«كتائب عبد الله عزام» تتبنى إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل

تل أبيب: «القاعدة» فتحت جبهة جديدة ضدنا في لبنان

جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يتفقدون موقع سقوط الصواريخ على الجانب الإسرائيلي أمس (رويترز)
TT

تبنت «كتائب عبد الله عزام - قاعدة الجهاد»، التي تعتبر أحد فروع تنظيم «القاعدة في بلاد الشام»، عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وقالت إن هذه الصواريخ أصابت أهدافها. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن السلطات الإسرائيلية حملت مسؤولية إطلاق صواريخ كاتيوشا من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي للحكومة والجيش اللبناني، لافتة إلى أنها تنظر بخطورة إلى هذا الحادث.

وأوضحت قيادة الجيش اللبناني أنه «عند منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، أقدمت عناصر مجهولة على إطلاق صاروخ من خراج بلدة رميش باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد تبع ذلك إقدام قوات العدو الإسرائيلي على إطلاق 4 قذائف مدفعية سقطت داخل الأراضي اللبنانية بين بلدتي رميش وحانين الحدوديتين من دون وقوع إصابات في الأرواح».

ولفت الجيش اللبناني إلى أن «وحداته المنتشرة في المنطقة وضعت فورا في حال استنفار، واتخذت تدابير أمنية مشددة بما فيها تسيير دوريات مكثفة، كما تولت لجنة عسكرية التحقيق لكشف الجهة التي أطلقت الصاروخ وتوقيف أفرادها، والعمل على سد الثغرات التي يمكن أن تستغلها أي جهة للقيام بأعمال مماثلة»، مؤكدا «التنسيق المباشر مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان».

بدورها، أعلنت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل» أنها و«بالتعاون مع الأطراف المعنية، تحقق في الوقت الراهن على الأرض لتحديد الوقائع وملابسات حادثة إطلاق الصواريخ من خراج منطقة رميش في جنوب لبنان على إسرائيل».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبر الناطق باسم قوات اليونيفيل في لبنان نيراج سينغ أن «الهدف من إطلاق الصواريخ كان واضحا جدا بأنه لزعزعة أمن المنطقة، لذلك تحركت اليونيفيل مباشرة بعد الحادثة لضمان عدم التصعيد وممارسة الفريقين اللبناني والإسرائيلي أقصى درجات ضبط النفس»، لافتا إلى أنه «وفي الوقت الحالي، يتعامل الطرفان بإيجابية وتعاون تام معنا مؤكدين التزامهما بوقف الأعمال العدائية تطبيقا للقرار الدولي 1701».

وأشار سينغ إلى أنه «وبالتعاون الوثيق مع الجيش اللبناني تم تعزيز الترتيبات الأمنية في المنطقة من خلال نشر قوات إضافية من أجل منع تكرار حوادث من هذا النوع والحفاظ على الهدوء في المنطقة»، وأضاف: «في الوقت نفسه، تم إيفاد فرق للتحقيق على الأرض وعلى كلا الجانبين، ففي لبنان نعمل مع القوات المسلحة اللبنانية لتحديد موقع الإطلاق، وفي إسرائيل نتفقد تأثير الصواريخ»، وإذ لفت إلى أن «التحقيقات لا تزال جارية لتحديد ما حصل بالتفصيل»، شدد على «ضرورة وأهمية التعرف إلى مرتكبي الهجوم والقبض عليهم».

من جهة أخرى، أعربت مصادر عسكرية إسرائيلية عن قلقها مما سمته «فتح جبهة جديدة لتنظيم القاعدة ضد إسرائيل من لبنان»، وذلك في أعقاب الإعلان عن أن «كتائب عبد الله عزام» هي التي أطلقت أربعة صواريخ كاتيوشا من الجنوب اللبناني باتجاه بلدات الشمال في إسرائيل. وقالت هذه المصادر إن «هذا التطور خطير للغاية»، وحملت الحكومة اللبنانية «مسؤولية كل ما ينجم عن هذا التنظيم».

وقالت هذه المصادر، أمس، إن «كتائب عبد الله عزام هي التي تدير النشاط الإرهابي لتنظيم القاعدة في سيناء المصرية ولها قواعد في قطاع غزة أيضا، وامتداد نشاطها إلى الجنوب اللبناني يشكل ارتفاع درجة جديدة في عملها ضد إسرائيل وبقية دول المنطقة». وقالت إن «أجهزة الأمن الإسرائيلية تلقت الأوامر لمعالجة هذه الظاهرة بكل حزم وشدة».

وكان أول رد فعل سياسي في إسرائيل أنها حملت حكومة لبنان مسؤولية القصف، وبدأت تفتش عن دور لحزب الله أو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة (التنظيم الذي يقوده أحمد جبريل). ولكن بعدما نفى التنظيمان بشكل قاطع أية علاقة بالقصف، اعتبرت إسرائيل هذا القصف هامشيا. وقالت إنه صادر عن «تنظيم يريد إثبات وجوده»، أو «تنظيم مرتبط بإيران أراد الرد على الانفجار الجديد الذي وقع في أصفهان بحجة أن إسرائيل تتحمل مسؤوليته». ولكن عندما صدر بيان عن كتائب «عبد الله عزام» يتبنى العملية، تغيرت اللهجة الإسرائيلية وبدأوا يتحدثون عن «تطور خطير». وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن القيادة العسكرية لمنطقة الشمال في الجيش قد رفعت مستوى حالة التأهب.

وفي الوقت نفسه، راحت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتساءل عن سبب عدم تشغيل منظومة «القبة الحديدية» وأجهزة الإنذار لتحذير السكان، مؤكدة أن عدم وقوع مصابين صدفة فقط. وتبين من التحقيقات الأولية أن الجيش كان قد أطفأ أجهزة إنذار قبل هذا القصف، فاعتبر الأمر بمثابة «فضيحة إهمال»، وتساءلت: «المسؤولون الإسرائيليون يبثون حالة رعب بين صفوف المواطنين بسبب تضخم ترسانة الأسلحة لدى حزب الله ويتحدثون عن خطر نشوب حرب شاملة ضد إسرائيل، يأخذ فيها حزب الله دورا مركزيا، فكيف يستقيم هذا التخويف مع حقيقة أن الجيش يطفئ أجهزة إنذار؟». وينطوي هذا التساؤل على تشكيك في الرواية الإسرائيلية حول الخطر من حزب الله.