اشتباكات تربك محادثات كوسوفو وتحرج صربيا أمام أوروبا

جرح العشرات في مواجهات بين جنود الناتو وصرب الإقليم

TT

في الوقت الذي تستعد فيه صربيا وكوسوفو إلى جولة جديدة من المفاوضات في بروكسل اليوم (الأربعاء)، وقعت اشتباكات بين جنود من قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو (كي فور)، وصرب كوسوفو، الليلة قبل الماضية، يعتقد أنها ستؤثر على المحادثات وتحرج بلغراد الطامحة إلى الترشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.

وأصيب 25 جنديا من قوة الأطلسي، بينهم اثنان بالرصاص، ونحو مائة متظاهر صربي بحسب بلغراد، في هذه المواجهات التي تأتي استمرارا لأعمال العنف المتكررة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وعادة ما تندلع هذه المواجهات بسبب محاولة قوة «كي فور» الأطلسية إزالة حواجز يقيمها الصرب احتجاجا على سيطرة بريشتينا على النقاط الحدودية مع صربيا. ويكرر السيناريو نفسه: «قوة الحلف تزيل حاجزا فيقيم الصرب آخر على مسافة أبعد».

وبينما ترغب صربيا في إحراز تقدم في مفاوضات بروكسل التي تنظم برعاية الاتحاد الأوروبي، فإنها تعلم أن منحها وضع الدولة المرشحة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يتوقف على ذلك. وهذا هو الهدف الرئيسي للسياسة التي يعتمدها الائتلاف الحكومي الذي أقيم في 2008. ومعروف أن وضع الدولة المرشحة يتطلب إجماعا للدول الـ27 أعضاء الاتحاد. وما زالت ألمانيا على موقفها الحازم منذ زيارة أنجيلا ميركل لبلغراد في أغسطس (آب) الماضي، والقاضي بضرورة إحراز تقدم في تحسين صربيا لعلاقاتها مع كوسوفو لإعطاء الضوء الأخضر لذلك.

والرهان الرئيسي للمباحثات سيكون تحديد طبيعة نقاط العبور بين كوسوفو وصربيا، سبب التوتر في شمال كوسوفو منذ الصيف وطريقة عملها. ويقترح الاتحاد الأوروبي «إدارة حدودية مشتركة» لنقاط العبور هذه من قبل صربيا وكوسوفو معا تحت إشراف البعثة الأوروبية في كوسوفو.

وترفض بلغراد أن تكون هذه النقاط مراكز حدودية بين دولتين لأن صربيا لا تعترف باستقلال كوسوفو وما زالت تعتبره إقليمها الجنوبي، بينما ترى بريشتينا على العكس أن هذه النقاط يجب أن تكون مراكز حدودية فعلية. ويرى الصرب وخصوصا الصرب في شمال كوسوفو الذين يشكلون القسم الأكبر من سكان المنطقة، أن النقاط الحدودية ستقطع أكثر صلاتهم بصربيا. وبالنسبة لهم هذا أمر غير مقبول.

وتحسبا لإبرام أي اتفاق في بروكسل على حسابهم، دعا المسؤولون الصرب في شمال كوسوفو في نهاية الأسبوع الماضي بلغراد إلى «وقف إبرام اتفاقات مع الجانب الألباني (بريشتينا) على حساب المصالح القومية والدولة الصربية».

ويعتقد أن الصدامات الأخيرة تزيد الضغوط على صربيا. واعتبر كبير المفاوضين الصرب بوركو ستيفانوفيتش، أنه ما زال من الممكن أن تحصل بلغراد على وضع الدولة المرشحة الانضمام في حال إيجاد حل لمسألة نقاط العبور أو لمشاركة بريشتينا في الاجتماعات في المنطقة، النقطة الشائكة الأخرى بين بلغراد وبريشتينا.

وترفض بلغراد المشاركة في مؤتمرات تمثل فيها كوسوفو كدولة مستقلة. ويرى المحللون أن الرئيس الصربي بوريس تاديتش يواجه معضلة إلا وهي التقدم في الحوار مع كوسوفو على حساب فقدان دعم الصرب في شمال الإقليم، وهو أمر حساس قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في الربيع المقبل. وقال المحلل الكوسوفي بهلول بكش «إذا وافقت صربيا على الاقتراح (الأوروبي) القاضي بإدارة مشتركة للحدود هذا يعني اعتراف بلغراد بحدودها مع كوسوفو». ويستبعد المحلل مثل هذا الاحتمال، ويرى أن الاجتماع سيفضي إلى موافقة بلغراد على مشاركة كوسوفو في مبادرات إقليمية.