«القضائية العليا للانتخابات المصرية»: انتهاء المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان.. ونتائج الفردي اليوم

مسؤول بوزارة الداخلية لـ «الشرق الأوسط»: وعي الشعب سر نجاحها

مسؤولو اللجنة العليا للانتخابات ينقلون صناديق الاقتراع تحت حراسة قوات الجيش بعد انتهاء المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات المصرية، الليلة الماضية عن انتهاء المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان، قائلا إن نتائج المرشحين بالنظام الفردي ستعلن اليوم (الأربعاء)، بينما سيتم إرجاء نتيجة مرشحي القوائم الحزبية، وذلك بعد أن بدأت عمليات فرز الأصوات فور انتهاء الاقتراع في تسع محافظات مساء أمس. وقال اللواء هاني عبد اللطيف، رئيس غرفة عمليات الانتخابات، نائب مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية المصرية لـ«الشرق الأوسط» إن وعي الشعب هو سر نجاح عملية الاقتراع غير المسبوقة في البلاد منذ عقود.

واتسمت عملية الاقتراع في مرحلتها الأولى بالهدوء الذي غلب على معظم لجان الاقتراع في مصر أمس، عدا بعض مناوشات محدودة في عدة محافظات. واستمر المصريون أمس في توافدهم إلى اللجان الانتخابية وسط قلة أعداد الناخبين مقارنة باليوم الأول للانتخابات.

وتوقعت مصادر رسمية مصرية أمس أن تصل نسبة التصويت في هذه المرحلة من الانتخابات لأكثر من 70 في المائة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت، نحو 17 مليون مواطن في المحافظات التسع التي تحتضن المرحلة الأولى من الانتخابات، وهي نسبة - إن صحت - ستكون كبيرة مقارنة بالانتخابات البرلمانية التي جرت في مصر في العقود الأخيرة.

ولليوم الثاني على التوالي تفقد الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، عددا من اللجان الانتخابية في القاهرة، للاطمئنان على سير عملية الاقتراع وتأمين اللجان والصناديق الانتخابية.

إلى ذلك أكد اللواء عبد اللطيف، أن العملية التأمينية للمرحلة الأولى من الانتخابات التي أجريت في تسع محافظات على مستوى الجمهورية شملت القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والفيوم وكفر الشيخ ودمياط والبحر الحمر وأسيوط والأقصر، تمت بنجاح كامل. وقال عبد اللطيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم تشهد اللجان والمقار الانتخابية أي اشتباكات أو أعمال عنف على مدار يومي الاقتراع، باستثناء واقعة عنف واحدة شهدتها محافظة أسيوط في اليوم الأول من الانتخابات، بالإضافة إلى بعض الأحداث البسيطة التي تم التعامل معها بسرعة ومعالجتها في بدايتها». وأكد عبد اللطيف أن الأجهزة الأمنية واجهت تحديات كبيرة في سبيل تأمين الشارع المصري واللجان الانتخابية في آن واحد، والخروج بالانتخابات بهذا المنظر الحضاري الذي كانت عليه، موضحا أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قامت بالتنسيق مع رجال القوات المسلحة بالاستعداد منذ نحو ثلاثة أشهر لتأمين اللجان والمقار الانتخابية على مستوى الجمهورية، حيث تم وضع خطط التأمين لضمان عدم حدوث ما من شأنه تعكير صفو العملية الانتخابية وتعطيل حركة التحول الديمقراطي التي تشهدها مصر لأول مرة في تاريخها عقب ثورة «25 يناير»، مؤكدا أن أحد أهم أسباب نجاح تأمين العملية الانتخابية هو وعي المواطن المصري، والتزامه الكامل بالإجراءات والقواعد المحددة سلفا لعملية التصويت.

من جهته، أكد المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات، في المؤتمر الصحافي اليومي لمتابعة سير العملية الانتخابية، أن عمليات فرز الصناديق ستتم في أماكن اللجان العامة. وأكد إبراهيم أنه تم إغلاق اللجان بالشمع الأحمر ليلة أول من أمس بعد انتهاء اليوم الأول من التصويت، ولا توجد شكوى واحدة في هذا الصدد.

وأرجع إبراهيم ذلك إلى قيام القيادة العسكرية للجيش وقوات الشرطة بمهامهم على أكمل وجه، موضحا أنه سيتم الإعلان اليوم (الأربعاء) عن نتائج المرشحين للمقاعد الفردية، إضافة إلى إعلان عدد الأصوات التي حصلت عليها القوائم الانتخابية دون الإعلان عن أسماء الفائزين منها، نظرا لأن القوائم لا يمكن الإعلان عنها إلا بعد انتهاء العملية الانتخابية بمراحلها الثلاث.

وأكد إبراهيم أن عملية التصويت استمرت بالأمس داخل اللجان الانتخابية حتى آخر ناخب لتمكينه من الإدلاء بصوته، وأن اللجنة استطاعت توفير صناديق اقتراع جديدة بعد أن امتلأت غالبية الصناديق بسبب الإقبال الكبير من الناخبين. وأشار إبراهيم إلى بعض السلبيات التي شابت اليوم الثاني للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، حيث تم فتح بعض اللجان متأخرة عن الموعد المحدد، بالإضافة إلى حدوث بعض المناوشات داخل اللجان وبعض الحوادث الفردية خارج اللجان.

وأكدت وزارة الصحة المصرية أمس في بيان لها أنه لم تحدث أي وفيات أثناء العملية الانتخابية في مرحلتها الأولى في المحافظات التسع التي أجريت فيها الانتخابات بسبب الاشتباكات، وأن حالة الوفاة الوحيدة كانت لسيدة توفيت نتيجة لأزمة قلبية أثناء انتظارها أمام إحدى لجان التصويت للإدلاء بصوتها مساء أول من أمس.

وشهدت القاهرة أمس إقبالا متوسطا من قبل الناخبين المصريين بعد أن شهد اليوم الأول من الانتخابات إقبالا كبيرا فاق توقعات الكثير من المراقبين، وباستثناء بعض المخالفات القانونية من بعض الأحزاب التي استمرت في الدعاية الانتخابية أمام اللجان بالقاهرة في يوم الانتخاب، سارت العملية الانتخابية بهدوء كبير بفضل حرص قوات الأمن بالتعاون مع قوات الجيش المصري على تنظيم اللجان من الداخل والخارج.

ولم يعكر صفو العملية الانتخابية الهادئة بالقاهرة إلا بعض المناوشات والاشتباكات بين عدد من الناخبين ومندوبي الأحزاب خارج اللجان، بالإضافة لتأخر فتح اللجان عن موعدها المحدد في بعض الدوائر، مما تسبب في غضب الناخبين.

إلى ذلك، تقدمت بعض الأحزاب بعمل محاضر ضد حزب جماعة الإخوان المسلمين (الحرية والعدالة) تتهمه بمخالفة القواعد الانتخابية ومحاولات مندوبيه توجيه الناخبين للتصويت له والاستمرار بالدعاية أمام اللجان الانتخابية، وأكد تحالف «الكتلة المصرية» الذي يضم أحزابا ليبرالية ويسارية هي «المصريين الأحرار» و«المصري الديمقراطي الاجتماعي» و«التجمع»، استمرار الدعاية الانتخابية وزيادتها من قبل حزب الحرية والعدالة وبعض الأحزاب السلفية في اليوم الثاني للانتخابات.