الجامعة العربية ترحب بنجاح العملية الانتخابية في المغرب

محللون: الملك محمد السادس يبقى سيد اللعبة السياسية والمتحكم في مسار الإصلاحات

TT

رحب نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بنجاح عملية الانتخابات التي جرت في المملكة المغربية واعتبرها خطوة مهمة على طريق ترسيخ المسيرة الديمقراطية وتعزيز الحكم الرشيد في المملكة، خاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي أطلقها الملك محمد السادس.

وأشاد الأمين العام بإقبال الناخبين على التصويت في الانتخابات، مؤكدا أن ذلك يعكس الإرادة القوية للشعب المغربي وحرصه على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والانخراط الإيجابي في بناء دولته.

كما أشاد الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة، بالأجواء الهادئة التي جرت خلالها الانتخابات في المملكة المغربية، معتبرا أن هذه الأجواء توفر المناخ الأمثل للمواطنين من أجل ممارسة العمل السياسي في إطار من الشرعية القانونية والدستورية وفي جو من الحرية والمساواة بين جميع المواطنين، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأعرب الأمين العام عن أمله في أن يتم الإسراع بتنفيذ الإصلاحات التي أطلقها الملك محمد السادس وعلى النحو الذي يلبي طموحات وآمال الشعب المغربي.

ومن جهتهم، قال محللون إنه رغم فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات في المغرب فإن الملك محمد السادس يبقى سيد اللعبة السياسية والمتحكم في مسار الإصلاحات على الرغم من تنازله عن بعض السلطات الدستورية.

واعتبرت الباحثة المتخصصة في شؤون المغرب العربي، خديجة محسن فينان، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن «القصر الملكي حقق هو أيضا انتصارا» بما أن الملك يحتفظ بحق تعيين رئيس الوزراء، وفقا للدستور الجديد الذي صودق عليه بالاستفتاء في يوليو (تموز) الماضي «حتى وإن اضطر إلى اختياره من الحزب الفائز بالانتخابات».

ويشير بودوان دوبري أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز العلوم الإنسانية جاك برك في الرباط، إلى أن الملك يظل متحكما في برنامج «الإصلاحات». ويذهب دوبري إلى حد الحديث عن «نصر سياسي للمملكة».

وبدأ العاهل المغربي محمد السادس سياسة إصلاحات واتخذ إجراءات اجتماعية لتهدئة الشارع، ثم عرض مراجعة دستورية تعزز الديمقراطية وصلاحيات رئيس الحكومة مع الإبقاء على الموقع الديني للملك الذي يبقى «أمير المؤمنين»، ودوره كرئيس للدولة في مجالات القضاء والأمن والدفاع.

من جانبه، دعا حزب العدالة والتنمية الذي بقي طويلا في المعارضة، إلى التغيير خاصة بمكافحة الفساد حتى في محيط الملك، ما ساهم كثيرا في فوزه بالانتخابات في بلد لا يهتم فيه السكان بالسياسة. وارتفعت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة إذ بلغت 45 في المائة مقابل 37 في المائة في 2007. وأوضح يوسف وهو ناخب يبلغ من العمر 35 سنة سبب نجاح الإسلاميين بالقول «لم أصوّت لحزب العدالة والتنمية (بحد ذاته) لكني صوتّ من أجل التغيير ولإعطاء فرصة لهذا الحزب الذي أظهر جدية في عمله في المعارضة وله مصداقية».

ورغم أن عبد الإله بن كيران يرفض «العلمانية على الطريقة الفرنسية باعتبارها مفهوما خطرا على المغرب» ويهاجم مثليي الجنس، فإن الحزب الإسلامي يبقى متمسكا بالملكية خلافا للإسلاميين المتطرفين في حركة «20 فبراير». وقال عبد الإله بن كيران «أنا مقتنع بالنظام الملكي»، مضيفا أن «رئيس الوزراء الذي يحاول الوقوف في وجه الملك لن ينجح».