رنكوس.. بلدة في ريف دمشق اجتاحها الجيش ومنع أهلها من دفن موتاهم

ناشط لـ «الشرق الأوسط»: الجيش داهم منازلها وروع الأهالي

TT

أضيفت بلدة رنكوس في ريف دمشق إلى لائحة البلدات السورية المنكوبة، ويؤكد ناشطون أن البلدة تعيش حالة إنسانية مأساوية ستتكشف صورتها بشكل أوضح في الساعات القليلة المقبلة بعدما أعلن مساء أمس عن انسحاب آليات الجيش وعناصر الأمن بعد مرور أربعة أيام على اجتياحها، وخرج أبناؤها لدفن موتاهم.

فأهالي رنكوس لم يطلقوا صرخة الاستغاثة فقط لحماية المدنيين بل للسماح لهم بتشييع أبنائهم الذين بقيت جثثهم في البيوت لأيام عدة في ظل حظر التجول الذي كان مفروضا عليهم بسبب خوف النظام من تحويل التشييع إلى مظاهرة ضد النظام، وهذا ما أكده أحد أبناء المنطقة الذي عرف نفسه باسم «أبو عبد الرنكوسي» لـ«الشرق الأوسط». وقال «إن اقتحام الجيش السوري وعناصره رنكوس، هذه البلدة الجبلية الصغيرة التي لا يزيد عدد أبنائها على 20 ألفا، جاء بعد المظاهرة التي شارك فيها أبناء البلدة الجمعة الماضي والتي حملت شعار (الجيش السوري الحر يحميني)».

وقد أكد الناشطون من أبناء البلدة على صفحة «تنسيقية رنكوس للثورة السورية»، قيام عناصر الجيش منذ اللحظات الأولى لدخولهم البلدة بإطلاق النار بشكل عشوائي ومداهمة المنازل وإحراقها وترويع الأهالي، وذلك بعدما توزع القناصة على المباني المرتفعة وعلى جبل الدير في وسط البلدة، كما عمدوا إلى قصف جامع الشيباني، وقد ذهب ضحية هذه العمليات 22 قتيلا من بينهم الطفل ناصر قزم الذي يبلغ 14 عاما من العمر.

كذلك، يؤكد «أبو عبد» ما تم تداوله والتركيز عليه على صفحات الناشطين الإلكترونية والمجموعات الخاصة بهم، عدم قدرة أهل البلدة على تشييع موتاهم الذين لا تزال جثثهم في البيوت أمام أعين زوجاتهم وأمهاتهم، وهذا هو حال المواطن ياسر مسعود شاهين الذي قتل برصاص الجيش السوري الذي لم يسبق له أن شارك في أي مظاهرة.

ويضيف أنه خلال الأيام الأربعة التي كانت فيها رنكوس تحت الاجتياح، منع الجيش على أبناء البلدة الصلاة في المساجد أو رفع الأذان وذلك بعدما احتلوا المساجد الستة الموجودة في البلدة ليناموا فيها ليلا، كما أحرقوا موجوداتها من الخشب وحولوها إلى حطب للتدفئة.