أفرزت الانتخابات المغربية التي جرت الجمعة الماضي عن فوز فنانين (مغنية وممثل) بمقعد في البرلمان، على الرغم من اختلاف انتمائهم الحزبي واختلاف توجههما، حيث ينتمي الممثل إلى الحزب الذي سيقود الفريق الحكومي، والمغنية إلى حزب قرر أن يقف في المعارضة. لكن الاثنين يقولان إن «الدفاع عن الفن والثقافة كان هو حافزهما للترشح في الانتخابات».
وفاز الممثل ياسين أحجام بمقعد برلماني بعد أن جاء ترتيبه في المرحلة الخامسة في اللائحة الوطنية للشباب باسم حزب العدالة والتنمية، الذي فاز بالرتبة الأولى في الانتخابات بعد أن حصل على 107 مقاعد. وقال أحجام لـ«الشرق الأوسط»، «سأعمل من خلال برنامج دقيق يخص الفن والثقافة إلى إعادة الاعتبار للفنان المغربي، ثم إعادة هيكلة المجال الثقافي الذي بات يعرف نوعا من التشرذم داخل وزارة الثقافة». ويرى أحجام أن الفن المغربي ظل لسنوات طويلة بعيدا عن صنع القرار السياسي، وقد استعمل كدعاية في إطار المشهد السياسي، ولم يكن له حضور فعال على المستوى السياسي.
وفي سياق ذي صلة، تمكنت الفنانة فاطمة شاهو التي تعرف فنيا بـاسم «الرايسة تابعمرانت» من الفوز بمقعد برلماني، حيث ترشحت في المركز الثالث ضمن اللائحة الوطنية للنساء لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي فاز بـ52 مقعدا منها ثماني مقاعد للنساء وأربعة مقاعد في اللائحة الوطنية المخصصة للشباب، وشاركت تابعمرانت بحماس ملحوظ في الحملة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصا بجهة سوس. وليست هذه هي المرة الأولى التي تبادر هذه الفنانة للانخراط في العمل العام، إذ إنها عضو في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
ويشار إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار من أهم الخصوم السياسيين لحزب العدالة والتنمية، وقد أعلن أنه لن يشارك في الحكومة المقبلة التي أسند تشكيلها لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية، وقال الحزب عقب اجتماع مكتبه التنفيذي إنه «اختار بكل وعي ومسؤولية ودفاعا عن مشروعه الحداثي الديمقراطي الاصطفاف في المعارضة احتراما للمنهجية الديمقراطية وترجمة لنتائج الانتخابات». ويذكر أن الفنانين ياسين أحجام وفاطمة شاهو سيمثلان الفن وجميع الفنانين لأول مرة في البرلمان.