الشرطة التركية تقتل مسلحا ليبيا في «الباب العالي»

سيارة سورية أثارت مخاوف من «رسائل سياسية»

TT

تحول «الباب العالي» في وسط إسطنبول القديمة، أمس، إلى مسرح لعملية أمنية غريبة الملابسات أسفرت عن إحداث حالة من الرعب وجرح عنصري أمن تركيين ومقتل مسلح ليبي مجهول الدوافع بعد اشتباك ومفاوضات استمرت ساعتين.

وقد أحدثت معلومات عن استقلال المسلح لسيارة تحمل لوحة تسجيل سورية إلى رزع الشكوك في إمكانية أن تكون الحادثة «رسالة» إلى تركيا التي كانت قد أعلنت قبل ساعات عن حزمة عقوبات اقتصادية ضد النظام السوري، لكن مصادر أمنية تركية أوضحت لـ«الشرق الأوسط» في وقت لاحق أن السيارة التي وجدت في مسرح الجريمة لا تخص المسلح، ولكن تخص عائلة سورية كانت تزور المعلم السياحي الأشهر في عاصمة الخلافة العثمانية السابقة.

وأفاد شهود عيان «الشرق الأوسط» أن المسلح الذي كان يحمل بندقية صيد، قد زنر نفسه بحزامين من الخرطوش، ووقف في ساحة المعلم الأثري هاتفا «الله أكبر» ثم بدأ بإطلاق النار. وتردد أن المسلح استولى على سلاح أحد الحراس، غير أن شهود عيان أفادوا «الشرق الأوسط» بأن المسلح كان يحمل بندقيتي صيد، إحداهما من طراز «بومب أكشن» المتعدد الطلقات، بالإضافة إلى سكين كبيرة ربطها بساقه اليمنى. وبعد إصابة أحد حراس المكان ومجند في الجيش التركي، حاصرت القوى الأمنية التركية المكان، وفاوضت المسلح الذي كان يهم بتسليم نفسه إلى السلطات بعد ساعتين من المفاوضات، قبل أن يعدل عن ذلك ويعود إلى إطلاق النار باتجاه القوى الأمنية التي ردت على الفور برصاصات قاتلة.

ووصف الشهود المسلح الليبي الذي تبين أنه يدعى سمير سالم علي، ومن مواليد عام 1975، بأنه كان يرتدي ثياب صياد، بينما أشارت مصادر في الداخلية التركية إلى أن التحقيقات بدأت على الفور لمعرفة مصدر السلاح والذخيرة، علما بأن تركيا تفرض قيودا مشددة على شراء وتداول ذخائر وأسلحة الصيد. وكانت «وكالة أنباء الأناضول» عن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين قوله إن السيارة التي استقلها المسلح الليبي الذي أطلق النار تحمل لوحة تسجيل سورية. وقال شاهين: «جرى التحفظ على السيارة التي استقلها المتهم للوصول إلى موقع الهجوم، وكانت تحمل لوحة تسجيل سورية وهي تابعة لشخص آخر، ولا تزال الخيوط غير واضحة». وأفادت المصادر التركية أن التحقيقات بدأت بالتعاون مع السلطات الليبية الجديدة لمعرفة أي خيوط حول خلفية المسلح ودوافعه المحتملة، بينما وصفه محافظ إسطنبول بأنه «عمل فردي». ورفضت المصادر إعطاء «أي تكهنات حول الدوافع السياسية المحتملة بانتظار انتهاء التحقيقات»، غير أنها أشارت إلى أن القتيل دخل البلاد يوم الأحد الماضي من دون تقديم معلومات إضافية. وأكد محافظ إسطنبول، حسني افني موتلو، عقب الهجوم مباشرة أن هناك أسبابا شخصية وراء هذا الهجوم ولكن موتلو لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.

وكانت العاصمة التركية، شهدت منذ أسابع مظاهرات قامت بها عائلات جرحى ليبيين نقلوا إلى تركيا للعلاج، احتجاجا على «المعاملة غير اللائقة». غير أن أحدا من المسؤولين الأتراك لم يجزم بوجود رابط بين الأمرين.