النجيفي يقول إنه كان المستهدف بالتفجير الانتحاري.. ويحمل الحكومة المسؤولية

المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان: كان مقررا أن يخرج من مبنى البرلمان وقت التفجير لكنه تأخر

TT

هيمن حادث التفجير بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، الذي وقع في قلب المنطقة الخضراء ببغداد، أول من أمس، على وقائع جلسة استجواب أمين بغداد صابر العيساوي من قبل النائب عن دولة القانون شروان الوائلي. القنبلة التي وعد العيساوي بتفجيرها قبيل استجوابه تم التراجع عنها لأسباب لا تزال غامضة، لكن الانتحاري الذي تمكن من التسلل إلى المنطقة الخضراء واستقل سيارة سوداء تشبه سيارات موكب رئيس البرلمان العراقي، أسامة النجيفي، هو من تكفل بذلك ليصرف وبقوة الأنظار عن جلسة الاستجواب التي وصفت بـ«التاريخية».

وحمل النجيفي الحكومة مسؤولية الخرق الأمني قرب البرلمان أول من أمس، مطالبا إياها بالكشف عن ملابسات الحادث. وقال أكرم العبيدي، الناطق باسم رئيس البرلمان العراقي، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، أمس، إن الحادث حصل من «داخل المنطقة الخضراء التي جل سكانها من رجال وأركان الدولة المحصنة أمنيا ومعززة بأجهزة السونار وبوجود مفارز داخلية تباعا، وتم اختراقها بشكل متسلسل حتى اصطدمت بالحاجز الأمني الوحيد لمجلس النواب الذي لم يشهد أي خرق أمني سابقا، في محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية والاعتدال السياسي والتسامح الديني والمذهبي المتمثلة بشخص رئيس مجلس النواب». وأضاف العبيدي أن «وقت التفجير كان توقيت خروج رئيس مجلس النواب من البوابة التي يخرج منها»، معتبرا أن «غياب المهنية العسكرية والحس الأمني لدى عناصر الأمن الموجودين في داخل المنطقة الخضراء» هو السبب خلف ما حصل. وأوضح أن «رئاسة مجلس النواب عزمت على خوض غمار كل التحديات التي رافقتها تصريحات إعلامية من البعض تحاول المساس بالمجلس ورئاسته المتمثلة بكل أطياف الشعب». ولم يستبعد الناطق باسم النجيفي «استمرار حملات الاستهداف بكل أشكاله اللاأخلاقية وصولا للتصفية الجسدية لبعض النواب المخلصين لشعبهم والأوفياء لقسمهم». وحمل الحكومة المسؤولية عن هذا الخرق الأمني الذي وصفه بالمخجل، ودعاها إلى «كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء، والتحول من بوتقة المعالجات الظرفية إلى المعالجة الحقيقية بتجفيف منابع وحواضن الإرهاب»، على حد وصفه.

بدوره قال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب أيدن حلمي: «إن الانفجار الذي وقع اليوم (أول من أمس) ناجم عن عملية انتحارية أكيدة تستهدف رئيس البرلمان أسامة النجيفي». وأوضح أن «انتحاريا كان يقود سيارة مشابهة لسيارات موكب رئيس البرلمان حاول الدخول من بوابة الشخصيات المهمة، ربما للانضمام إلى الموكب، إلا أن الحراس طلبوا منه بطاقة خاصة لم يكن يملكها». وأضاف أن «المهاجم عاد بسيارته إلى الوراء فاصطدم بسيارة أخرى ثم بالرصيف، وسرعان ما ترجل من سيارته ليساجل سائق السيارة الأخرى، قبل أن يفجر نفسه». وذكر حلمي أنه «كان من المفترض أن يكون النجيفي خارجا من البرلمان حينها، إلا أنه تأخر عن موعده».

إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني عراقي رفيع أمس التوصل إلى خيوط مهمة تتعلق بالتفجير، مؤكدا الإعلان عن نتائج التحقيق قريبا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اللواء قاسم عطا، الناطق باسم قيادة عمليات بغداد، أن «رئيس الوزراء (نوري المالكي) أمر بإجراء تحقيق فوري حول الانفجار». وأكد أن «اللجنة التحقيقية توصلت إلى خيوط مهمة لا يمكن الكشف عنها في الوقت الحاضر قبل انتهاء التحقيق بصورة كاملة»، موضحا أن «نتائج التحقيق سوف تعرض للرأي العام». وكانت مصادر أمنية أفادت في وقت سابق بأن شخصين على الأقل قتلا وأصيب نائب عراقي بجروح جراء الانفجار، في حين قال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن «شخصين قتلا في سقوط قذيفة (هاون) على موقف للسيارات قرب مجلس النواب».

بدوره، قال القيادي في التحالف الكردستاني وعضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، شوان محمد طه، لـ«الشرق الأوسط»: «إن العدو سواء تمثل في (القاعدة) أو غيرها من المجاميع المسلحة، لا تزال هي من تفاجئ الأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية، وبالتالي فإن زمام المبادرة ما زال في أيديها وليس في أيدي أجهزتنا»، معتبرا أن «الخروقات التي تحصل باستمرار إنما تعود بالأساس إلى قدرة هذه التنظيمات على تطوير آليات عملها باستمرار، وهو ما يرتب على المنظومة الأمنية العراقية أن تطور من أساليبها لاختراق العدو والحد من قدراته».