الهند: خلاف بين مجلس الصحافة ووسائل الإعلام حول «الرقابة الذاتية»

بعد اتهامات للصحافة بترويج الأخبار المثيرة والتغطية السطحية للأخرى

TT

يثير الرئيس الجديد للهيئة الرسمية المختصة بالرقابة على الصحافة الهندية مشكلات في صناعة الإعلام بانتقاداته ومطالبه. لقد وجه قاضي المحكمة العليا المتقاعد، ماركاندي كاتجو، رئيس مجلس الصحافة الجديد (جهة الرقابة الرسمية على الإعلام المطبوع في الهند) المثير للجدل، انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام. فقد وصفها بأنها «مروجة للأخبار المثيرة»، واتهمها بتغطية الأخبار بشكل سطحي تافه وبالتركيز على أخبار المشاهير بدلا من التحقيقات الصحافية الاجتماعية والاقتصادية الواقعية الجادة.

تأسس مجلس الصحافة الهندي، وهو هيئة شبه قضائية، في منتصف الستينات، وهو الذي ينظر في الشكاوى الموجهة من الصحف وضدها. وعلى الرغم من أنه يصدر أحكاما نهائية ضد الأفراد المخالفين للمعايير المهنية من داخل وسائل الإعلام، فإنه يعتبر الآن هيئة ضعيفة غير فاعلة. لم تكن هناك محطات تلفزيونية. وحتى قناة «دوردارشان»، المملوكة للحكومة، كانت في بدايتها وكانت تبث بالأساس تصريحات وزارية أو أفلاما وثائقية ينتجها قسم الأفلام بوزارة الإعلام والبث. والآن، هناك 500 محطة تلفزيونية متنوعة في مستويات الجودة والمحتوى، الذي يقدم بالإنجليزية والهندية والكثير من اللغات الإقليمية المختلفة.

كتب كاتجو خطابا لرئيس الوزراء الهندي يطالبه فيه بوضع وسائل الإعلام التلفزيونية ضمن نطاق سلطاته الرقابية أيضا، وأراد أن يتم تغيير اسم مجلس الصحافة إلى مجلس الإعلام الهندي بعد أن توسع نطاق سلطاته ليشمل الإعلام المذاع. كما سعى أيضا إلى التمتع بسلطات عقابية تأديبية تكفل له وضع ضوابط على أقسام الإعلام المختلفة.

على الجانب الآخر، تصر وسائل الإعلام المذاعة على أن جهود الرقابة الذاتية التي انتهجتها كافية، دون الحاجة لفرض مزيد من الرقابة الحكومية بما يرقى إلى مستوى الانتهاك لحرية الصحافة.

وخلال أيام من تعيينه رئيسا لمجلس الصحافة الهندي، كشف كاتجو زيف ادعاء اتحاد مذيعي الأخبار بتطبيق الرقابة الذاتية، في الوقت الذي لم يكن فيه أي أحد - من السلطة القضائية إلى السياسيين والبيروقراطيين - متمتعا بنفس هذا الحق.