نائب وزير الخارجية الروسي في تل أبيب: سنعمل كل جهدنا لمنع ضربة عسكرية ضد إيران

65% من الإسرائيليين يفضلون ألا يكون هناك سلاح نووي في إسرائيل وإيران على السواء

سيرجي ريابكوف
TT

وجه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أمس في تل أبيب، تحذيرا شديد اللهجة إلى إسرائيل في شأن تهديداتها بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران لعرقلة مشروعها النووي. وقال إن بلاده لن تألو جهدا في سبيل منع توجيه ضربة عسكرية من أي طرف كان ضد إيران. وقد رد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي استضافه في مكتبه بأن إسرائيل لا تنوي شن هجوم عسكري على إيران حاليا.

وكان المسؤول الروسي ريابكوف، الذي يتولى شؤون الملف الإيراني في الحكومة الروسية، قد حضر إلى إسرائيل في إطار جهوده لمنع ضربة كهذه. فقال في تصريحات نشرتها صحيفة «معاريف»، أمس، إن الطريقة التي يتبعها الغرب ضد إيران لن تحقق شيئا. وأنها تدار بطريقة عمياء، لا يؤخذ فيها بالاعتبار كرامة الإيرانيين: «إنهم يهينون الإيرانيين ويستخفون بهم. والعقوبات التي يفرضونها عليهم تمس السكان وليس النظام. وفي جميع الأحوال، هذا الأسلوب لا يحقق المرجو منه. والسبيل الوحيد لمواجهته هو بالحوار الجاد والمسؤول المبني على نوايا صادقة لإيجاد حل». وسئل ريابكوف عما إذا كانت روسيا ستتحرك لمنع توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، في حال علمت بأمر ضربة كهذه. فأجاب بطريقة موجهة مباشرة إلى إسرائيل قائلا: «نعم. مع أن هذا سؤال وهمي، إلا أنني أقول إن روسيا ستحاول منع ضربة كهذه بكل الوسائل». وأضاف: «أعرف أن جوابي هذا يبدو صارما وغير دبلوماسي. فأنا أعتقد أن من سيقف وراء ضربة كهذه سيتحمل التبعات السياسية لهذا الخطأ الكبير. فمثل هذه الضربة ستؤدي إلى مشاكل كبيرة وسفك دماء وضائقة شديدة. فهل إسرائيل تحتاج إلى ذلك؟ أنا لا أعتقد. فمثل هذه الضربة ستخلق مصاعب إضافية لدى المسلمين في المنطقة. وستؤدي إلى أخطار للأمن القومي الإسرائيلي، حيث إن إيران سترد على ضربة كهذه». وقد رد وزير الدفاع الإسرائيلي، باراك، بتصريح للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فقال إن إسرائيل لا تنوي شن هجوم عسكري ضد إيران وإنها، أي إسرائيل، منصتة للولايات المتحدة بهذا الشأن. وأضاف باراك إن «إسرائيل لا تبحث عن حرب مع إيران ولا نية لديها بالعمل (عسكريا) الآن، لكن إسرائيل قوية جدا وبعيدة عن أن تكون مشلولة من تخوفات أو تخويفات وعليها العمل ببرودة أعصاب وهدوء». وأردف أن «إمكانية القيام بعملية غير دبلوماسية هي الإمكانية الأخيرة، لكن إذا تم زج إسرائيل في الزاوية واضطرت للعمل فإنها لن تتردد في حماية أمن سكانها».

وقال باراك إن «أي خطوة تمنع الحاجة إلى تنفيذ عملية عسكرية هي خطوة إيجابية، ورد فعل بريطانيا ودول أوروبية أخرى في الأيام الأخيرة على الأحداث في إيران (أي مهاجمة السفارة البريطانية في طهران) كان صحيحا». وتابع باراك: «سأكون سعيدا إذا جعلت العقوبات والدبلوماسية القيادة في طهران تتخذ قرارا بالتخلي عن البرنامج النووي العسكري». لكن باراك قدر أنه لن يتم التوصل إلى نتيجة كهذه. وتطرق باراك إلى تصريحات رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الأدميرال مارتن دمبسي، الذي قال إنه لا يوجد ضمان بأن تراجع إسرائيل الولايات المتحدة في حال قررت ضرب إيران. فأكد الوزير الإسرائيلي أن «إسرائيل منصتة للولايات المتحدة وتقدرها كثيرا». ثم أضاف: «إسرائيل هي دولة سيادية والمسؤولة عن أمنها ومستقبلها ووجودها هي حكومة إسرائيل وقوات الأمن وليست جهات أخرى».

من جهة ثانية، نشرت نتائج أولية لاستطلاع رأي، حول موقف الإسرائيليين من توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، فتبين أن 43 في المائة يؤيدون توجيه ضربة كهذه مقابل 41 في المائة يعارضونها. ولكن في الوقت نفسه قال نحو 65 في المائة إنهم يؤيدون أن تتخلى إسرائيل عن السلاح النووي، مقابل تخلي إيران عنه.