مسؤول حكومي لـ «الشرق الأوسط»: نجاح الجنزوري مرهون بإزالة العقبات التي واجهت شرف

رئيس الوزراء المكلف واصل مشاوراته وسط انقسامات بين شباب الثورة

TT

بينما يواصل رئيس الوزراء المكلف، الدكتور كمال الجنزوري، مشاوراته مع القوى السياسية لتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني الجديدة لخلافة حكومة تسيير الأعمال الحالية التي يرأسها الدكتور عصام شرف، وسط انقسامات في أوساط قيادات الشباب بميدان التحرير - قال مسؤول حكومي رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن نجاح حكومة الجنزوري القادمة مرهون بالقدرة على إزالة العقبات التي واجهت حكومة شرف، وعلى رأس هذه العقبات اضطراب حالة الأمن وغياب القانون والنظام، والإعلام ذو النزعة التحريضية.

وقال مصدر مسؤول إن الدكتور الجنزوري خصص مكتبا في مقر المعهد القومي للتخطيط بالقاهرة لاستقبال القيادات السياسية والشبابية للتشاور معها حول تشكيل الحكومة الجديدة التي يأمل المصريون أن تكون «حكومة إنقاذ وطني»، لكنه حذر من فشل الحكومة المرتقبة في النجاح أو تحقيق أداء يفوق ما قامت به حكومة الدكتور شرف، إذا لم يتم التوافق مع المجلس العسكري الحاكم على منحها صلاحيات لتذليل عدد من العقبات.

وأضاف المصدر، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن على رأس هذه العقبات التي عانت منها حكومة شرف الأمرين، هي «حالة الاضطراب في الوضع الأمني الذي من المفترض أن تقوم به الشرطة»، و«غياب القانون والنظام عن الشارع المصري» منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، إضافة إلى «الانفلات الإعلامي ذي النزعة التحريضية المهيجة للرأي العام، المتحفز أصلا في هذه المرحلة». والتقى الجنزوري، أمس، أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم)، وواصل مع المجلس الأعلى التشاور بشأن مجلس استشاري مقترح يعاون الحكومة في إدارة شؤون البلاد مستقبلا. كما استقبل الرجل البالغ من العمر 78 عاما، وكان رئيسا للوزراء مكروها من رجال مبارك في التسعينات، عددا من القيادات السياسية، لكنه أكد أنه لم يلتق أيا من المرشحين لتولي حقائب وزارية في حكومته الجديدة، قائلا إن الشخصيات التي استقبلها بمقر المعهد القومي للتخطيط بحث معها التشكيل الوزاري فقط دون إقحام المشكلات والاقتراحات والمشروعات في اللقاء.

وقابل الجنزوري منذ يوم الجمعة الماضي فئات مختلفة، يقول إنها تمثل كافة طوائف المجتمع وشرائحه. وأوضح أمس أنه التقى ثلاثة من الشخصيات الكبيرة المهمة التي لها باع طويل في المجال السياسي، للتناقش معهم والتباحث حول الأسماء المقترحة للدخول في الوزارة الجديدة، وأنه «يتم حاليا البحث عن بعض الشباب لتولي عدد من الوزارات في الحكومة».

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إن مقر معهد التخطيط الذي يجري به الجنزوري مقابلاته شهد العديد من المشادات أمس بين مجموعات ممن يقولون إنهم ممثلون لميدان التحرير والذين حضروا لمقابلة الدكتور الجنزوري، وذلك بعد أن أعلنت كل مجموعة أنها فقط ودون من سواها تمثل المعتصمين في ميدان التحرير وأنهم جاءوا للتشاور مع رئيس الوزراء المكلف، حيث دخلوا في مشادات بين بعضهم البعض، مهددين بإثارة الميدان على الحكومة الجديدة إذا لم يتم الاستماع لكل منهم على حدة.