شبان لبنانيون يتهمون المعلم بـ«فبركة» شريط مصور.. واستعمال صور اشتباكات قديمة على أنها أعمال إرهابيين

أبناء «باب التبانة» يحملون وزير الخارجية السوري مسؤولية ما قد يتعرضون له

صور من شريط فيديو عرضه المعلم في مؤتمر صحافي، مدعيا أن المقاتلين هم إرهابيون في سوريا، بينما قال الأشخاص الظاهرون في الشريط إن الصور أخذت في العام 2008 في طرابلس شمال لبنان (أ.ف.ب)
TT

اتهم شبان لبنانيون من طرابلس أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بفبركة أجزاء من شريط فيديو عرضه في مؤتمره الصحافي يوم الاثنين الماضي، موضحين أنهم يظهرون في مشاهد من الشريط التقطت في طرابلس (شمال) في 2008 وقدمت على أنها لـ«إرهابيين» يقاتلون في سوريا. وقال أحدهم، ويدعى أحمد عيسى، في مؤتمر صحافي في طرابلس إن مشاهد وردت في الشريط على أنها «لمسلحين إرهابيين» داخل سوريا هي في الواقع له مع «مجموعة من الشباب (..) عند المدخل الشمالي لطرابلس حيث كنا ندافع عن منطقتنا وأهلنا في 2008». وكان عيسى يشير إلى الاشتباكات العنيفة التي وقعت في مايو (أيار) 2008 بين منطقتي باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية المجاورة وأسفرت عن مقتل وجرح عدد من الأشخاص.

وقال الشيخ مازن المحمد، أحد فعاليات طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن هذه «المشاهد التي عرضها المعلم في مؤتمره، كشفت ادعاءات النظام وأكاذيبه. فهذه المنطقة التي ادعى أنها منطقة جسر الشغور، هي منطقة (السقي) في باب التبانة حيث جرت المواجهات بين أبنائها وأبناء منطقة جبل محسن بعد أحداث مايو 2008، وقد قام بعضهم بتصويرها ولا يزالون يحتفظون بها على هواتفهم».

وفي حين اعتبر المحمد أن «معرفة المعلم بالأضاليل التي بثها في مؤتمره هي مشكلة وعدم معرفته بها هي مشكلة أكبر»، ولفت إلى «أن أبناء باب التبانة يحملون النظام السوري أي مكروه قد يتعرض له شباب المنطقة الذين ظهرت صورهم في المشاهد، ونتوعد بالرد والتصعيد».

وكان المحمد وعدد من أبناء باب التبانة ومنهم الشباب الذين ظهروا في «شريط الادعاءات»، قد عقدوا مؤتمرا صحافيا قبل ظهر أمس وقاموا بجولة في المنطقة حيث عمدت بعض المحطات التلفزيونية إلى تصوير المكان الذي ادعى المعلم أنه جسر الشغور، مؤكدين على المعالم الأساسية التي ظهرت في الفيديو بأنها في باب التبانة. كذلك، فقد اعتبر داني دنش وهو أحد الشباب الذين ظهرت صورته في الفيديو «أن ما حاول إظهاره المعلم هو دليل إفلاس النظام». وأضاف: «نحن هنا في طرابلس وفي باب التبانة تحديدا، ولسنا لا في حمص ولا في جسر الشغور، وما عرض من صور تزعم أننا نشارك في المعارك هناك عار تماما عن الصحة وهو تزوير للواقع، لا سيما أن هذه الصورة منشورة منذ عام 2008 على موقعي (يوتيوب) و(فيس بوك) وقد تم التقاطها في (سقي طرابلس) أثناء المعارك التي جرت بين باب التبانة وجبل محسن آنذاك».

من جهته، أكد أبو عمر وهو شاب آخر ممن عرضت صورته، أن «الصور المزيفة التي عرضت لنا تعرض حياتنا للخطر من قبل المتعاونين مع النظام السوري وقد نصبح من خلالها عرضة للمساءلة القانونية، وهذا غير عادل لأن هذه الاتهامات باطلة».

وعرضت المجموعة على الصحافيين الشريط الأصلي الذي قالت إن أحد أفرادها التقطه بواسطة هاتفه الجوال، والذي يكاد يكون مطابقا للمشاهد التي تضمنها الشريط السوري. وقال أحمد سعيد في المؤتمر الصحافي الذي حضره نحو مائتي شخص في باب التبانة «كل ما عرض في هذا الفيلم السوري هو فبركة وكذب». ويظهر في المشاهد المصورة شبان ملتحون مسلحون في منطقة حرجية، قال التلفزيون السوري إنها لـ«عصابات إرهابية تتدرب في اللاذقية» في سوريا. واصطحب الشبان الطرابلسيون السبعة الصحافيين إلى سقي طرابلس عند المدخل الشمالي للمدينة، مؤكدين أن الفيلم صور بين حقول القصب في هذه المنطقة المطلة على جبل محسن.