أبو مازن: اعتراف حماس بإسرائيل قد يطرح للنقاش

عبد ربه يحذر من المساس ببرنامج المنظمة وهو ضمان المصالحة

محمود عباس
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إن رفض حركة حماس الاعتراف بإسرائيل قد يطرح على بساط البحث، خلال جولة المفاوضات المقبلة بين فتح والحركة الإسلامية، مؤكدا أن الأمر لم يناقش في جولات ماضية. غير أن أبو مازن لم يشر إلى أن اعتراف حماس بإسرائيل سيكون مطلوبا لتحقيق المصالحة وتشكيل الحكومة الفلسطينية المرتقبة، والسير قدما، كما طلبت كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بل أكد في حديث للصحافيين في فيينا عقب اجتماعه برئيس النمسا هينس فيشر، أن الحكومة الفلسطينية الجديدة التي سيتم تشكيلها ستضم شخصيات مستقلة وتكنوقراط، ولن تهيمن عليها أي من الحركتين (أي فتح وحماس). وتوقع أبو مازن أن تعقد الانتخابات الفلسطينية في 4 مايو (أيار) من العام المقبل، وقال «أحد أهداف الانتخابات إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي».

وترفض حماس فكرة الاعتراف بإسرائيل، غير أنها أبدت تغييرا مهما في موقفها من موضوع المقاومة، ووافقت على اعتماد نهج المقاومة المسلحة في هذه المرحلة، حسبما أعلن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

ومن المفترض أن تناقش فتح مع حماس في جولات حوار مقررة الشهر المقبل، جملة من القضايا المفصلية، أهمها تشكيل حكومة توافق وطني، والذهاب نحو انتخابات تنهي الانقسام، بالإضافة إلى ملفات الهيئة القيادية العليا ومنظمة التحرير والأمن والمصالحات العشائرية.

وحذر ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من تركيز الحوارات بين فتح وحماس على ترتيبات من شأنها تكريس الانقسام، معتبرا أن اللقاءات المقبلة للفصائل يجب أن تركز على الموضوع السياسي، وقال: «لا مجال للحديث عن توافق وطني جدي من دون توافق فعلي على البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية». وأضاف: «علينا صوغ خطة سياسية تزيل خطر الانقسام وتواجه خطر الخطط الإسرائيلية». وأردف: «الحوار يجب أن يكون سياسيا عن الخطر الإسرائيلي وليس ترتيبات تكرس الوضع الحالي».

وفي هذا السياق، طالب عبد ربه بضرورة الحفاظ على منظمة التحرير كإطار ممثل لكل أبناء الشعب الفلسطيني وعدم المس بالبرنامج السياسي لها.

وحذر عبد ربه من استمرار الانقسام بشكله الحالي، قائلا إنه سيقود الفلسطينيين بعد أعوام إلى واقع تتحول فيه الضفة إلى تجمعات متناثرة، بينما ينعزل القطاع عن الضفة.

وقال عبد ربه إن بقاء حكومتين في الضفة وغزة يهدد بتكريس الانقسام، مطالبا بالاتفاق على إقامة حكومة واحدة. وأضاف للصحافيين: «إن عدم وجود حكومة واحدة تشرف على الانتخابات قد يقود إلى تشكيك أحد الأطراف بنتائج هذه الانتخابات ورفضها». وتابع: «حماية الكيانية الفلسطينية تتطلب تشكيل حكومة أو هيئة وطنية تقلل من مخاطر الفصل إلى كيانين، وهو ما يرمي إليه المشروع الإسرائيلي».

واتهم عبد ربه إسرائيل باستغلال الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية في رسم خريطة جديدة للضفة الغربية وغزة. وأوضح أن «مجمل المشاريع الاستيطانية التي أقرتها إسرائيل مؤخرا يهدف إلى تحقيق هذا الهدف، وقد نجد أنفسنا بعد عام من الآن أمام واقع جديد في الضفة».

واعتبر أن الخطر الداهم يتمثل في «أن تقرر إسرائيل نوع الحل الذي تريد»، إذ «تسعى إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة وإبقاء تجمعات متناثرة، ودفع قطاع غزة إلى الانعزال بعيدا عن الضفة».

وأكد عبد ربه أن الجهد الفلسطيني يتركز على إثارة اهتمام دولي في الخطة الإسرائيلية، لكنه أشار إلى أن العالم منشغل بأمور أخرى من الانتخابات الأميركية إلى «الربيع العربي». ونفى وجود خلافات بينه وبين الرئيس، قائلا: «إن ذلك غير صحيح ومحض إشاعات»، وأضاف: «لا يوجد شي أصلا لأختلف عليه مع الرئيس.. قيل لي إن هناك وثائق لويكيليكس تقول ذلك، إلا أنني حتى لم أجد أي أثر لهذه الوثائق على الإنترنت».