طوابير المصريين أمام المقار الانتخابية تتصدر عناوين الصحف الأجنبية

«نيويورك تايمز»: الانتخابات نفست الغضب الشعبي بعد مواجهات ميدان التحرير

مئات المصريين يصطفون أمام إحدى اللجان انتظارا لدورهم في التصويت بالمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية الأولى بعد ثورة 25 يناير (أ.ب)
TT

مثلما تصدرت أحداث ثورة «25 يناير» الماضي الصفحات الأولى في الصحف العالمية؛ تكرر الحال مع الانتخابات البرلمانية المصرية، كونها أول انتخابات بعد الثورة، حيث تابعت الصحف الأميركية والأوروبية عن كثب إجراءات المرحلة الأولى من الانتخابات، وحملت عناوينها الإشادة بطوابير الناخبين الطويلة أمام مقار اللجان، مما ميز العملية الانتخابات.

ففي صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تصدرت العناوين أجواء الهدوء والاستقرار غير المتوقعة التي شهدتها عملية التصويت، ولم تنس الصحيفة الإشارة إلى بعض المشكلات المتعلقة بالتنظيم والتي وقعت في بعض الدوائر الانتخابية، مثل تأخر أو عدم وصول القضاة. وأوضحت أن الانتخابات مثلت متنفسا للمصريين بعد حالة الغضب العارمة، التي اجتاحت مشاعرهم جراء الأحداث الدامية التي وقعت يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في ميدان التحرير واستمرت طوال الأسبوع الماضي، وبسببها طالب جموع المتظاهرين بميدان التحرير المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الذي يدير شؤون البلاد) بالتخلي عن الحكم وسرعة التحول إلى سلطة مدنية.

وأضافت الصحيفة في تغطيتها، أنه على الرغم من مطالبات بعض قوى التحرير بمقاطعة الانتخابات؛ فإن بعض قادة المتظاهرين طالبوهم بالتوجه لصناديق الاقتراع، على الرغم من اختلاف الرؤى والتوجهات حول الاقتراع، وهو ما استنزف وجود بضعة آلاف من المعتصمين بالتحرير. كما تناولت الصحيفة بعض آراء الناخبين وهم واقفون في الطوابير الطويلة لعدة ساعات للإدلاء بأصواتهم، حيث أعرب بعضهم عن استمرار وجود حالة من عدم الثقة والظلم، ولكن على الرغم من ذلك يعتبر صوته هو الطريق لمن يحاسبه أو يلقي اللوم عليه مستقبلا.

أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، فأشادت بحرص المصريين واهتمامهم بالمشاركة في أول انتخابات برلمانية حرة نزيهة تجرى في مصر، وقالت الصحيفة إن الانتخابات تعتبر أداة تعكس قوة اللاعبين الأساسيين على ساحة السياسة المصرية، وكيف أنها ستحدد مسار إحدى أهم الدول الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ إذا كانت ستتوجه نحو دولة أكثر إسلاما.

وفي تقرير آخر أشارت الصحيفة، وشاركتها في ذلك صحيفة «لوموند» الفرنسية، إلى أداء البورصة المصرية الإيجابي غير المتوقع في ثاني أيام الاقتراع، وكيف ارتفع المؤشر الرئيسي EGX30 بنحو 5.8 في المائة، ووصفته بأنه الأفضل على مدار الأسابيع الماضية، والذي أرجعته للانتخابات البرلمانية.

كذلك ألقت صحيفة «تلغراف» البريطانية الضوء على طوابير الناخبين التي تعبر عن بداية تبشيرية حول المرحلة الديمقراطية القادمة في مصر بعد الاضطرابات التي وقعت الأسبوع الماضي.

بعنوان «حماس رائع في الانتخابات المصرية»، خرجت صحيفة «جودبرجز بوستن» السويدية، والتي أفردت تقريرا خاصا لتغطية الانتخابات البرلمانية المصرية، بينما غطت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أحداث الانتخابات من إحدى الدوائر الانتخابية في حي شبرا، أحد أحياء القاهرة المعروف بأن غالبية قاطنيه من الأقباط، وصدرت الصحيفة عنوانيها بأن أقباط مصر مذعورون من إمكانية اكتساح جماعة الإخوان المسلمين لمقاعد البرلمان. من جهتها، نقلت صحيفة «يدعوت أحرونوت» الإسرائيلية أخبار الانتخابات المصرية من وكالات الأنباء العالمية، بينما عكست إحدى مقالات الرأي، للكاتبة جلورا إيلاند، تخوف الشارع الإسرائيلي من التغيير الذي سيطرأ على السياسة المصرية بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك، وحللت المقالة بأنه في أسوأ حالات تخوف الشارع الإسرائيلي من حكم الإسلاميين؛ فهذا لن يدفعهم لخوض حرب مع إسرائيل.. وذلك لعدة أسباب، أولها أن الواقع السياسي المصري يتطلب من الحكومة القادمة التركيز على إعادة استقرار الأوضاع، كما أن الشاغل الأكبر للنظام هو التركيز على الوضع الاقتصادي المتدهور.

في تركيا، اهتمت الصحف التركية الصادرة أمس بأخبار الانتخابات البرلمانية المصرية، وربطت صحيفة «حرييت دايلي نيوز» بين بزوغ أشعة الشمس في سماء القاهرة صبيحة يوم الانتخابات وبين الأمل الذي دفع المصريين للاستيقاظ في الساعات الأولى من الصباح للاصطفاف في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم.