مقتل 17 في العمليات العسكرية ضد المدنيين.. ومظاهر أمنية مسلحة تحتل العاصمة دمشق

ناشطون: سيارات تحمل لوحات لبنانية وقفت أمام فندق «الشام» وترجل منها ملتحون مسلحون

مظاهرة طلابية في بنش بإدلب أمس
TT

قتل 17 مدنيا أمس في سوريا في العمليات العسكرية ضد المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إنه في محافظة حماه، قتل 9 مدنيين في بلدة التريمسة بريف المحافظة، بينهم ثمانية في إطلاق رصاص خلال مداهمات بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية، كما قتل مواطن من قرية الزكاة برصاص الشبيحة. وفي حمص، قتل 5 أشخاص أمس، اثنان منهم إثر إطلاق رصاص كثيف من قبل قوات الأمن السورية في حي باب السباع، وآخر في إطلاق رصاص من قناصة في حي وادي إيران، كما قتل آخر في إطلاق رصاص من قبل حاجز أمني في حي باب السباع، بينما توفي شخص متأثرا بجراح أصيب بها مساء أول من أمس خلال إطلاق رصاص عشوائي في حي النازحين. وقتلت سيدة وابنتها في بلدة تلكلخ على الحدود اللبنانية اثر إصابة منزلهما خلال القصف بالرشاشات الثقيلة. وفي محافظة درعا، قتل شخص إثر إطلاق الرصاص على سيارته من قبل قوات الأمن على مداخل بلدة داعل ومُنع أصدقاؤه من إسعافه.

وقال ناشطون سوريون، أمس، إنهم شاهدوا عدة سيارات تحمل لوحات لبنانية تقف أمام فندق «الشام» وسط العاصمة، ويترجل منها رجال ملتحون ومعهم سلاح كامل، وأنهم انزلوا من السيارات أسلحة ودخلوا الفندق. ورجح الناشطون أن «يكون هؤلاء عناصر من حزب الله تتم الاستعانة بخبراتهم في قمع المظاهرات». وقالوا إن «اللافت هو دخولهم الفندق ومعهم سلاح على مرأى من المارة».

كما شوهدت يوم أمس عند ملعب الجلاء في المزة سيارات تقل شبيحة وأسلحة، وترجلوا أمام الناس وقاموا بوضع الأسلحة في الغرف التابعة لملعب الجلاء. وقال سكان في منطقة أوتوستراد المزة في دمشق إنه مساء أول من أمس، وبالتزامن مع مظاهرة طيارة خرجت من جامع الزهراء، جاءت سيارات «نيسان» صحراوية، تحمل مسلحين وراحت تسير عكس السير وتجوب المنطقة لأكثر من نصف ساعة في استعراض للقوة ولترهيب الناس، حيث تم إشهار السلاح بشكل استفزازي.

ويقول ناشطون إنه صارت تلاحظ الكثافة أمنية في محيط السفارات العربية والأجنبية، ولأول مرة تقوم سفارات عربية مثل سفارة دولة الإمارات بوضع أسلاك شائكة على أسوارها. وبات معتادا رؤية أعداد كبيرة من رجال الأمن والشبيحة ينتشرون في محيط المراكز الثقافية والصالات حيث يتجمهر عدد كبير من الجمهور. وكتبت شابة سوريا ناشطة على صفحتها أن «عيون رجال الأمن والشبيحة تتحرك بسرعة، وألاحظ تأهبهم للانقضاض على كل كائن متحرك، كلما صادفوا تجمعا مهما مها كان صغيرا». وتضيف أن «توقف خمسة أشخاص في الشارع أقل من خمس دقائق يدب الذعر في صدورهم». ونفذ السوريون أمس إضرابا عاما تجاوبا مع دعوات الناشطين. وكان الناشطون المطالبون بالديمقراطية قد دعوا إلى يوم إضراب عام في كل أنحاء سوريا أمس، يكرس «للشهداء» الذين سقطوا في أعمال قمع حركة الاحتجاج ضد النظام السوري. وكتب الناشطون على صفحتهم على «فيس بوك»: «الثورة السورية 2011»، «لأجلكم سنضرب اليوم.. لأجل كل شهيد أهدى للوطن دمه من أجل الحرية.. لأجل كل نفس طاهرة ارتقت للعلياء فداء للوطن والكرامة». وانضمت لجان التنسيق المحلية التي تشرف على المظاهرات على الأرض إلى الدعوة للإضراب، ودعت «جميع الأحرار السوريين للانضمام للإضراب العام على كامل التراب السوري». وقالت في بيانها «لا يسعنا إلا أن نصر على منطلقات ثورتنا ومبادئها التي قامت عليها، وذلك من خلال تصعيد وسائلنا السلمية في النضال ضد هذا النظام الغاشم حتى إسقاطه وبناء دولتنا بالحرية الديمقراطية».