كلينتون في ميانمار للوقوف على حقيقة الإصلاحات وتحولها نحو الديمقراطية

احتمال استئناف العلاقات وحث رانغون على قطع علاقاتها مع بيونغ يانغ

TT

بدأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس زيارة إلى ميانمار، تستمر يومين، وتعد الأولى لمسؤول أميركي على هذا المستوى منذ أكثر من 50 عاما.

ومن المفترض أن تعقد كلينتون اجتماعا مع الرئيس سين شين لمناقشة الإصلاحات التي قامت بها البلاد في المجالين الاقتصادي والسياسي، واحترام حقوق الإنسان والإفراج عن السجناء السياسيين، وإنهاء القمع بحق الجماعات العرقية والمطالبين بالديمقراطية. كما تبحث خطوات خفض العزلة الدولية المفروضة على ميانمار منذ تولي القادة العسكريين للحكم في الستينات. وقالت كلينتون للصحافيين قبل وصولها إلى العاصمة نايبيداو «أنا أتطلع لمناقشة نية الحكومة الحالية فيما يتعلق بالإصلاحات على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ومتفائلون بهذه الخطوة والتي سيتم تعزيزها بخطوات من أجل التغيير الذي سيعود بالنفع على شعب البلد».

وعبرت الناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان والحائزة جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سو تشي، عن أملها في أن تستغل كلينتون زيارتها هذه لتدفع النظام إلى التعجيل في وتيرة الإصلاحات. ويفترض أن تلتقي كلينتون مع سان سو تشي اليوم الخميس في رانغون.

ومن المنتظر أن تبحث كلينتون مع ميانمار إمكانية قطع علاقاتها العسكرية والنووية مع كوريا الشمالية، وإمكانية القيام بخطوات لإنهاء حالة العداء بين رانغون وواشنطن. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية «إننا نتوقع أن يكون هناك استعراض شامل للخطوات التي يمكن اتخاذها وماذا نتوقع أن نرى في المستقبل، وما هي الخطوات التي يمكن أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للقيام بها كخطوات أولية إذا كانوا ملتزمين بعملية الإصلاح والانفتاح».

وتعد زيارة كلينتون الأولى مند زيارة وزير الخارجية الأسبق جون فوستر دالاس في عام 1955 لميانمار، وتهدف لإعادة تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في وقت تسعى فيه إدارة أوباما لتحويل اهتمامها نحو آسيا لمواجهة النفوذ الصيني المتصاعد. ويرى مراقبون أن سجل ميانمار في انتهاكات حقوق الإنسان وقمع المعارضة سيئ إلى درجة يصعب معها الحصول على موافقة الكونغرس الأميركي لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على التجارة مع ميانمار. وأشاروا إلى أن المجال الذي يمكن لوزيرة الخارجية الأميركية العمل في إطاره لا يخرج عن خطوات صغيرة مثل عودة السفير الأميركي إلى ميانمار أو تقديم مساعدات وتمويل دولي لدعم الإصلاحات الاقتصادية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن عن إرسال وزيرة خارجيته إلى ميانمار خلال اجتماعه بقادة دول جنوب شرق آسيا في إندونيسيا في أوائل الشهر الحالي، وهي خطوة اتخذها لتأكيد اهتمام الولايات المتحدة بتعزيز التعاون مع دول المحيط الهادي في جنوب شرق آسيا.