المعارضة اليمنية تتفق على تشكيل حكومة مؤقتة مع حزب الرئيس صالح

13 قتيلا بينهم 5 جنود بمعارك بين الجيش ومعارضين في تعز

متظاهرون يستقلون دراجة نارية بعد المشاركة في تظاهرة في صنعاء امس تطالب بمحاكمة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (رويترز)
TT

ذكرت المعارضة اليمنية أنها اتفقت أمس على تشكيل حكومة مؤقتة مع حزب الرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح بموجب اتفاق على إنهاء الصراع على مصيره، الذي دفع البلاد إلى شفا حرب أهلية. ولكن التقدم الذي أحرز بشأن الاتفاق الذي وضعته دول الخليج العربية المجاورة لليمن لم يظهر أي علامات على أن إراقة الدماء التي لطخت احتجاجات مستمرة منذ 10 أشهر ضد صالح ستنتهي.

وقال سكان ومسؤولون إن 10 على الأقل من المدنيين والقوات الحكومية قتلوا في مدينة تعز، العاصمة التجارية للبلاد، وهي معقل للمظاهرات المناهضة لصالح.

ويأمل رعاة المبادرة أن يحول الاتفاق دون الانزلاق إلى حرب أهلية في الدولة المجاورة للسعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ومنع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له من تهديد الممرات الملاحية بالبحر الأحمر.

وقال مسؤول من تكتل اللقاء المشترك الذي يضم أحزابا معارضة وقعت الاتفاق في الرياض لنقل السلطة في اليمن إنهم اتفقوا على تقسيم للمقاعد الوزارية مع حزب مؤتمر الشعب العام الذي يتزعمه صالح. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أنه بموجب الاتفاق يحتفظ حزب صالح بوزارات الدفاع والخارجية والنفط في حين تتولى أحزاب المعارضة وزارات الداخلية والتعاون الدولي والإعلام والمالية.

وستقود الحكومة المنتظرة البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية حدد عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس موعدها في 21 فبراير (شباط) المقبل. ونقل صالح سلطاته إلى نائبه. وقالت مصادر في المعارضة أيضا إنها سلمت هادي قائمة بالشخصيات التي اختاروها للانضمام إلى مجلس عسكري مكلف بإدارة الجيش إلى أن ينتخب رئيس جديد للبلاد. وضمت القائمة وزيرين سابقين للدفاع والداخلية وقادة في الجيش انقلبوا على صالح.

وبموجب المبادرة الخليجية التي وقعها صالح سيتم تشكيل هيئة لإعادة هيكلة القوات المسلحة. ويقود أحمد، نجل صالح، الحرس الجمهوري وهو إحدى وحدات الجيش الأفضل تجهيزا. وبإتمام نقل السلطة سيكون صالح رابع زعيم عربي تطيح به احتجاجات حاشدة أعادت تشكيل المشهد السياسي للشرق الأوسط.

وسيواجه من يخلف صالح صراعات متعددة ومتداخلة اكتسبت قوة أثناء الأزمة السياسية، بما في ذلك مشاعر انفصالية متصاعدة في الجنوب الذي خاض حربا أهلية مع قوات صالح في الشمال عام 1994 بالإضافة إلى صراع مع إسلاميين سيطروا على أراض في محافظة أبين الجنوبية. وقال مسعفون ومصادر أمنية إن 10 على الأقل من المدنيين والجنود قتلوا في تعز التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء.

وقتل 5 مدنيين فيما قال سكان إنه قصف نفذته القوات الحكومية اليمنية لمدينة تعز الليلة الماضية. وتحيط بالمدينة التي تعتبر مركزا للاحتجاجات المناهضة لصالح قوات موالية للرئيس المنتهية ولايته وكذلك قوات للقبائل وأخرى تدعم المحتجين.

ونفى مسؤول أمني تقارير عن قصف المناطق السكنية ووصفها بأنها «أكاذيب». وقال إن «عناصر مسلحة» هاجمت عدة نقاط تفتيش أمنية بالمدينة. وقال مصدر أمني إن مسلحين متحالفين مع أحزاب المعارضة قتلوا 5 جنود وأصابوا 15 آخرين. وذكر مسعفون في مستشفى الروضة أن 5 مدنيين قتلوا وأصيب عدد آخر بجروح في حين قال عاملون بمستشفى ميداني في تعز إنهم استقبلوا 10 مصابين مدنيين. وقال توفيق الشعبي المحامي والناشط بالحركة الاحتجاجية إن قوات صالح التي تركزت في مناطق متفرقة من المدينة أطلقت قذائف على بعض الأحياء وإن القصف استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس.

وندد محتجون في تعز وفي مناطق أخرى بالحصانة من الملاحقة القضائية التي سيتمتع بها صالح وأقاربه بموجب اتفاق نقل السلطة.

وأعلنت مصادر طبية وأخرى أمنية أن 13 شخصا قتلوا أمس في تعز التي تعد من معاقل المعارضة في اليمن، حيث قصف الجيش عدة أحياء يسيطر عليها مسلحون قبليون. وقال مسؤول أمني إن «خمسة جنود قتلوا وأصيب 15 آخرون في اشتباكات» عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصواريخ في أحد الأحياء غرب تعز.