لتثبيت حقوق شعبها، ونحن سعداء بوحدة الموقف الكردي والأحزاب السياسية الكردية تجاه تعاملها مع الوضع الحالي، وأن هذا الاجتماع بالنسبة لكم ولنا ولجميع أبناء الشعب الكردستاني هو اجتماع مهم ومصيري، والهدف الأساسي منه هو بحث وضع الكرد في سوريا ليتمكن إقليم كردستان في إطار ذلك من أن يقوم بدوره التاريخي لدعم حركة الشعب الكردي هناك».

لكن بارزاني لفت إلى أنه «من الضروري أن تكون رسالة الشعب الكردي رسالة سلام، وأن يجعل ممثلوه سياسة التعايش السلمي ونكران الذات منهجا للتعامل مع القوى الديمقراطية، ويجب أن لا تكون الأطراف الكردية جزءا من الصراعات الطائفية، إذا ما حدثت لا سمح الله، لأننا أصحاب قضية قومية وليست طائفية، وعلينا دائما أن نركز على المشتركات الوطنية والتعايش السلمي والأخوي مع جميع المكونات السورية الأخرى، وأن ندافع عن حقوق إخواننا المسيحيين وغيرهم». ودعا بارزاني أعضاء المجلس إلى إيلاء اهتمام أكبر بطبقة الشباب والمرأة، وطلب تشكيل لجنة منبثقة عن المجلس الوطني الكردي للتحاور والتفاوض مع الأطراف الأخرى المعنية بالمشكلات التي تتعرض لها سوريا في هذه المرحلة، سواء كانت مشكلات في الداخل أو الخارج. وعرض أعضاء المجلس الوطني الكردي السوري نتائج المؤتمر الكردي الذي عقد في مدينة القامشلي مؤخرا، والذي أسفر عن تشكيل هذا المجلس الوطني الكردي، وثمنوا مواقف قيادة الإقليم، وخصوصا موقف بارزاني الداعم للانتفاضة الشعبية في سوريا.